طه العامري
البحث عن أي قضية للإثارة والتوظيف ديدن البعض وغايتهم لدرجة أن زميلاً عزيزاً لم يتوانى في تناول قضية الطفل العديني الذي حاولت بعض العصابات خطفه وتهريبه لدولة مجاورة، لكن فات عن زميلنا أن تناولته جاءت متأخرة وبعد أن ضبطت الأجهزة الأمنية الخاطفين وأنقذت ليس طفلاً بل مجموعة أطفال كان بعض الأشخاص قد حاولا تهريبهم ولكن يقظة رجال الأمن حالت دون تحقيق ذلك وبدلاً من أن يشكر زميلنا دور أجهزة الأمن راح في لحظة نزق يحاول يركب قضية ويوظفها رابطاً بين قضية الطفل العديني وبين قضية الألمان الثلاثة الذين خطفوا من قبل بعض القبائل وتم تحريرهم وتجاوزنا الظاهرتين أو القضيتين قضية الطفل بل الأطفال الذين عادوا لذويهم ومن هم من تكفلت الدولة برعايتهم من خلال وضعهم في أماكن آمنة وحصولهم على رعاية كاملة، فيما السياح الألمان ربما يكونون قد وصلوا بلادهم وعند أسرهم، وهو ما فات زميلنا الذي تذكر مؤخراً أنه كانت هناك قضية خطف، وعلى خلفية الاعتقاد راح زميلنا يخلط القضايا ببعضها والمهم أنه كيف قضية وكتب موضوعاً ولم يتردد في تكييفه وبالطريقة التي يريدها وتلبي رغباته أو قناعته والأمر لا يحتاج لكل هذا العناء بل كان وقت صاحبنا وزميلنا وتفكيره وقلمه ومحبرته كل هذه الأدوات كان يفترض توجيهها وتسخيرها لتناول ما يخدم الوطن ويعزز أمنه ويمتن روابطه بدلاً من الاستغلال غير المثالي للظواهر ومحاولة توظيفها للاستهداف وليس للنقد والتصحيح أو لفت الأنظار وإعانة المختصين إلى جوانب القصور أن وجدت في زحمة العمل اليومي المربك. . قطعاً طالما والكل مهمته في هذا البلد فقط رصد وتصيد أخطاء الآخر وترقبها كما يترقب الصياد فريسته، ولعمري هذا السلوك ليس سلوكاً ديمقراطياً والانتقاص من قدرة الأجهزة السيادية أو الانتقاص والتشهير بالهوية الوطنية والغمز من قناة الرغبات السياسية والدوافع الحزبية من الظواهر التي تجاوزها العقل السياسي الوطني أو هكذا يفترض أن يكون عليه الحال. . فما بيننا والمرحلة الانتقالية قرابة خمسة عشر عاماً مضت. . يعني أن فترة الخطاب الكيدي قد انتهت ولا مكان بعد تلك المرحلة للخطاب الكيدي والنزق الحزبي ويفترض اليوم أن يكون هناك خطاب حزبي راق ويرتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية التي تحتم على كل شركاء المشهد التعامل بمنطقية وموضوعية مع كل الظواهر الحياتية والقضايا الوطنية وبقدر من المسؤولية الوطنية فحين يخطئ المواطن العادي قد يمكن تجاوز أخطائه لكن أن يخطئ حملة الرأي والفكر والموجهين للرأي العام فهذا يعني الكثير خاصة إن أدركنا أن الخطأ هنا مقصود وهو ليس عابراً بل مدبر وموجه وله غايته فهل نكف عن هذا التوظيف الرخيص للقضايا الوطنية ونعلن تضامننا ولو لمرة مع الوطن والمواطن والتحولات خاصة وأجهزتنا الأمنية تعد الجهة النموذجية التي تعمل ليلاً ونهاراً على ترسيخ الأمن والاستقرار والحد من كل الظواهر السلبية وبدلاً من أن نشهد لها بالنجاح هناك منا من يعمل على التنكر لها ونكران كل مواقفها وهذا جحود لا مبرر له حتى لو تعلق الأمر بتصفية حسابات حزبية فالمفترض أن لا تكون على حساب القضايا الوطنية ذات الصلة بالأمن والاستقرار والسكينة الاجتماعية، وعلى قاعدة أن الوطن لم يعد قادراً على تحمل المزيد من المنغصات والمكايد.
ameritaha @ gmail. com