عبدالباسط الشميري
والأعمال ورجال الدولة وقيادات في منظمات المجتمع المدني كثيراً ما يتحدث رجال المال
والأعمال ورجال الدولة وقيادات في منظمات المجتمع المدني والشخصيات الحزبية وغير
الحزبية وحتى رجال الإعلام، بل وغالبية فئات المجتمع نجدهم يتقنون فن الكلام عن
مصطلح المسؤولية الاجتماعية الغائب في بلادنا، بل المغيب عنوة وبدون إبداء الأسباب
وأزعم أن (50%) من الإشكاليات التي تواجه الاستثمار وقطاع الصناعة في هذا البلد هي
في الأساس نتاج طبيعي لغياب هذا العنصر الهام والمؤثر جداً في نمو رأس المال
وتنمية المجتمعات والغريب أن الرأس المال المحلي وحتى الأجنبي العامل في بلادنا
يدرك مثل هذه الحقيقة ورغم ذلك نجد الغالبية من قيادات الشركات والمؤسسات والمصانع
التي تعمل في اليمن تحاول وعن قصد إغفال هذا الجانب الحيوي والهام مع العلم أن أكثر
من (75%) من تلك المؤسسات والشركات والمصانع وغيرها لديها مراكز وفروع ومنشآت
عملاقة في دول أخرى عديدة سواء في الوطن العربي أو على المستوى العالمي وتقوم
بدورها وعلى أكمل وجه هناك سواءً فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية أو فيما يتصل
بالجوانب الأخرى من ضرائب ورسوم جمركية وغيرها لكن ما إن تطأ أقدام البعض هذا البلد
حتى يتحول المستثمر أو التاجر إلى متظاهر ومتذمر ومتهرب من كل المسؤوليات بما في
ذلك الرسوم الجمركية التي لا يعترض عليها أحد وفي أي بلد.
وإن كنت لا أريد
التجني على أحد فبعض شركات القطاع الخاص حقيقة تقوم بواجباتها وعلى أكمل وجه لكن
الغالبية وللأسف الشديد من الشركات والمؤسسات والمصانع تتهرب وتمتنع من القيام
بواجبها الأخلاقي والإنساني قبل أي شيء آخر وتستحضرني شكوى من بعض المواطنين في
محافظة شبوة يقولون فيها إن إحدى الشركات النفطية العاملة هناك تتسبب بتلوث بيئي
كبير وعندما وجدت انتقادات من الأهالي أرادت أن تجمل صورتها فقامت بعمل مشروع مياه
تزعم انه لصالح المواطنين لم يكتمل بل ظل هكذا كواجهة وتمويه ليس إلا وما نستغرب له
نحن أن مثل هذا لا يحدث في البلدان الأخرى مع أن الاستثمار هو الاستثمار والأسواق
هي الأسواق وربما تكون الأرباح هنا مضاعفة، لكن الضمير يكاد يكون غائبا فلله الأمر
من قبل ومن بعد، وللحديث صلة.