;

في يوم الديمقراطية..متى تنتصر إرادتنا؟؟ 1280

2010-04-27 03:11:14

علي محمد
الحزمي


لمرة واحدة فقط أحلم بأن أجد لصوت
الشعب صدى ، لمعاناته حد ، لالآمه دواء. . لمرة فقط نريد أن نحس بإنسانيتنا في زمن
أصبحنا فيه سلميون إلى أبعد حد ، لا نبحث سوى عن الأكل والنوم فقط، ولو بعيداً عن
الكرامة ، ويكفينا أننا في وطننا.
لا ندري هل أصبحنا عالة على أوطاننا إلى درجة
أننا لا نجد وطنا يؤوينا ولا نجد ما نسد به رمق
الحياة ، بل ونتجرع كل العلقم وبذلة وخضوع وصمت ، لم أتذكر أني عشت في
عمري يوما معاني الفرح وتجسيد الإرادة ، صحيح أنني عايشت تحقيق أعظم منجز وطني تمثل
في الوحدة ، وهاهم يشوهونها بأفعالهم قبل أقوالهم ، وأفكارهم قبل اتجاهاتهم ،
وآرائهم قبل أن ينطقوا بها ، وإذا حاولت أن أتذكر معيشة الماضي قليلا حيث رب الأسرة
مغترب في خارج الوطن ، وقليل من المال يكفي الأسرة طوال شهر إن لم يكن أشهر. .
لا
أدري هل نزعت البركة من أرزاقنا ؟وهل تطاولت أعمالنا لنلقى غضب الله علينا في كل
أمور حياتنا وحتى في أقدارنا المقسومة من رب العباد؟ لم ولن ألوم يوما من الأيام
إلا الشعب وهذا قد يبدو الآن ويتضح مقدار جهلنا حين تصرفنا في كل مرة بنظريتنا
الشعبية الشهيرة (جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفوش) وهكذا حكمة الرضا بالحاصل ومعها
طبعاً (معي مخطئ ولا وحدك مصيب)، والنتيجة أن كل من يتقلد منصباً يرسم له سياسته
الخاصة، فأفعاله غير الأقوال التي لم تكن سوى حبر على ورق بروشورات الدعاية
الانتخابية ، ومجالس المقيل ، وزيارات الأسواق والجلوس مع الشباب في الطرقات ، وكل
حكومة تتولى الأمور داخل البلاد لابد وأن يكون لها بصمة ولكن بطريقة مختلفة بحيث لا
ننساها ، وهل هناك أقوى من ذكريات الألم والجرعات المتواصلة التي أصبحنا من ورائها
أجساداً تتحرك بلا عقول وكأنهم أفرغوا من رؤوسنا كل تفكير إلى طريق الحق والصواب!!!
بالأمس اعترضنا على تصرفات أصحاب الباصات واليوم سكتنا ورضينا ، وقبلها اعترضنا على
زيادة التعرفة الجمركية لبعض السلع ، وفي اليوم الثاني تقبلناها بروح لا تمت إلى
الرياضة بصلة بقدر ما تكون اقرب إلى الخوف والقناعة من وجهة نظرنا ، والعمل بقانون
. .
"قليل دايم ولا كثير منقطع" ، ونحن لم نعرف في حياتنا لا قليلاً ولا كثيراً
فبالكاد حياتنا لحياتنا ،وطوال الوقت ونحن مستعجلون ، نتعذر بالشغل دوماً ونحن
عاطلون (أفرغ من عود الطبل)،نصوغ الأعذار لكل من حولنا، فالتاجر معذور لأن المستورد
هو من زاد والمستورد معذور لأن الدولار ارتفع والدولار معذور لأن الأزمة العالمية
هي السبب والعالم بأسره معذور لأننا نحن اليمنيين صرحنا بذلك فلا يلام أحد والأزمة
أزمة عالمية وعادي حتى لو زاد سعر اللحوح أو قيمة الملح اللي كان يجي من الصليف
وبمواصفات عالمية والشوالة كانت يومها بثلاثين ريالاً ، ولن أعود كثيراً إلى
الذكريات حتى لا تدمى القلوب.
في كل مرة نعترض على أي تصرف يعارض إرادتنا كشعب،
كوطن، كمواطن، كإنسان ، ولن يمضي على اعتراضنا هذا سوى ساعات قليلة تنتهي بحضرة
القات وطيب المجلس الذي يشتد حمى وطيس النقاش فيه عن اعتراضنا وينتهي بانتهاء
الساعة السليمانية واحمدوا الله غيركم مش لاقي يأكل ، والواحد فينا مخزن وسط الخلق
وهو متغدي زبادي وسحاوق هو وأسرته ، ولا يملك حق العشاء ، إذن فالسبب هو القات ،
ونعود للحديث عن القات في كل مرة وفي كل مرة يحتاج هذا الموضوع إلى مقيل نناقش فيه
هذا الأمر،فنقول في أنفسنا (احمدوا الله الدنيا بخير ويمكن اليوم ماعايطفوش
الكهرباء عشان الشعب ضابحين من زيادة أجرة الباصات من 20ريالاً إلى 30 ريالاً
وبعدين ياجماعة عادي هي عشرة ريال) وكأن العشرة ريال لا تعني أن تعداد شعبنا اليمني
يفوق 23مليون مواطن لتصبح هذه العشرة ريال ميزانية دولة لعدة أشهر،ومن متى كان
للشعب رأي كي نستطيع أن نقول أن للشعب إرادة ؟ وهل الإرادة تتمثل بإبداء رأيك
الغاضب في مكانين لا ثالث لها وهما إما في الباص من أجل أن تقتل الملل الذي يجتاح
الركاب والنفس لكي لا تتنبه إلا وأنت في المكان المطلوب أو في سوق القات وأنت في
انتظار المقوت العميل أو على باب دكانه تنتظر دور علاقيتك المليئة بأفيون الحياة
التي تنسينا هموم معيشتنا ، وإذا كانت هذه الإرادة جاءت أحياناً بصورة مغايرة كالتي
تحصل في بعض مناطق الجنوب من وطننا الحبيب فمنذ أن بدأت فتنة صعدة والتي تلوح
بدايات فصل سابع لها لا تمثل إرادتنا بالطبع كشعب واحد ولكن لا ننسى أن هناك أناساً
ضاعت حقوقهم وأناساً دمرت ممتلكاتهم وأناساً لا يجدون ما يكفي حاجتهم.
نعم كلنا
نشتكي من أوضاعنا ولكن بطريقتنا لا بطريقة ارتداد وعودة للماضي ، كلنا نحمل هموما
ولكن لا نرمي بها على ممتلكات الغير بإحراق محلات إخواننا أو ممارسة أعمال النهب
والتقطع ، كلنا لا نجد من يسمع شكوانا غير الله ، ولكن لا نتوجه إلى وسائل الإعلام
المغرضة والهادفة إلى فك وحدة وطننا الحبيب ، كلنا نصيح، نشكو، نبكي ونمسح دموعنا
بصمت ، فالشكوى لغير الله مذلة ، ومن استجار بغير الله لم يجد من يجيره ، ونحن قوم
أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
واليوم هو ال 27من
أبريل، قيل أنه يوم الديمقراطية ، وسأتوقف هنا خوفاً من أن أتذوق تبعات هذه
الديمقراطية وأنا أسهب في حديثي وذكرياتي وأتدرج في طرح الهموم وأخاف أن لا أتوقف
في حين تصابون انتم أيها القراء بالملل ولن تزيدكم حروفي سوى هموم وبصراحة
. . . . (إحنا مش ناقصين)!!!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد