;

تراجع ذليل خوفاً من هزيمة نكراء 1004

2010-05-02 03:23:34

محمد
إقبال


أثارني خبر طلب
نظام طهران لعضوية مجلس حقوق الإنسان في جنيف ففيه شيئاً من الصلافة
والوقاحة. . وكذلك تعجبت لتراجعه فهل يعقل انه تحلى بشيء من الخجل والحياء وتراجع
بسبب سجله الخالي من نقطة بيضاء واحدة أم خوفه وتأكده من أنه غير مرحب به وغير
مقبول في هذا المجلس. . ولكن كان لهذا الخبر المثير زاوية مضيئة فقد عاد بذاكرتي إلى
الوراء ليذكرني بإيراني
غيور
حمل معه هموم الشعب الإيراني وأخلاق وثقافة حقوق الإنسان إلى جنيف وكنت التقيت
بالبروفيسور المرحوم كاظم رجوي في جنيف في نهاية مارس 1982 ووجدته رجلاً متحمساً
رائعاً ومحبوباً عاشقاً ومحباً لوطنه وشعبه وكان في حينها يحاول تمرير وإنزال قرار
إدانة يدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في
جنيف و كان يمثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في هذا المقر.
ومنذ ذلك اليوم
وإلى يومنا هذا أصدرت المنظمة الدولية 56 قراراً ضد انتهاكات حقوق الإنسان في
إيران، وكان البرفسور كاظم أشهر شخصية مدافعة عن حقوق الإنسان في إيران وأول سفير
إيراني لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بعد الثورة الإيرانية قبل أن يتم إقالته
لكونه الشقيق الأكبر لمسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية ولمواقفه المناهضة
لديكتاتورية الملالي في إيران.
وعندما ذهبت إليه في بيته في ضاحية جنيف طلب مني
أن أزور سرداب المنزل حيث كان مليئاً بنشاطاته قبل عشرة أعوام لإنقاذ شقيقه مسعود
رجوي والذي كان آنذاك الوحيد من قادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذي نجا من
الإعدام.
وهنا عرفت السبب، نعم في عام 1971 كان البرفسور/ كاظم يمارس حياته
العلمية ومسؤولياته الرسمية العادية في الجامعة، وفجأة هبت عاصفة من الشرق وغيرت
هذه الحياة، كان سجناء إيران السياسيون في قبضة السافاك (مخابرات الشاه) وكان شقيقه
مسعود قد حكم عليه بالإعدام.
فبادر كاظم إلى ترك مناصبه ومشاغله وتفرغ لتنظيم
حملة دولية كبرى للدفاع عن السجناء السياسيين في إيران وإنقاذ حياة شقيقه، ونجحت
الحملة في الضغط على الشاه وتخفيض حكم الإعدام على شقيقه بالسجن مدى الحياة، ويكتب
كاظم حول هذا الموضوع في مذكراته ما نصه: «إنني لم أهدأ إلا عندما احتضنت
شقيقي».
واغتيل هذا الرجل الحبيب المتحمس العاشق لشعبه ووطنه في مثل هذه الأيام
قبل عشرين عاماً بالقرب من منزله في كوبيه في جنيف برصاص رشاشات الإرهابيين
المرسلين من طهران.
واليوم نفس الإرهابيين الحاكمين في إيران الذين يقع نظامهم
متوجاً على رأس قائمة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان، يطلبون في الوقت الذي طافت فيه
جرائمهم كل بقعة في العالم يطلبون العضوية في مجلس حقوق الإنسان! ويا لها من
وقاحة! وأخيراً وبعد محاولات حثيثة وصرف كميات هائلة من أموال الشعب الإيراني
كرشاوى من أجل الفوز في الترشيح في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،وفي
تراجع ذليل أعلنت الديكتاتورية الفاشية الدينية الحاكمة في إيران في يوم 24 من
أبريل سحب ترشيحها للعضوية في المجلس.
ويا للصدفة! وهو نفس اليوم الذي تم فيه
اغتيال البروفسور كاظم رجوي واستشهاده قبل عشرين عاماً. . نعم إنها صدفة يجب أن تثار
وانه دم إنسان بريء وعالم مبجل مؤدب سفكوه في نفس اليوم.
وجاء هذا القرار بعد أن
كانت إيران قد تحدثت في دعاياتها الغوبلزية خلال الأيام القليلة الماضية عن
«عضويتها المرتقبة» في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «باعتبارها،تأييداً
دولياً لتمسك إيران بقضايا حقوق الإنسان» وتحظى بغطاء جديد لجرائمها وخروقاتها وعار
كبير على العالم ان حدث ذلك الأمر المشين.
ومنذ فترة كانت الفاشية الدينية
الحاكمة في إيران وفي إطار أساليب الدجل المفرط فيه وبالاعتماد على الدول التي تعد
من الدول المنتهكة لحقوق الإنسان أو مع بعض شركائها التجاريين،قد تقدمت للترشيح في
مجلس حقوق الإنسان الذي يضم في عضويته 47 بلدًا وقد بادرت بإعطاء رشاوى طائلة
وتقديم هدايا من خلال صفقات مربحة جداً لمختلف الدول من أجل الحصول على الأصوات
اللازمة لمثل هذا الترشيح. .
ولمواجهة ذلك،قامت المنظمات المدافعة عن حقوق
الإنسان وممثلون عن المقاومة الإيرانية في جنيف وفي نيويورك وفي عدد كبير من عواصم
العالم فضلاً عن جمعيات أنصار المقاومة في أرجاء العالم وفي معظم البلدان الأعضاء
في الأمم المتحدة بحملة واسعة للحيلولة دون اختيار النظام الإيراني عضواً في هذا
المجلس، وبعد أن تأكد الولي الفقيه وأحمدي نجاد ووزير خارجيته خلال الأسابيع
الأخيرة أي قبل عملية التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن أغلبية
دول العالم سوف ترفض ترشيح إيران في مجلس حقوق الإنسان،وكي لا يواجهوا فضحية كبرى
قاموا بسحب ترشيح إيران للعضوية في المجلس. يذكر أن إيران كانت إحدى الدول الخمس
المرشحة للعضوية في مجلس حقوق الإنسان وكان من المزمع أن تختار الجمعية العامة
للأمم المتحدة في 13 مارس القادم أربع دول منها، والأربعه الأخرى من الدول الخمس هي
ماليزيا وتايلند ومالديف ودولة قطر.
وهذا الانسحاب إن دل على شيء فلا يدل إلا
على عزلة هذا النظام على الصعيد الدولي وكونه نظاماً غير شرعي أكثر من أي وقت
مضى. . ومن يقتل ناشطي حقوق الإنسان لا يستحق أن يكون ضمن عضوية حقوق الإنسان وإن طلب
ذلك أو كان، له فهذا استخفاف منه بالمجتمع الدولي وعلة في طريقة قراءة وفهم هذا
النظام.
كان البروفيسور كاظم رجوي يقول: "نحن نكتب حقوق الإنسان بدمائنا" واثبت
هذا ودفع حياته من أجل حقوق الإنسان وقد حان الوقت الآن ليطرد هذا النظام من
الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى أيضاً، خاصة تلك الهيئات المختصة بحقوق الإنسان
والقضايا الإنسانية.
إن هذا النظام لا يمثل الشعب الإيراني فحسب وإنما يمثل صفحة
سوداء في تاريخ الإنسانية المعاصرة لاقترافه جرائم بحق الإنسانية ومنها قتل وإعدام
120 ألفاً من السجناء السياسيين غالبيتهم منتمون لمجاهدي خلق الإيرانية ولإثارته
للفتن والحروب وتصدير الإرهاب إلى البلدان العربية والمنطقة والعالم وقتل الأبرياء
في مختلف مناطق العالم،ويجب طرده من المجتمع الدولي.
كاتب سياسي إيراني
m. eghbal2003@gmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد