مقراط
من العام 1993م دشن شعبنا اليمني الأبي مرحلة جديدة من عهد الوحدة اليمنية المباركة
التي كانت الديمقراطية والتعددية السياسية رديفاً لها وذلك بإجراء أول انتخابات
نيابية، ورغم حداثة التجربة إلا أن اليمنيين توجهوا في هذا اليوم أفواجا من كافة
مناطق وقرى وعزل اليمن إلى مراكز الاقتراع لممارسة حقهم الدستوري بانتخاب ممثليهم
في البرلمان وسط زخم وحماس منقطع النظير. .
وعلى الأرجح أن معظم اليمنيين الذي عايشوا لحظات ذلك المشهد الديمقراطي
المدهش يعتبرون أن تلك الانتخابات وإن كانت أول تجربة إلا أنها كانت الأفضل على
الإطلاق والتي شهدت تنافساً ساخناً وشديداً وتمكن حزب المؤتمر الشعبي العام من
الفوز بالأغلبية المريحة حسب تعبير السياسي الكبير الدكتور/ عبدالكريم الإرياني حيث
حصد المؤتمر أغلبية المقاعد فيما حصد حزبا الإصلاح والاشتراكي بقية المقاعد وشكلت
حكومة إتلاف ثلاثية على إثر تلك النتائج. .
وشهدت اليمن فيما بعد حدثين انتخابيين
برلمانيين ومثلها الرئاسية والمجالس المحلية وتواصلاً للنهج الديمقراطي أجريت في 17
مايو 2008م أول انتخابات لمحافظي المحافظات وأمين العاصمة من قبل الهيئات الإدارية
للمجالس المحلية وعلى نفس المنوال ستشهد البلاد في ال 5 من مايو القادم انتخابات
الأمناء العامين وأعضاء الهيئات الإدارية على مستوى المحافظات والمديريات
بالجمهورية. .
الحاصل أننا نحتفل بيوم الديمقراطية الحقيقية 27 أبريل هذا العام
ونحن نتهيء لاحتفالات الوطن بالعيد اليوبيلي ال 20 لاستعادة الوحدة وقيام
الجمهورية اليمنية في 22 مايو 90م واستعدادات أخرى لانتخابات أمناء المحليات التي
اقترب موعدها في ظل المتغيرات وتداعيات تقودها العناصر المناهضة للوحدة والتي ترفع
الشعارات الداعية إلى التشطير.
لكن هذه الأوضاع المتفاقمة والأزمة الواضحة تحتاج
إلى تدخل جاد وإرادة صادقة من القوى السياسية لإجراء الحوار السريع بعيداَ عن
المناكفات وتصفية الحسابات التي عهدناها من المواقف السلبية لأحزاب المشترك في
حواره مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ندعوه إلى مزيد من التنازلات من أجل مصلحة
اليمن وقطع الطريق أمام ما تدعيه قيادات تجمع المشترك.
فالأوضاع تبدو مؤشراتها
خطيرة في البلاد من خلال التوترات المخيفة في صعدة مع الحوثيين ونشاط عناصر الحراك
في الجنوب وتنظيم القاعدة الإرهابي والذي قام أحد عناصره أمس بتفجير عبوة ناسفة
أمام السفارة البريطانية بصنعاء أودت بحياته وإصابة آخرين. .
كل هذا الواقع
المتلاطم ألا يحتاج إلى اصطفاف من أجل استقرار اليمن والدخول في حوار واعتبار
الديمقراطية هي المتنفس لاختيار الأفضل والصندوق هو الحكم حتى نحافظ على الوطن
ووحدته والمكاسب العظيمة؟، والله على ما نقوله شهيد. .