شهاب
عبدالجليل الحمادي
عبدالجليل الحمادي
يقال أن سبب رقود أهل الكهف
وإستيقاظهم ليفيقوا على حالٍ آخر هو أنهم ناموا وبرؤوسهم سؤال عن تغير حال مدينتهم
من الكفر والضلال إلى التوحيد والإيمان، وشك في حدوث ذلك التغيير وأفاقوا على سؤال
عن مدة نومهم وعدم تحديدها بدقة، المهم أن ما لمسوه من تغير الحال بشكل أكثر مما
توقعوه وشكوا فيه هو سبب ذلك النوم العميق لإثبات قدرة الله تعالى، وكذلك الحال في
واقعة موت عزير الذي شكك في إحياء قرية مر بها وهي خالية خاوية.
وكلتا الحالتان
انتهتا إلى تبدد الشك وتعمق الإيمان،
ورغم أن أولئك الفتية أصحاب الكهف ناموا آمنين مطمئنين واثقين بخالقهم رغم عدم
استيعابهم للتغير، إلا أن ملايين اليمنيين ينامون يومياً وهم مصدقون لتنبؤات
وتشاؤمات أصحاب النفوس المريضة.
بحال أسوأ وبلاء أشد، مجهدين أنفسهم بتغير سعر
الدولار وغلاء الأسعار ومشكلة الأمن والاستقرار، غير مدركين أن كل ليل يعقبه
نهار..
أريد أن يُفهم مقالي هذا بالشكل الصحيح فأنا لا أدافع عن الحاكم ولا
أحارب النقد البناء الهادف إلى إظهار العيوب والمساوئ والمشاركة في الحل المناسب،
وما يهمني هو نقد التشاؤم والتطير المنهي عنهما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
وبرغم هذا النهي نسمع أناس هنا وهناك يرددون نبوءات بأسوأ الأحوال ونتعجب من تلقي
هذه الإشاعات بجدية وتصديقها.
الأمر الذي أوصلنا إلى ما نحن في اليوم من يأس
وملل وخيبة أمل وانتظار الكارثة بعد الأخرى لتنجح تلك الإشاعات مجتمعة فمن إصابة
أفراد المجتمع بمرض اليأس والانهزامية والضعف والوهن استسلاماً وعجزاً عن أي حل
ينفع كعلاج لهذا المرض.
وقتل روح التفاؤل والأمل بالله ثم بغد أفضل، وإذا كان
أصحاب تلك الشائعات قد أطلقوها للتحصل على كسب مادي أو معنوي أو سياسي فإنني أجزم
بالقول أنهم وعن جهل لا يدركون خطورة نتاج شائعاتهم ووصولها للحد الذي
أسلفناه.
فالتاجر الذي كسدت بضائعه في المخازن يريد تصريفها وبأغلى الأثمان
فيتصدر شائعة ارتفاع سعر تلك البضائع فيصدقه العامة ويتوجهون لشراء كميات أكثر من
حاجتهم منها ليقل المعروض منها في السوق ويزيد الطلب فتصدق تصرفاتنا نبوءاتها
اقتصادياً بارتفاع سعرها.
فهذا التاجر لا يهمه من الموضوع إلا أن يصبح غنياً
بسبب كذبه..
والباحث عن مكاسب سياسية يروج لفساد السلطة ويتنبأ بما هو أشد
ويختلق القصص في هذا المجال ظناً منه أنه يوصل العامة إلى قناعة بالتغيير ولا يعلم
أنه روج للفساد الذي كان أرحم أثناء ما كان مستتراً واليوم أصبح عادة إلى أن أوصل
العامة إلى فقد الثقة بالدولة وما تتبناه من سياسات لإصلاح هذا الفساد فلا ينجح أي
برنامج بسبب تزعزع الثقة التي لن تعود ببساطة وإن وصلوا إلى سدة الحكم
وهكذا.
وليس عنا ببعيد قصة "أتاريك الجاز" التي جمعت بمبالغ دون سبب سوى كذبة
وغير تلك الإشاعات التي وإن كانت جوفاء بلا أهداف فإنها تنجح متضامنة في قتل الطموح
والأمل وتشل إرادة شعب هذا من جانب ومن آخر فإن عدم الثقة بالله وقدرته على تغيير
أحوالنا بتصديق تلك الخزعبلات أو التصديق بنفع أو ضر قادم إلينا من العامة أمثالنا
هو من قبيل الشرك بالله.
فبالله عليكم شعبٌ هذا حاله كيف ترون مآله...؟ ثم إننا
وكل جمعة نقرأ سورة الكهف وهذا من قبيل السنة ونمر على قصة أولئك الفتية أصحاب
الكهف ونقرأ قصة الرجل الذي مر على قرية ولا نخرج منها بثمة عظة أو عبرة ونخرج إلى
أبواب المساجد ونبدأ التكهن بغلاء السلعة الفلانية وأنه سيحدث لنا كذا
وكذا...
إلخ في عقيدة ضعيفة ووهن ويأس أضعف من عقيدة الطير إن كنا يفكر فالطيور
تغدوا خماصاً وتعود بطاناً لا تشغل بالها بالتفكير في غدً فالمدبر هو الله وأملها
الله لا سواه وسؤالها له لا لغيره، لا تتوقع نفع أو ضر مخلوق ولا تتنبأ بالشر قبل
وقوعه وتكتفي بقوت يومهاً.
إذاً هي دعوة نوجهها عبر هذا المنبر الحر إلى أصحاب
العقول السليمة طلباً مهم محاربة تلك الإشاعات ونبذ الاستماع لمروجيها والحرص على
نشر الوعي الديني السليم بما من شأنه التفاؤل بالخير وحسن الظن بالله تعالى وطلب
معونته في كل الأحوال.
فإذا ما صلحت علاقتنا بالله لا يهمنا الآخرين قال الشاعر:
ليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين
خراب.
shahabalhmmadi@yahoo.com
وإستيقاظهم ليفيقوا على حالٍ آخر هو أنهم ناموا وبرؤوسهم سؤال عن تغير حال مدينتهم
من الكفر والضلال إلى التوحيد والإيمان، وشك في حدوث ذلك التغيير وأفاقوا على سؤال
عن مدة نومهم وعدم تحديدها بدقة، المهم أن ما لمسوه من تغير الحال بشكل أكثر مما
توقعوه وشكوا فيه هو سبب ذلك النوم العميق لإثبات قدرة الله تعالى، وكذلك الحال في
واقعة موت عزير الذي شكك في إحياء قرية مر بها وهي خالية خاوية.
وكلتا الحالتان
انتهتا إلى تبدد الشك وتعمق الإيمان،
ورغم أن أولئك الفتية أصحاب الكهف ناموا آمنين مطمئنين واثقين بخالقهم رغم عدم
استيعابهم للتغير، إلا أن ملايين اليمنيين ينامون يومياً وهم مصدقون لتنبؤات
وتشاؤمات أصحاب النفوس المريضة.
بحال أسوأ وبلاء أشد، مجهدين أنفسهم بتغير سعر
الدولار وغلاء الأسعار ومشكلة الأمن والاستقرار، غير مدركين أن كل ليل يعقبه
نهار..
أريد أن يُفهم مقالي هذا بالشكل الصحيح فأنا لا أدافع عن الحاكم ولا
أحارب النقد البناء الهادف إلى إظهار العيوب والمساوئ والمشاركة في الحل المناسب،
وما يهمني هو نقد التشاؤم والتطير المنهي عنهما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام
وبرغم هذا النهي نسمع أناس هنا وهناك يرددون نبوءات بأسوأ الأحوال ونتعجب من تلقي
هذه الإشاعات بجدية وتصديقها.
الأمر الذي أوصلنا إلى ما نحن في اليوم من يأس
وملل وخيبة أمل وانتظار الكارثة بعد الأخرى لتنجح تلك الإشاعات مجتمعة فمن إصابة
أفراد المجتمع بمرض اليأس والانهزامية والضعف والوهن استسلاماً وعجزاً عن أي حل
ينفع كعلاج لهذا المرض.
وقتل روح التفاؤل والأمل بالله ثم بغد أفضل، وإذا كان
أصحاب تلك الشائعات قد أطلقوها للتحصل على كسب مادي أو معنوي أو سياسي فإنني أجزم
بالقول أنهم وعن جهل لا يدركون خطورة نتاج شائعاتهم ووصولها للحد الذي
أسلفناه.
فالتاجر الذي كسدت بضائعه في المخازن يريد تصريفها وبأغلى الأثمان
فيتصدر شائعة ارتفاع سعر تلك البضائع فيصدقه العامة ويتوجهون لشراء كميات أكثر من
حاجتهم منها ليقل المعروض منها في السوق ويزيد الطلب فتصدق تصرفاتنا نبوءاتها
اقتصادياً بارتفاع سعرها.
فهذا التاجر لا يهمه من الموضوع إلا أن يصبح غنياً
بسبب كذبه..
والباحث عن مكاسب سياسية يروج لفساد السلطة ويتنبأ بما هو أشد
ويختلق القصص في هذا المجال ظناً منه أنه يوصل العامة إلى قناعة بالتغيير ولا يعلم
أنه روج للفساد الذي كان أرحم أثناء ما كان مستتراً واليوم أصبح عادة إلى أن أوصل
العامة إلى فقد الثقة بالدولة وما تتبناه من سياسات لإصلاح هذا الفساد فلا ينجح أي
برنامج بسبب تزعزع الثقة التي لن تعود ببساطة وإن وصلوا إلى سدة الحكم
وهكذا.
وليس عنا ببعيد قصة "أتاريك الجاز" التي جمعت بمبالغ دون سبب سوى كذبة
وغير تلك الإشاعات التي وإن كانت جوفاء بلا أهداف فإنها تنجح متضامنة في قتل الطموح
والأمل وتشل إرادة شعب هذا من جانب ومن آخر فإن عدم الثقة بالله وقدرته على تغيير
أحوالنا بتصديق تلك الخزعبلات أو التصديق بنفع أو ضر قادم إلينا من العامة أمثالنا
هو من قبيل الشرك بالله.
فبالله عليكم شعبٌ هذا حاله كيف ترون مآله...؟ ثم إننا
وكل جمعة نقرأ سورة الكهف وهذا من قبيل السنة ونمر على قصة أولئك الفتية أصحاب
الكهف ونقرأ قصة الرجل الذي مر على قرية ولا نخرج منها بثمة عظة أو عبرة ونخرج إلى
أبواب المساجد ونبدأ التكهن بغلاء السلعة الفلانية وأنه سيحدث لنا كذا
وكذا...
إلخ في عقيدة ضعيفة ووهن ويأس أضعف من عقيدة الطير إن كنا يفكر فالطيور
تغدوا خماصاً وتعود بطاناً لا تشغل بالها بالتفكير في غدً فالمدبر هو الله وأملها
الله لا سواه وسؤالها له لا لغيره، لا تتوقع نفع أو ضر مخلوق ولا تتنبأ بالشر قبل
وقوعه وتكتفي بقوت يومهاً.
إذاً هي دعوة نوجهها عبر هذا المنبر الحر إلى أصحاب
العقول السليمة طلباً مهم محاربة تلك الإشاعات ونبذ الاستماع لمروجيها والحرص على
نشر الوعي الديني السليم بما من شأنه التفاؤل بالخير وحسن الظن بالله تعالى وطلب
معونته في كل الأحوال.
فإذا ما صلحت علاقتنا بالله لا يهمنا الآخرين قال الشاعر:
ليت الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين
خراب.
shahabalhmmadi@yahoo.com