سلطان الصالحي
نسمع كثيراً تصريحات لمعالي وزير التعليم الفني والمهني سواء في القنوات الإعلامية ونقرأوها في كثير من الصحف التي تجري لقاءات مع معاليكم فنستبشر خيراً ولكننا لا نلمس على أرض الواقع التفاعل الإيجابي المطلوب من قبل مكاتب وفروع الوزارة ولعل مجيئكم من الوسط الأكاديمي التربوي يجعلكم أكثر تفهماً ومعرفة لمشاكل هذا النوع من التعليم وقادرين على إيجاد حلول بديلة للمشاكل التي يعاني منها التعليم الفني والمهني في المعاهد المهنية والتقنية المختلفة، والحقيقة أنني وباعتباري أحد منتسبي التعليم الفني والمهني بمحافظة تعز قد أصبت بالصدمة عندما علمت أن مدير عام التعليم الفني والمهني في إحدى المحافظات الجنوبية يحمل مؤهل ثانوية عامة قديمة وقد تم تعيينه إرضاء لأخيه الذي عين سفيراً لليمن في إحدى الدول الشقيقة وهذا مخالف للشروط والمعايير الواردة في القوانين واللوائح فماذا تتوقعون من مدير عام كهذا يمثل معاليكم في المحافظة وما يجري في محافظة تعز أفضع رغم الجهود التي يبذلها مدير عام فرع الوزارة من خلال استلامه للعديد من المباني التي كانت تتبع وزارة التربية والتعليم وهي خطوة إيجابية رغم عدم توفر أبسط التجهيزات فيها ولكنني باعتباري مديراً لإدارة الإعلام والعلاقات العامة في مكتب التعليم الفني بتعز أجد نفسي مطالباً بتوضيح الكثير من المشاكل والهموم عن التعليم الفني في تعز، والحقيقة أن ما يجري في بعض المعاهد التقنية والمهنية والتجارية من مخالفات وتجاوزات وعدم الامتثال للتوجيهات والأوامر الصادرة من قبل المدير العام شيء يثير الاستغراب ولا يستطيع أحد إصدار قرار تغيير في أحد من هؤلاء العمداء والمدراء بحجة أنهم مدعومون من الشيخ الفلاني والمسؤول العلاني، وهذا يجعلني أضرب أخماساً في أسداسٍ أسفاً على وضع التعليم الفني والمهني فتعالوا معي نعرج على الوضع في المعهد المهني التقني الصناعي بالحصب فمشاكله لا تعد ولا تحصى ابتداءاً بالصراع الجدلي بين عمادة المعهد والنقابة التي تعيش حالة من الفرقة والصراع مع عمادة المعهد وترى أنها أي النقابة تسعى للمطالبة بحقوق المدرسين والمدرسات وتوجيه الاتهامات للعمادة والإدارة العامة بالتقصير في كثير من الحقوق التي ترى أنها مشروعة، في الوقت الذي تقول عمادة المعهد أن النقابة تدس أنفها بكل صغيرة وكبيرة وأن لم يكن من اختصاصها التدخل في بعض الأمور التي تربك العملية التعليمية في المعهد، وفي معهد الحصب هناك مشكلة يعاني منها الطلاب الذين درسوا العام الماضي لمدة شهرين فقط في الفترة المسائية ثم اضرب المدرسون عن تدريسهم بحجة عدم استلامهم مستحقاتهم المالية الأمر الذي جعل الطلاب عرضة للضياع وانتهى العام الدراسي دون إكمال البرنامج التدريبي وفي بداية العام كان الأحرى أن يعطى هؤلاء الطلاب الأولوية في التسجيل والقبول كونهم قد أضاعوا عاماً دراسياً كاملاً دون فائدة ولكنهم فوجئوا بأنه لا يحق لهم التسجيل في التعليم النظامي بحسب قرار الوزارة وتم تطمينهم بأنهم سيكملون البرنامج التدريبي هذا العام ولكنه حتى اليوم ما زالوا يترددون وعلى وجوههم خيبة الأمل بين الإدارة العامة وعمادة المعهد فما ذنب هؤلاء؟
وفي معهد الخنساء "بنات" تم افتتاح قسم للتسويق دون وجود كادر تدريسي مؤهل ومتخصص ولا أدري كيف تمت الموافقة لفتح مثل هذا القسم المهم دون توفير المتطلبات اللازمة من قبل مكتب فرع الوزارة والسلطة المحلية، وفي المقابل هناك المعهد التقني التجاري بالحصب الذي يعيش واقعاً مريراً ابتداءً بالمبنى الذي يدرس فيه الطلاب والذي للأسف الشديد يشبه الخرابة المهجورة التي عفا عنها الزمن ولا تصلح حتى للحيوانات مع احترامي الشديد لكل زملائي وزميلاتي الأعزاء الذين يدرسون "بضم الياء" فيه أضف إلى ذلك الصراع الكبير وتبادل الاتهامات بين عميد المعهد ونائبه لشؤون الطلاب السابق وهناك مخالفات في هذا المعهد ترتكب ولا يعمل شيئاً أمامها المدير العام، فهل تعتبرون هذه الخروقات وهذا التسيب واللامبالاة هو ترجمة فعلية للبرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس الذي يعول على هذا النوع من التعليم أهمية قصوى للقضاء على البطالة والفقر بين أوساط الشباب.
سيدي الوزير هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم، وما دفعني لكتابة هذه السطور ليس التشهير أو الانتقام فعلاقاتي مع الجميع سمن على عسل والحمد لله ولكن دافعي الأول والأخير هو حبي لهذا الوطن والحرص على مصلحة أبنائه واحترامي وتقديري لشخصكم الكريم.
وما قمتم به من زيارة خاطفة لمحافظة تعز العام الماضي معدودة منذ تعيينكم لم تؤتي ثمارها لأن الزيارة كانت ترانزيت للمعهد التقني بالحوبان ولدقائق دون علم أحد وأنا على يقين أنكم لا تعرفون حتى موقع مكتب فرع الوزارة الذي يفتقر أبسط مقومات المكاتب الحكومية كالأثاث والتجهيزات الحديثة ولا بد أن تعلم أن توجيهاتكم بتجهيز إدارة الإعلام والعلاقات العامة من موازنة السلطة المحلية بتاريخ 30/3/2008م لم تنفذ بحجة عدم وجود بند خاص بالتجهيزات.
وهنا أسأل معالي الوزير هل تتذكر يوم تعيينكم وزيراً للتعليم الفني والمهني في 6/4/2007م؟ فهل تنظيم زيارة ليوم أو يومين لمحافظة تعز مستحيلة بالنسبة لكم تجلسون من خلالها مستمعين لكوادر التعليم الفني والمهني وهمومهم ومشاكلهم؟ ولعلك تعرف جيداً أن ما يبنى من معاهد جديدة أو مباني في المديريات يتدخل أصحاب النفوذ من أعضاء السلطة المحلية وأعضاء مجلس النواب في فرض وتعيين أشخاص في منصب العميد والنواب رغم أن أولئك ليسوا من ذوي الاختصاص ولا علاقة لهم بالتعليم الفني، فمعظمهم لا يمتلكون المؤهلات المنصوص عليها ضمن الشروط والمعايير التي حددها قانون الوزارة وهذه مسؤوليتكم وستسألون عنها أمام الله وبذلك أكون قد أبرأت ذمتي حيث قلت الحقيقة دون مغالطة "اللي يغالط ربي يدخله النار" على رأي الصحفي الجميل فكري قاسم لذا قلت معالي الوزير أنت مطلوب في تعز للجلوس والاستماع إلى هموم الكادر ومشاكل الطلاب وإنا لمنتظروووووون.
sultan 2600 @ hotmail.com
