الحزمي
منعدمة والتطاول يمتد ليشمل كل أوجه الحياة هنا فقط تأكد أننا أصبحنا نعيش الفوضى ،
حينما تغيب سلطة القانون وتتسيد سلطة الأشخاص وقتها ستعرف أنه أصبح يحكمنا قانون
الفوضى.
منذ أمس الأول استغل
أصحاب وسائل النقل(الباصات) مهرجان الحاكم ومهرجان المشترك واستحدثت نقابتها التي
لا نسمع عنها إلا في الزيادات فقط 50%زيادة على القيمة المتعارف عليها من اجل
الوصول إلى مشوار ، وابتدأت حكاية جديدة من حكايات الألم التي لا تنتهي في بلادنا،
لا وسائل مواصلات بحجة أنهم مضربون ويريدون أن تثبت هذه التعرفة الجديدة ولو بالقوة
وهي (30) ريال بدلا من (20) ريال والسبب يقولون غلاء المعيشة ، وكأنهم فقط هم من
يعانون من غلاء المعيشة كي يقومون بتصرفاتهم الشخصية ويعلنون علينا جرعة جديدة لم
تحدد معالمها إلى الآن حكومتنا الرشيدة التي لم تفلح إلا بفرض زيادة رسوم سواءً
كانت جمركية على بعض السلع أو زيادة رسوم التعليم الجامعي، وتجاهل مطالب هيئات
التدريس وكأنها بذلك تتحدى الشعب وتحاول أن تذيقه الأمرين عنوة ،بالأمس القريب
سمعنا تصريح رئيس الحكومة والذي قال: إن سبب الفساد هو دعم المشتقات النفطية ، وهذا
بالطبع يأتي تبعاً في مسلسل تصريحاته الأخيرة هذه الأيام ، فمن الدكاترة
البنجلادشيين إلى زيادة رسوم التعليم إلى الإشارة إلى رفع الدعم عن المشتقات
النفطية ، يأتي تصرف أصحاب "الباصات" هذا بديهيا في ظل تطورات الأوضاع وكأن الشعب
يعيش في وادي والحكومة في وادي آخر ، والضحية بالطبع نحن لا سوانا، نحن معشر
المستضعفين في الأرض لا نملك حيلة ونحن نكافح طيلة أعمارنا وفي أوطاننا، أصحاب
"الباصات" في كل مره يلجئون إلى هذه الحيلة وهي الإضراب ولأنهم يعطلون مصالح الناس
فتنطلق الأصوات مطالبة بالموافقة على متطلباتهم مهما كانت ولعل آخر زيادة كانت في
تعرفة التوصيل داخل العاصمة للمشوار الواحد كان 15 ريال ويومها كانت الدبه البترول
(20) ليتر بسعر (700) ريال ، وتم رفع القيمة إلى 20 ريال لان البترول يومها تم رفعه
في تلك الجرعة الشهيرة إلى مبلغ 1200 ريال يمني ، واليوم يتحججون بأن رفع البترول
من مبلغ 1200ريال إلى (1300) ريال يخوّل لهم التصرف بحرية وعلى سجيتهم حيث يريدون
رفع ما نسبته (50) % من قيمة تعرفة التوصيل وهذا بالطبع مرفوض رفضا قاطعا ، لأننا
نحن الضحية لا سوانا، بالأمس من خلال التجوال في اغلب مناطق العاصمة كانت الباصات
شبه معدومة فكان الابتكار حاضر من قبل المواطنين لا من قبل الحكومة التي لازالت
نائمة في العسل وتفكر بمشروع جديد يذيق الشعب مرارة الحياة وعلى طريقتها الخاصة
ولعلهم هذه المرة يدرسون فئة لا تزال تعيش بعيدا عن الآم الحياة من اجل أن يفرضون
عليهم أي شيء ، فكان ان توجه أصحاب السيارات المكشوفة وسيارات النقل إلى توصيل
المواطنين سواءً كانوا موظفين أو عمال بناء أو عاطلين أو طلاب مدارس على ظهور
سياراتهم المكشوفة وتعددت وسائل النقل بين سيارات الهايلوكس وباصات نقل الخضار
وسيارات النقل الكبيرة (الدايانا) ولنظهر بمظهر حضاري يجعلنا حقا نؤمن بأننا نعيش
في القرن الواحد والعشرين ، وفي اغلب مناطق العاصمة كانت الباصات شبة منعدمة
وبالطبع من كان يعمل في الشارع أما أن يشترط عليك بأن السعر30 ريال أو انك تنزل فما
كان من المضطرين إلا الموافقة بعد إن وجد أصحاب سيارات الأجرة (التكاسي) وأصحاب
الدراجات النارية فرصة ذهبية وسانحة لمضاعفة أجرة التوصيل في أي مشوار وبالطبع نحن
الضحية لا سوانا.
