;

من مآسي المناضلين وجرحى الحروب 1420

2010-04-29 07:01:39

علي
محمد الحزمي


لا يتوقف الحديث إبان كل حرب تخوضها
قواتنا المسلحة في درء أي فتنة داخلية كانت أو خارجية
لا يتوقف الحديث إبان كل حرب تخوضها قواتنا
المسلحة في درء أي فتنة داخلية كانت أو خارجية أو مشكلة تبدأ بظاهرة وتنتهي
بحرب،فتمتد تبعاتها إلى ما تخلفه من شهداء واجب وقتلى وجرحى حرب في كلا الطرفين،وعن
جرحى الحروب كم تدمى القلوب في بلادنا على من قضوا جل حياتهم في
خدمة الوطن
وأصبحوا مقعدين أو متقاعدين عنوة،فهذا بترت ساقه وهذا قطعت يده وآخر جدع أنفه وهذا
فقئة عينه، والكثير الكثير ممن أصبحوا جرحى حروب، ليبتدأ مشوار ذويهم في رحلة لا
تنتهي من الألم والكفاح، استهلالاً برحلة العلاج التي غالباً ما تكون من ميزانيتهم
الخاصة إلى جانب الدعم الرمزي من قبل المؤسسة التي ينتمي إليها هذا الجريح المقعد
إن كان من المحظوظين بالطبع،وكثير منهم قد لا يجد حتى الإحسان عرفاناً بالجميل وبما
قدمه لوطنه وهو يذود عن ثراه من كل اعتداء كائناً من يكون،وتستمر رحلة العذاب في
متابعة مستحقاته واستمرارية راتبه التقاعدي، ومن تناوب اللجان إلى روتينية التعامل
المتعارف به وهذا بالطبع يحتاج إلى وقت طويل قد يمتد إلى سنوات أحياناً، وإذا كتب
له التوفيق يجد أن راتبه بالكاد يغطي نصف نفقات أسرته،وقد باع ما يملكه حتى وصل به
الحال إلى بيع كل ما يمكن بيعه من أثاث وحلي إن وجد وهذا من أجل العلاج والمتابعة
وما يدفعه هنا وهناك ومواصلات واتصالات وكل هذا من أجل استمرارية راتب جندي ضحى
بأغلى ما يملك من أجل وطنه،ولعل حكاية (أبوعلي)فيها من الآلام ما فيها، فهو فقد
بصره في حرب صيف94م بعد أن كتب الله له العيش وبعد مسيرة طويلة ومريرة من العلاج
والتنقل هنا وهناك وتقاعد وهو برتبة مقدم ولكنه يستلم راتب نقيب لأسباب يجهلها هو
نفسه،ليعيش أكبر أولاده كفاحاً مع الحياة إذ أنه يريد أن يكمل تعليمه ويحاول بنفس
الوقت أن يحفظ لقمة عيش كريمة له ولأسرته ولوالده الضرير، فتجده يحمل ملف أبيه،
يطوف به هنا وهناك في كل مرة يسمع فيها عن تحسين وضع او يتلقى وعداً من أحدهم
بالمتابعة من أجل حقوق والده الكفيف.
فشكاوى الجرحى والمعاقين كثيرة، ولا أبلغ
من تلك العاجزة التي تناقلتها وسائل الإعلام وهي محمولة على الأيادي من أجل الحضور
إلى أمام اللجنة لتستلم مبلغاً وقدره خمسة آلاف ريال وذلك كمعونة لأسر مناضلي
الثورة وهكذا يكون الجزاء في وطننا، فالخمسة آلاف ريال بالكاد تكفي مصاريف يوم وليس
شهراً ولكن هذا هو نصيبنا نحن ومعشر المستضعفين في الأرض فغرف النوم الفاخرة لم
نشاهدها إلا في صور المجلات، بل ولم نحلم بها حتى وأحلامنا لم تتجاوز لقمة عيش
كريمة تحفظ لنا كرامتنا في وقت لم نعد نجد فيه هذه الكرامة، فتبعات الحروب كثيرة
وتحتاج إلى معالجات جدية، فالمنقطعون يجوبون شوارع أبين بعروض عسكرية وهم يطالبون
بحقوقهم ونقل رواتبهم بعد ان استخدموا عدة وسائل للترغيب والترهيب والتقطع والنهب،
وكأن الواقع يفرض على كل ذي حق التوجه إلى الشارع وتخريب ممتلكات الغير من أجل أن
يوصل صوته ومتطلباته وحقوقه إلى الجهات المعنية، وإلا فلن يسمعه أحد، والمتقاعدون
في بعض مناطق وطننا الحبيب قامت على يدهم أول شرارات ما يسمى بالحراك، ومن أجل
مستحقاتهم لا غير، ولو آثرناهم على نثريات وزير أو بنود أخرى من ميزانيات البرلمان
لتم حل المشكلة بأكملها وعاش الجميع في سلام وأمان، فلا الوعود أصبحت تجدي ولا
التصريحات أصبحت تكفي ولا المهدئات صارت هي العلاج الأمثل للمشكلة،فهؤلاء الجنود
خدموا أوطانهم وقدموا كل غالٍ ونفيس في حماية وطننا والآن يشتكون قلة الحيلة ومآسي
وضعهم المعيشي ولا أحد يلتفت إليهم أو حتى ينظر إلى مشاكلهم، في حين تتطور هذه
المطالب لتصبح مشكلة في الشارع، وقتها فقط يبدأ مسؤولونا بالتفكير في النظر إلى
مشاكلهم.
في البلدان العربية ولن نتجاوز الحدود لنصل إلى الغربية لنضرب أمثلة من
أمريكا وأوروبا بل سنأخذ على سبيل المثال دولاً عربية كثيراً يحصل فيها جرحى الحروب
على بطاقة تفيد بأنه من جرحى الحروب تخوّله الدخول إلى أي مرفق حكومي أو وزارة أو
مقابلة أي مسؤول دون أي عوائق للحصول على أي معونة علاجية أو تحسين وضع معيشة أسرته
كما هو الحاصل في دول الخليج كافة وبدون استثناء، فتجد هذه الشريحة معاملة خاصة لها
تفوق معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك لأنهم فقدوا بعض أعضائهم في خدمة أوطانهم
إن لم يفقدوا حياتهم بكاملها، وهنا في وطننا تتلقى هذه الفئة أسوأ الأساليب
بالتعامل، فماذا لا يتم كفالة أحد أبناء جرحى الحروب بوظيفة محترمة تكفل له ولأسرته
الحياة الكريمة؟ ولما لا نحذوا حذو هذه الدول في مثل حالات هذه الفئة ؟ للأمانة
والحق يقال.....كثير من منتسبي القوات المسلحة وبالأخص جرحى الحروب وأبناء الشهداء
يمتدحون قلب الأب الحنون علي محسن الأحمر، إذ انه يعمل على تسهيل إخراج مستحقاتهم
ويحاول بكل ما يستطيع أن يمسح دمعة يتيم فقد أباه في خدمة وطنه أو يساعد أسرة فقدت
كافلها في موقع من مواقع البطولة والفداء على تراب الوطن ومن لا يشكر الناس لا يشكر
الله،فله كل الحب والتقدير ولحراس الوطن الأوفياء كل عبارة المودة والإجلال،ولا
اعتقد أن مآسي جرحى الحروب تنتهي عند حكاية "أبوعلي" فقط ولا المنقطعين ولا
المتقاعدين ولا العاجزين ولا أسرهم ولا ذويهم فقط، فالمسألة برمتها بحاجة إلى إعادة
النظر وتقديم الحلول الجدية وليس الوعود الرنانة، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في
السماء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد