الحطامي
شعوب بأمانة العاصمة الجمعة الماضية.
ظن الناس أن التعزيزات الأمنية التي طوقت
المكان بخمسة أطقم من أشاوس أمن المنطقة في مهمة وطنية دفاعية، وأنََّ خروج الأمن
بتلك الصورة لأمر جلل، يهدد أمن واستقرار البلد، وكأن تنظيم القاعدة وعبدالملك
الحوثي في شعوب، وظن الناس أن الأمن بصدد إفشال مخطط إرهابي ومشروع امبريالي، خلاياه النائمة
تستيقظ على سرير في شعوب.
وبعض الظن إثم، لتستيقظ المنطقة على فاجعة
الفواجع ، أبطالها الميامين من أمن شعوب يهدمون منزلاً لأحد المواطنين ويردون أحد
عمال إنشاء المنزل قتيلاً إلى ثلاجة مستشفى الثورة.
صباح ذلك اليوم المشؤوم
اقتادوا رجل الأعمال العمري بطريقة غير قانونية إلى غيابة السجن ،وفي العصر خرجوا
في استنفار أمني طارئ وفعلوا فعلتهم على مرأى ومسمع الجميع.
اعتصم الناس في لحظة
تضامنية فذة، وتم تفريقهم بالرصاص الحي وملاحقتهم إلى الأزقة والمحال والبيوت،
والتنكيل بمن وقع في قبضة الجنود.
مشهد مروع حقاً ذاك الذي قد نشاهد له مثيلاً
في شاشات الفضاء وهي تبث مشاهد رعب إسرائيلي وأميركي وغربي العالم العربي
والإسلامي.
وكل هذا حدث ويحدث في قلب أمانة العاصمة، على حين غرة من وزارة
الداخلية ومنظمات حقوق الإنسان و"هود".
وكل ما في الأمر أن العمري رفض دفع قرش
واحد لأي شخص أو خارج نطاق القانون والدستور، ولأنه تاجر من وصاب يسيل على ماله
لعاب الذئاب في ظل قانون الغاب.
سجنوا العمري وقتلوا عبدالله الحاج وهدموا ما
طالته أياديهم من أحجار المنزل.
قالوا إن البناء يخالف التراث. .
النمط
المعماري لصنعاء القديمة. .
كان البناء خارج أسوار المدينة، ولو أن العمري كان
مسؤولاً نافذاً أو يمتلك وساطة كما بنو دورين وثلاثة داخل صنعاء القديمة ،
لمنحوه رخصة البناء في سمسرة النحاس وهدم باب اليمن وإشادته وفقاً لآخر ما توصل
إليه المعمار العالمي الحديث.
الحفاظ على حياة المواطن أهم من التراث. .
أي
تاريخ وحضارة تلك التي تخول قتل مواطنين أبرياء، حفاظاً على تراث صنعاء القديمة؟
لست أدري ما هي تفاصيل وأسباب قول الجملة العامية المشهورة "كُب ل شعوب" ،لكن أعرف
أنها تقال عند قيام أي شخص بتصرف عبثي أو إحداث فوضى عارمة، ويبدو أن ما حدث يوم
الجمعة الفائتة من جريمة قد تجاوز التعبير والتعليق عليها ب"كُب ل
شعوب".