من ضمن المشاهد العجيبة ركون أكثر من خمسين شخص فوق سيارة نقل
بضائع (دايانه) والجميع يضحكون وكأن الأمر مجرد أضحوكة أو كأنه عملا بالحفاظ على
البيئة من اجل الحصول على شهادة عالمية من منظمات حماية البيئة لأننا أوقفنا وسائل
النقل واستخدمنا الوسائل القديمة ومنها المشي على الأقدام لما فيه فائدة بدنية
وصحية واجتماعية واقتصادية ، فكان ان جمع صاحب سيارة النقل مبلغا محترما من المال
وأوصل الجميع في رحلة امتدت من شارع هايل وحتى التحرير وأمام منظر الجميع ، ولعل
تعميم وزارة الداخلية إلى جميع أفراد الأمن وبالأخص شرطة مرور أمانة العاصمة لم يجد
صداه أو يوصل رسالته على أكمل وجه لان اغلب الباصات أوقفها أصحابها أمام المنازل أو
بجوار أي ورشة وأعلنوا الإضراب وكأنهم ملتزمون في جل حياتهم ولم يتبقى إلا الالتزام
بتوجيهات نقابتهم التي لا ندري عنها وهم أكثر المخالفين في الشوارع وأكثر
المتعاملين بأبسط معاني الذوق والاحترام ، فما كان من كل جندي مرور إلا أن يتوجه
بالكلام إلى الركاب في حل مر من جانبه صاحب باص ليتكلم إلى الجميع بأن السعر (20)
ريال فقط ، ويأتي الرد بسخرية من صاحب الباص حين يقول لا ب (40) وشوف دولتك أيش
باتسوي؟؟! هكذا هي حياتنا نتجرع الهم ليل نهار ونتحمل الهموم فوق كواهلنا إلى ان
يكتب الله لنا حياة فالغلاء من جانب وتصرفات الأشخاص من جانب والحكومة الرشيدة تكمل
ما تبقى ولا شيء يتبقى سوى قانون الفوضى. .
رسائل قصيرة إلى أصحاب الباصات
العاملين في فرزة الحصبة لكم كل الحب فأنتم بالفعل أثبتم أنكم رجالا في المواقف
الصعبة في وقت كان الشارع يوحي بأنه لا يوجد باص فاتضح أنكم تعملون على الدوام ولم
تتوقفون فلكم ألف تحية.
إلى مدير مرور منطقة التحرير/ أعجبني تصرفك الشجاع في
التعامل مع أصحاب الباصات الذين تواجدوا في فرزة التحرير وكانوا يريدون إيصال الناس
بتسعيرتهم الجديدة وألا فأنهم سيتوقفون عن العمل، فقد اثبت انك رجل تستحق كل
التقدير ويا حبذا لو تحذو كل المناطق في أمانة العاصمة وغيرها برجل مثلك - واعذرني
إن لم اذكر الاسم لأني والله لم اعرفه ، وكنت متواجدا حينها سالت من هذا فقيل انه
مدير منطقة مرور التحرير فله كل الشكر والتقدير والحب.