مصطفى الدفعي
المتناقضة دليل الوصول إلى الحقيقة، فالثراء هو الذي يكشف الفقر والعلم هو الذي
يفضح الجهل والعدل يشير إلى الظلم والخيال هو الذي يؤكد الواقع وفي كل الأحوال فإن
التضاد هو الذي يصل بنا إلى المفارقات التي لا يقبلها عقل أو منطق .إن المقارنة بين
ما يحدث في
وطننا اليمني الحبيب وما يحدث خارجه في الدول الأخرى هي التي توضح أي مدى يمكن أن
يعاني فرد من الظلم في مجتمع حيث ينال فرد آخر في الموازي حقه...
وهذه
المقارنة هي التي تكشف مدى صلاحية النظم والقواعد والأصول التي يحتكم إليها الناس
في كلا المجتمعين...هي التي تشير إلى طرق معالجة بالية وأخرى منصفة..رغم أن الوقائع
قد تبدو متشابهة.
المفروض أن العدالة مقياس واحد في العالم...فالحلال بين
والحرام بين..فالخائن لدينه ووطنه له عقوبة..وكل الدنيا تتفق أيضاً أن للقاتل عقوبة
وللسارق والفاسد عقوبة وللمغتصب عقوبة..مع اختلاف نوع وشكل هذه العقوبة من بلد
لآخر، ولكن العدالة بين نقطة في العالم وبين نقطة أخرى أياً كان نظام هذه العدالة ،
تظهر إلى أي مدى ممكن أن تتباين أوضاع المجتمعات وأحوال الناس ومقاييس الأحكام ليس
بين اليمن وغيرها فحسب ولكن أيضاً في داخل المجتمع الواحد.
* التطور والفساد
نقيضا بعض: الفساد والتطور لا يمكن أن يلتقيا في خط واحد فهما نقيضا بعض ومن أهم
أسباب ظهور الفساد في المجتمعات الإنسانية هو الإنسان بحد ذاته ، فمتى ما أباح
الإنسان لنفسه الحرية المطلقة وحقق أو نفذ أو مارس كل رغباته ونزواته وطمعه وطموحه
الغير مشروع وفقد القدرة على السيطرة والتحكم بتصرفاته وأخلاقياته وسلوكه وداس على
كل التقاليد والعادات في مجتمعه وأصبح خارجاً عن دائرة السير في طريق النظم
والقوانين المنظمة لحياة الناس تحول إلى عنصر معيق أو معرقل لحركة المجتمع وتطوره
بل وضاراً عليه وبذلك يصبح عنصر فاسداً وخطيراً على المجتمع وعامل رئيسياً لنشوء
وتكوين الفساد فيه.
لا تسخروا من لغة الأرقام: جميع الناس يجب أن تنتبه عند
التعامل مع الأرقام وذكرها وأن يتم التنبه خاصة الأخوة المسؤولين إلى خطورة
"السخرية" من الأرقام خصوصاً فيما يتعلق بالتقارير المتضمنة للأرقام بغرض الإشارة
للنجاحات أو الإخفاقات والتي يتم تقديمها للدولة، فالواقع أن الرقم هو الحقيقة،
ويجب أن نتعلم لغة الأرقام في حياتنا فهي نواة الإحصاءات والإحصاء هو أسلوب علمي
لمعرفة أين وصلنا ،وعدم الالتفات للأرقام هو العشوائية بعينها، ومن هنا يجب أن
تتروى الدولة- على ألسنة المسؤولين أو الوزراء - في ذكر الأرقام حتى لا تشيع مناخات
السخرية منها.
أتذكر أن مواطناً شاباً بسيطاً وقف يقول لمسؤول كبير: لقد أحصيت
عدد فرص العمل التي تشيرون لها في تقاريركم المعلنة بالإعلام وعدد فرص العمل التي
تنشرها الصحف في شهر، وذهلت أننا نعاني من مشكلة البطالة، فالعدد من الفرص هائل
جداً فهل هذه الأرقام لإقناع القيادة السياسية أنه كله تمام..
إذا كان كذلك
فاعلموا أن هذه العبارة الشهيرة "كله تمام يا فندم" هي التي قادتنا للعودة إلى
الوراء" والله من وراء القصد.