;

تعليقاً على مقال "لا تقرأ هذا الخبر" 926

2010-04-28 03:15:43

الحمزه
علي أمير الدين


في العدد رقم (1987) الصادر يومي
الخميس الجمعة بتاريخ 7 8 جماد أول 1431ه الموافق 22 23 / ابريل/ 2010م وفي
صفحة كتابات وتحديداً مقال للكاتبة/ أحلام القبيلي الذي كان من أهم ما شدني إلى
قراءة المقال هو عنوانه الذي يتصف بشيئ من الإثارة والغموض مما ترك لدي عدة تساؤلات
أثيرت في ذهني حول ماهية المادة الخبرية التي توشحت بعنوان غامض، فمضيت في

قراءتي للمقال وفي بادئ الأمر وجدت
الكاتبة قد مجدت مصر بكل كلمات الإطراء واثنت عليها بألقاب وأوصاف لا يكاد يختلف
عليها اثنان، ولكنها ما فتئت بأن تسهب بشكل لا يجانبه شيئ من المعقول في وصفها
لشعورها الذي أظهرته الكاتبة في مقالتها حيث أعتبر ذلك الشعور وجهة نظر شخصية
وأقدر للكاتبة حرية شعورها الشخصي لكن ليس على القارئ الاقتناع بذلك الرأي النابع
من الاجتهاد الشخصي للكاتبة، فالتاريخ الذي دونته ذاكرة الزمان من الأجيال السابقة
وفي الفترات الماضية، لا يمثل حقيقة مؤكده تلزم على كل من يقرأه أن يثق بحقائقه،
فمن المعلوم أن التاريخ لا يروى بحقيقته الكاملة، وكما هو معلوم أيضاً أن من يروي
التاريخ لا بد له من أن ينسف أحداث ويزيف أشخاص ويبدل مرويات ويأتي من سحق الأشياء
التي لا تتناسب مع وجوديته، ليمكنه من ذلك الظهور بصورة يتقبلها المجتمع المعاصر له
في أي وقت كان ، وخاصة إذا ما كان يمتلك الأساليب والأدوات المناسبة لتنفيذ
ذلك. .
وللعودة إلى مقال الكاتبة وما هي الأسباب التي دفعتني للتعليق عليها فإنني
أوجزها في نقطتين: أولها وبالرغم من تقادم الموضوع لكونه نشر في مجلة مصرية في
العام 2000م وبعد مرور عشرة أعوام، فأنني أرى حقيقة أن التأخير هي سمة ملازمه للشعب
اليمني، وهذا بحد ذاته يعتبر خطراً يهدد شعبنا الذي أرى بأم عيني تلذذه واستمتاعه
بأن يبقى متأخراً في شتى الميادين أو مجملها، حتى في متابعته لكل من يتطاول على
تراثه وحضارته، أننا نؤثر التأخير على أنفسنا دون أن يكون هناك من يبادر للاستنكار
حول ما تردد من مزاعم وافتراءات كاذبة، ولكن ا لوقت علمنا درساً هو "أن تصل متأخراً
خيراً من أن لا تصل"، ولا ألقي بضلال المسؤولية على الشعب بأكمله لمعرفتي الكاملة
بأنه وبالرغم من انتشار التعليم وارتفاع مؤشراته، إلا أنني أعرف جيداً أن كل تلك
المؤشرات ما هي إلا مجرد أرقام تتباهى بها السلطة للحديث بطريقة كمية رقمية عن
أعداد الطلاب المتخرجين من الجامعات وكليات المجتمع والثانوية والملتحقين الجدد،
ولكن كل تلك المجاميع من الطلاب يفتقرون للكيفية التي في إطارها يتمكنون من
الاستفادة الحقيقية من معارفهم والسعي الدؤوب لتطبيقها على أرض الواقع للارتقاء
بالمستوى المعيشي والاقتصادي والاجتماعي، ولكن ذلك لن يتأتى في ظل غياب التوجه
العام للحكومة اليمنية اللارشيدة وبنظامها الذي يتقوقع بداخله أشخاص يصيغون
استراتيجيات التقدم والتطور والنماء لمجتمعنا وفقاً لأهوائهم الشخصية وكلٍ من موقع
نفوذه وسطوته في السلطة، وإذا ما تم تشكيل حكومة جديدة فإن حب الظهور والتغيير يترك
أثره لدى الجدد، فينسفون كل الأعمال السابقة، وتكون سلة المهملات هي الوحيدة التي
تحتضن أعمال وأفكار السابقين، ليتحرر الحاضر من (لعنة) الماضي وفقاً لما يراه هؤلاء
الجدد، ويأتي اللاحق مجدداً على هذا الإرث الذي تميزت به حكومتنا اليمنية دون
غيرها، وبالرغم من هذه العشوائية والمزاجية، لكنني لا أرى أي إشكاليات في هذا
الجانب، فقد أصبحت العشوائية ثقافة نشربها في اعتيادية، وهنا لا ألوم كل من يرى
بأنني خرجت من موضوع الرد على مقالة الكاتبة، لأن الاعتيادية التي تشبع بها جعلته
يستصيغ الفساد من ظاهرة وباطنه، ولم يترك لنفسه البحث عن مسببات المشكلة من كافة
جوانبها.
ولست هنا بصدد الحديث بشكل يغلب عليه الطابع العلمي، ولكنني أقنن حديثي
ليكون من منطلق البساطة والموضوعية.
وفي هذا فإن الإهمال الذي تعانيه حضارتنا
الشامخة والخالدة في ذاكرة الزمان ستبقى شاهداَ حياً على عظمتنا نحن اليمنيون، رغم
التطاول الذي يحاول البعض أن ينسب ما ليس له ليكون من أملاكه.
ولا أخفيكم مخاوفي
من هذا النهج الذي يتخذونه في الاستدلال بما لا يرونه يدعم مزاعمهم والذي سيثير
قدراً كبيراً من الشك ويترك تساؤلات كبيرة حول هذا الموضوع إن لم يكن في عصرنا
الحاضر فإن المستقبل كفيل بإثارة تلك الشكوك والتساؤلات وإن لم يتم إقناعنا بهذه
المزاعم والافتراءات لكون ما تم إدعاؤه هو في عصرنا الحاضر، ونحن على قناعة تامة لا
يخالطها أي شك بأن مملكة سبأ هي من أعظم الحضارات التي مرت عليها العصور ودونها
التاريخ في صفحاته، وبأن هذه المملكة ووجودها هي محط فخر واعتزاز لنا ، وعرشها
الموجود بمأرب المتبقي منه بعض الأطلال خير شاهد على أنها حضارة
يمنية.
وبالرغم من اقتناعي بذلك ، إلا أنه وفي ظل هذا الإهمال المتعمد والتهميش
المستقصد من قبل المسؤولين الذي لا يتصفون بأي مسؤولية أخلاقية أو وطنية تجاه آثار
عظيمة تدل على حضارة عظيمة، فأنني لا أخفيكم قلقي أن يأتي الأجيال من بعدنا وأجيال
أجيالنا ليرتابوا في حقيقة آثارهم الموجودة في أرضهم، ومدى حقيقة أنها يمنية، في
مقابل ما يزعمه المصريون بأنها فرعونية، من منطلق أن ما نزعمه اليوم يصبح عداً
حقيقة، وذلك وفقاً لما هو سائد في أدبيات الإعلام السياسي " أكذب ثم أكذب ثم أكذب
حتى يصدقك الآخرين، ثم أكذب ثم أكذب حتى تصدق نفسك" وباعتقادي فإن جميع حكوماتنا
السابقة والحالية واللاحقة، لا أرى بأنها تعير الأجيال أي اهتمام ولا تولي لهم أي
أهمية من حيث تمهيد الطريق للمستقبل أمامهم ورسمه بلامح واضحة وخطوط عريضة يترك لهم
مجالات واسعة من الإبداع وآفاقاً مفتوحة للارتقاء إلى مستوى أفضل في كافة ميادين
الحياة ومقدرتهم في اللحاق بركب التقدم والتطور التقني الذي يشهده العالم في عصرنا
الحاضر، والذي بات معلوماً أنه من أمتلك التقنية الحديثة (التكنولوجيا) المستندة
على قاعدة علمية معرفية متينة ونوعية وليست كمية فإنه قد يتمكن من اللحاق بركب
التطور، وليس مثلما هو حاصل عندنا في اليمن الشارع في الإعلان عن إنشاء جامعات هنا
وهناك دون أن يكون هناك أي معايير علمية في إنشائها، لاسيما وأنه لا توجد المعايير
العلمية في تقييم الجامعات الحالية وقياس أدائها، وتحليل تلك المؤشرات الإيجابية
والسلبية، والعمل على حل كل السلبيات للارتقاء بمستوى الجامعات، فكثير من الجامعات
اليمنية تفتقر لأبسط المقومات العلمية والمهنية والإدارية لترتقي إلى مستوى
الجامعات التي تبني الأوطان بعقول طلابها المتخرجين من حقولها بعد أن أتقنوا مهارات
البحث والعمل على حل المشاكل والظواهر السلبية وتغيير عاداتها، وإبراز اكتشافاتهم
العلمية بما يخدم واقعهم العملي، حيث أن جامعاتنا أشبه بكونها مدارس ثانوية وما
يميزها هو الاختلاط فقط. . ومن هذا المنطلق فإن النخب الثقافية تتحمل جزءاً من
المسئولية في إبراز الجانب التنويري والثقافي للمجتمع ونشر ثقافة تراثنا ووضعه محل
اهتمام جميع اليمنيين وجعله سهلاً لتداوله وإبراز الإيجابية لذلك بما يمكن من زيادة
الشعور بالفخر والاعتزاز لدى كل مواطن يمني تجاه هذه الآثار العظيمة الشاهدة على
حضارة عظيمة وبحيث لا يمكن نسيانها أو إهمالها من أي شخص كما هو حاصل الآن وأن
تتجذر في أعماقنا، وبصورة تمكننا من الإسهام بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الترويج
لمآثر حضارتنا الشامخة النابعة من معرفتنا لقيمتها الحضارية وانطلاقاً من مسؤوليتنا
تجاه آثارنا وحضاراتنا التي سطرت وجودها في صفحات الزمن بأحرف من نور.
قد أكون
أسهبت في حديثي هذا تعليقاً على المقال، وقد أكون خلطت مواضيع بأخرى قد لا يجد
القارئ أي ارتباط بالموضوع، وقد يلاحظ آخر أنه لم يكن هناك أي داعي للتعليق على
المقال، وقد أجد القائمين على إدارة تحرير الصحفية يرون بأن لا حاجة لنشر هذا
التعليق، لكنني أقول وبكل بساطه ما قمت بكتابته هو نابع من مسؤوليتي تجاه وطني وإن
كان هذا هو أول مقال أكتبه، فمهما كانت طريقة التعبير فمحالٌ أن تتخذ في طابعها
البساطة في التعبير ويظهر هذا جلياً في إنهائي لهذا التعليق دون الإشارة للنقطة
الثانية التي دفعتني للتعليق على المقال، لكنني أعتقد بأن القارئ قد أمكنه من معرفة
النقطة الثانية التي أوجزتها لكم بين السطور ولكم فائق تحياتي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد