;

في عيد العمال العالمي..عاطلون!! 980

2010-05-01 05:45:36

علي
محمد الحزمي


اليوم يحتفل العالم أجمع بعيد
العمال في كل الأقطار وهو ليس مجرد عطلة رسمية فقط، بل هو
اليوم يحتفل العالم أجمع بعيد
العمال في كل الأقطار وهو ليس مجرد عطلة رسمية فقط، بل هو فرصة سنوية لإعادة النظر
في سن القوانين التي تخدم العمال في شتى أنحاء العالم، وبما أن بلادنا تحتفل كما
سائر بلدان العالم بعيد العمال، إلا أن الوضع لدينا مختلف كما هو الحال في كل شيء،
فلا بد أن يكون لن
ا التميز نحن اليمنيين عن غيرنا في كل مناحي الحياة، وإذا
كان حديث رئيس الحكومة الرسمي الأخير في مؤتمر لندن عما نسبته 51% من العاطلين في
اليمن وهي بالطبع ليست نسبة دقيقة من وجهة نظري وإنما أكثر من ذلك، حيث وأن نسبة
البطالة هي مجموعة المواطنين الذين لم يحصلوا على وظائف حكومية توفر لهم المأكل
والمشرب والمسكن والتأمين الصحي والمعيشي، وماعدا ذلك فتعتبر الحكومة ليست شريكاً
حتى وإن كانت نسبة البطالة تقل بسبب وجود القطاع الخاص والذي يأخذ نسبة كبيرة من
المواطنين للعمل وهذا بالتأكيد لا يحسب أبداً من انجازات الحكومة، وإذا كان عيد
العمال هذا العام مختلف من نواحي عديدة أهمها الأحداث التي مر ويمر بها الوطن، ولعل
أبرزها الاعتصامات التي تشهدها بلادنا من قبل موظفي القطاعات المختلفة من أجل
المطالبة بتسوية حقوقهم المعيشية وتحسينها، وكذا إضراب هيئتي تدريس جامعتي صنعاء
وعمران منذ ثلاثة أسابيع، وكذا بداية الاعتصامات التي أعلنها إتحاد عمال اليمن
بتعليق الشارات الحمراء في أغلب مدن ومحافظات يمننا الحبيب، فمن المعونات التي
تعتبراً فتات في ظل الحياة التي نعيشها والتي يستلمها المتقاعدون من المناضلين
وجرحى الحروب وأسرهم، إلى مطالبة إتحاد العمال برفع سقف الأجور إلى 300 دولار كأقصى
حد، ومن بين هؤلاء كلهم تأتي شريحة المستضعفين في الأرض وهم ممن ليسوا موظفين ولا
يمتّون إلى كشوفات الرواتب بصلة وليس لهم علاقة بموظفين لا من قريب ولا من بعيد،
يعيشون طوال أيام العام عيد العمال وهم في إجازة مفتوحة وبدون عائل، يتنقلون بين
أعمال الزراعة والرعي والفلاحة إلى العمل في البناء والتداول بين كفتيريات العاصمة
ومطاعمها وبين جولات المدن اليمنية ليفترشوا أرصفة الجولات بحثاً عن عمل، أين سيكون
عيدهم؟ ولماذا وما فائدته؟ وهل بالفعل هناك عيد للعمال؟ وهل يقتصر هذا العيد على
الموظفين فقط أو لأصحاب الكراسي والمناصب العليا والأبواق التي لاتكل وتمل في
المديح والثناء على التطورات التي تشهدها بلاد واق الواق؟ وعن التنمية الحاصلة في
المريخ وعن كيفية استنباط البدائل في حال الفشل الحكومي في إدارة أمور البلاد برفع
أسعار السلع الأساسية وزيادة الضرائب على القوت اليومي بل ورفع الدعم على المشتقات
النفطية، كلنا ندعوا الله ليل نهار أن تكون آخر تصريحات رئيس الحكومة هي خطبة
الوداع بالنسبة له ولحكومته الفاشلة بدون استثناء، فماذا لمسنا من تجديد في حياتنا
كي ندعوا لهم بالاستمرار ؟وماذا تغير في حياتنا غير أنه بدلاً من السيء إلى الأسوأ،
وكل وزير يخاف على كرسيّه كخوفه من الموت، وكخوفنا نحن المستضعفين في الأرض من أن
ينتهي بنا الحال في أحد غياهب الديمقراطية التي تتيح لنا الكلام والأفواه تبحث عن
القوت والبطون تشتكي قرقرة الجوع، والعقول فارغة لا تفكر إلا بالقات والقوت، بأي
حال يكون هذا العيد عيداً، والهموم تزيد والفساد يمد أذرعه لتطال كل المرافق وحتى
هيئة مكافحة الفساد، موظفون يمنعون من دخول ميناء عدن لممارسة عملهم اليومي بحجة
أنهم يضعون الشارات الحمراء، وموظفون في منازلهم منذ أشهر بسبب أنه تم إلغاء الهيئة
التي كانوا يعملون بها وهم موظفو الهيئة العامة للمناطق الحرة - الإدارة الرئيسية
صنعاء- ومتقاعدون يصرخون ليل نهار من أجل تسوية ما يعينهم على قسوة الحياة، وجرحى
ومصابون يستجدون لفتة إحسان ممن تولوا أمورهم، وقد أفنوا حياتهم وأرواحهم ليحصلوا
بالنهاية على ثلاثة آلاف ريال كمكافأة يرفضها الكثير منهم ويقولون: لنا الله !!!
كيف بالعيد ونحن نشتكي عمالاً وموظفين وأكثرنا عاطلين ؟ فمن رأيي أن يكون عيد
العاطلون العالمي من أجل أن نحسب معدلات البطالة في الدول النامية ودول العالم
الثالث والرابع والخامس والعاشر...
عيد العاطلين الذين يبحثون عن عمل غير عمل
المطاعم والبوفيات وأصحاب البسطات المطاردين من قبل كوابيس البلدية في كل مكان، عمل
يليق بشعب يعيش في القرن الواحد والعشرين وليس في القرن السابع قبل الميلاد، عمل
يحرر طاقتنا بدلاً من انجراف الشباب وراء الأفكار الهدامة التي تستهدف أمن الوطن
والمواطن وكل من يقيم فيه، عمل يقينا شر الفتن والانجرار وراء أصحاب الفكر الرجعي
والكهنوتي، عمل بعيداً عن التفكير في التقطع والنهب والاختطاف والاستعراض بالأسلحة
في وجه الدولة ليل نهار وفي عدة مناطق، عمل يحفظ لنا ما تبقى من كرامتنا هذا إذا
تبقى بالفعل وإلا فقد نسينا الكرامة يوم أن بدأنا نجري وراء قوت يومنا ولو على حساب
المثل والدين والإنسانية، وإلا فدعونا عاطلين نحتفل بكل أيام العام كأعياد ولتبقى
حكومتنا الرشيدة تصدر تصريحات رئيسها كل يوم ليطلع لنا بجد حتى انه سيقرر يوماً ما
لعمل عداد للهواء والكلام ليحسب على المواطنين ما قالوه وما تنفسوه في حياتهم
ومحاسبتهم آخر كل أسبوع بدلاً من آخر الشهر، ولنحتفل نحن العاطلون بعيدنا
العالمي..
ونقول لكم كل عام وأنتم عاااااطلون!!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد