;

الديمقراطية الخاطئة لبعض القيادات المتخلفة 1141

2010-04-26 03:59:31

نبيل
مصطفى الدفعي


رغم كل الصعوبات والإشكاليات شهد
الوطن اليمني تطوراً في عدد من الجوانب هذا التطور أصاب مناحي الحياة وعدد كبير من
المدن والقرى وبعض النواحي البعيدة.
ولا أحد يقدر أن ينكر أن ذلك التطور قد عكس
نفسه على مستوى الوعي الاجتماعي ، فتطورت الكثير من الآراء والمفاهيم والعادات لدى
الناس ، مما يعني تطور قدراً من ثقافتنا الاجتماعية
والسياسية وغير ذلك ، فتغيرت أيضاً اتجاهات
وسلوكيات كثيراً من الأفراد في المجتمع.

ورغم كل ذلك إلا أنه وللأسف لا
زالت بعض العادات والمفاهيم العتيقة وما عفى عنها الزمن تتحكم في البعض من الناس
منهم الأفراد العاديين ومنهم بعض القيادات أو المسؤولين عن قيادة المجتمع ومصالحه
.
إن ممارسة بعض العادات والمفاهيم العتيقة من قبل بعض الناس العاديين شيئاً لا
يشكل خطورة أو عائق كبير، بسبب إمكانية اتخاذ المعالجة السريعة وتلافي ضعف التوجيه
والتربية والتنوير الثقافي وغير ذلك، ولكن الأهم من كل ذلك أن تصدر وتتحكم بعض
العادات والمفاهيم العتيقة وما عفى عنها الزمن في ممارسات بعض المسؤولين ممن أوليت
لهم الثقة من قبل السلطة أو الشعب لإدارة أو قيادة المجتمع ومصالحه من مرافق
ومؤسسات وغيرها، فهذه الخطورة بعينها والعائق الكبير لتطور المجتمع والوطن لما لها
من نتائج وخيمة.
ومع ذلك ما زالت سلوكيات كثيرة منتشرة وسائدة رغم كل الاستنارة
والعلم والتقدم ، فواقعنا الذي نعايشه يومياً يبرز لنا العديد من هذه السلوكيات في
أماكن ومرافق ومؤسسات عديدة تتولى قيادتها ومسؤوليتها عدد من بعض أولئك المسؤولين
وقد تجلى بعض من ذلك على سبيل المثال لا الحصر في الآتي: - بعض من هؤلاء المسؤولين
يقومون بقيادة وإدارة مؤسساتهم أو مرافقهم وفق عادات وسلوكيات قديمة فيها إساءة
كبيرة للحرية المطلقة التي منحت لهم والثقة كتسخير أغلب الموارد المالية العامة
لمصالحهم "سيارات آخر موديل - تأجير أو بناء الفلل والعمارات الخاصة- الصرفيات
اليومية الشخصية الباهظة" وغير ذلك مما يدخل ضمن غطاء النثريات والعلاوات وبدلات
السفر.
- بعض من هؤلاء المسؤولين يدّعون بأن إدارتهم أو قيادتهم لبعض المرافق أو
المؤسسات تنطلق من الجانب الوطني الوحدوي والأخلاص والولاء للقيادة السياسية ذلك ما
يتظاهرون به أمام الآخرين ومن خلال خطاباتهم وكلماتهم في المناسبات المختلفة والتي
بها يصرفون مبالغ مالية محدد لبعض من وسائل الإعلام للنقل الإعلامي لما قالوه بعد
التأكيد على ذلك، فيما هم يسلكون على مستوى الواقع اليومي عكس ذلك كتعزيز دور
المناطقية والجهوية والنعرات القبلية وغيرها من الممارسات التي لا تخدم تطور المرفق
أو المجتمع.
- بعض من هؤلاء المسؤولين يقوم بتشجيع الفساد بطرق غير مباشرة
كالتغاضي عن بعض قيادات الإدارة الفاسدة والتجاوزات الغير قانونية والخروقات
المالية وغير ذلك لكسب المؤيدين والمواليين من الفاسدين والاستفادة منهم من خلال
الاستغلال لتسخير أكبر من الفوائد المالية من الأموال العامة، أي استخدامهم كغطاء
للسرقة .
بالإضافة إلى دفع العناصر الفاسدة لمحاربة أي توجه للصحوة والتصحيح من
قبل أي جهة إدارية أو أي عنصر شريف أو وطني يقوم بكشف ممارساتهم الفاسدة وبعدد من
الأساليب المختلفة الغير قانونية.
هذه بعض السلوكيات والمفاهيم والعادات
المتخلفة القديمة التي ينتهجها أولئك البعض من المسؤولين ممن استعرضنا بعض
ممارساتهم والتي قد تشير إلى أنه أخطر شيء أن يتصور البعض منهم أن الثقة التي منحت
الحرية لهم فُصلت على مقاسهم وحدهم، وأن الديمقراطية لم تخلق إلا لهم فإذا ما انتقد
أحد سلوكهم ورأيهم قالوا إن ذلك عمل مقصود للنيل منهم ومن سمعتهم وإنه ما هو موجود
من فساد في إطار سلطتهم وقيادتهم ليس من ثمار عملهم وسلوكهم.
وأحياناً يلجأ
البعض من هؤلاء المسؤولين إلى تقديم نفسه على أنه الضحية والمظلوم الذي يعاني من
الحقد والاضطهاد وأن الآخرين هم أشرار قساة.
وغير تلك من العبارات التي يعتقدون
بأنها ستبرئهم مما قاموا به من سلوك سيء تجاه المجتمع و الناس.
أخيراً لا يسعنا
إلا القول لهم: أيها المتخلفون الفاسدون أنكم أصحاب حرية متهاوية فوضوية أنكم
فاسدون وبُناة ديمقراطية خاطئة وغائبة عن الواقع وإن مناداتكم للديمقراطية عبر
الفوضوية وللحرية عبر الانفلات لتحقيق المصالح الشخصية والاستمرار على كرسي
المسؤولية وإلغاء الآخرين في المجتمع، سيفيق الناس والمجتمع قريباً لا محالة
وستقفون يوماً أمام ميزان العدالة وتنالون جزاءكم على ما قمتم به ضد المجتمع
والوطن.
والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد