;

حكاية يمانية الوحدة والانفصال 986

2010-05-02 03:23:36

أحمد
مبارك بشير


انكفأ القلم وطال صمته، فلما استفاق
وصاح الديك، وغرد المغرد، قرر القلم العودة للكلام المباح، ، ،ويا صباح الصباح. . !!
في المعمعة الدائرة اليوم بين الحكومة والمعارضة، نجدنا بحاجة إلى قول كلمة. . كلمة
رد بموجب حق الرد. . .
أولاً : الوحدة. . سنقولها واضحة. . لقد تحققت الوحدة في 22 مايو 1990 م
بين دولتين ذات سيادة وبقرار من تلكما الدولتين، شكلتا دولة جديدة في منظومة الدول
الحديثة. . سُميت بالجمهورية اليمنية. . . وكلنا انطوينا وتجمعنا تحت رايتها وبقبول
عام. . علم من علم،و جهل من جهل.
أنكر من أنكر، ووافق من وافق.

هذه
الوحدة لم تكن من قبل ولم يعلم لا من زمن قريب ولا بعيد بوحدة جمعت كياناً سمي
اليمن إلا بعد ال 22 مايو 1990 م، ولا داعي لتلفيق التاريخ والشواهد. . . لم يقم كيان
وحد الإقليم اليمني بأكمله باسم اليمن الموحد قبل هذا التاريخ، فهو يوم تاريخي، يوم
ليس له مثيل، ولصناع هذا اليوم الفضل والشكر، وهم أبطال وقادة على رأسهم فخامة
الرئيس حفظه الله، و قبل الدولتين كانت هناك سلطنات وممالك ولم تعرف أي سلطنة أو
مملكة باسم يوحد الإقليم اليمني باسم اليمن،لا قبل التاريخ ولا بعد التاريخ. . . 22
مايو حدث مميز ومبهر ولم تكن له سابقة.

ولأنه مميز وفريد من نوعه فالكل
الآن يعلم أنه جزء من هذا الكيان الفريد. . كلنا يمن.
ثانياً : الوحدة. . . تحققت. . !!
تحققت الوحدة بالقوة أو بالرضا. . نحن الآن نعيش في كنفها وتحت سلطة اخترناها في
انتخابات ديمقراطية، هذا الخيار يجعلنا نحمل المسئولية عما يحدث اليوم كل المسئولية
لهذه السلطة التي نتوقع منها الكثير، ولكنا نعجب من تلك السلطة ورجالها الأفاضل
الذين هم جزء منا. . هم أهل وأقارب. . هم إخوة ومعارف. . هم من اليمن وليسوا غرباء
عنها. . . لمّ يرموا ويقذفوا بالكلمات والتحذيرات من مؤامرة و انقلاب. . على وحدة هم
أركانها وهم حماتها. . وهم على علم، علم اليقين أنهم يتحدثون اليوم إلى أفراد من
الشعب. . أي إلى مواطنين. . هم لا يتحدثون لقيادات عسكرية ولا إلى جيش معادٍ. . فما
الداعي إلى التوجيه بالتعبئة العامة و كأنهم يحذرون من غزو. . . إلى هؤلاء ومن يعارضهم
إنكم تتحدثون عن مواطنين من هذه الأرض وأبناء من هذه الأرض. . . اليمن. . . ولو افترضنا
أنهم ينشرون الأقوال. . . فعندما يصل المرء ويخرج عن طول البال قد يعصي أباه وأمه. . . في
غمرة غضب تنسيه الواجب والقدر. . . فما عليكم وأنتم الآباء إلا أن يكون حلمكم أوسع
وبالكم أرفع. . . ونقمتكم محبة. . . فلا يكره الأب الأبناء. . . . وهذا على ذكر الأم
والخالة. ولا جاكم شر! ثالثاً. . . إذن فالوحدة باقية برغبة ومحبة لأنها خيار أمة وليست
حبراً على ورق. . القضية التي يناقشها الناس ليست الوحدة نريدها أم لا. . . هذا الحديث
انتهى. . ونريده أن ينتهي، وتترفع وسائل الإعلام والإعلان،عن المدح والذم والفخر
والنقمة،لأن الحديث عن شيء وتكراره وكأننا ندافع عن ذنب أقترف، أو فعلة نكراء، إلى
متى نظل نلعن الماضي و نوشحه بالتهم، إن أمة بلا ماضي هي كيان غير موجود، إن الأمم
بماضيها الذي صنع حاضرها، وحاضرها اليوم يصنع المستقبل، مات الإمام وتدثر بالتراب
بلا رجعة، ولا يحق لنا بعد الموت الندم، فقد انتهى وأهيل عليه التراب، ولا رجعة
لحكم سخر من الجميع وسخر منه الجميع، ولكنه جزء من تاريخنا، وكل فرد من أبناء اليوم
يعلم أن أجداد الأمس تربوا وتعلموا تحت أكنافه، وهم جاءوا ليبنوا لنا صرحاً، فلا
نلعن الدهر ولا الأيام، وإن كان يصدر من هنا وهناك ضيق وضجر من أفواه أصابها
الألم. . . لكنه في الواقع لا يعبر عن واقع. . .
الحديث اليوم عن ظلم غاشم أحاق
بالأسر في عموم البلاد. . .
وشعر به الصغير والكبير. .
لما بدأت الجرعات السعرية
في 1998م. .
قلتم لنا وكنتم فيها سلطة أيها السلطة " إنكم أيها الشعب الكريم بعد
خمس سنوات أو تزيد بقليل ستنعمون برغد العيش وطيب المقام حتى يصل فيها دخل الفرد حد
نظيره في دول الخليج ولن تبقى بطالة وسيكون هناك اكتفاء في كل مجال. لاكهرباء
منقطعة، ولا فواتير يعجز عنها المرتاح فما بالنا بغيره". . ومرت السنون. . خمس
فسبع. . فعشر. . وصارت البطالة لا حدود لها. . . و الفساد صار قانوناً يتبع. . يحميه رجال من
السلطة. . . حتى صار الفساد سمة. . . بل ميزة إن لم نرها في أي عمل أو عامل. . صار من
المعجزات. . . وأمره مستغرباً. ويالأمره العجيب. وصار الفساد أصيلاً.
رابعاً: قلتم
لنا يا شعب ماذا نصنع لكم. . خلفناكم ونسيناكم. . . . حاولنا بكل ما لدينا وبكل
إمكانياتنا. . فقلنا لكم وما زلنا نقول ما دوركم، ألستم قلتم سننجز ونصلح ولا تهتموا
فالأمر إن آل إلينا ستجدون غداً مشرقاً وو. . . . . . . . . إلخ. . . . . حتى أثخنتمونا
بالكلمات. . . المليارات تسكب في بناء قصور فاخره بل ومليارات أنفقت في حفلات. . بل
مليارات صرفت في استثمارات لم نرها. . . بل مليارات صرفت في مشاريع الكهرباء
والماء. . . وحتى الساعة. . صنعاء عاصمتنا ليس لها محطة كهرباء خاصة. . . وحتى الساعة كل
مشاريع إنقاذ أحواض صنعاء وهي تتعرض للجفاف. . وهم وخيال !!!. . وحتى الساعة منطقة حرة
في عدن قصة من نسج الخيال. . . وحتى الساعة ميناء بروم الجديد في مهب الريح. . . وحتى
الساعة مساكن للأسر في المحافظات "فين أذنك يا حبشي !". . . وحتى الساعة شركات
استثمارية عملاقة تحبو، في بهو الفساد. . وحتى الساعة رجال مشردون بلا أعمال يترزقون
العطايا. . أو يمتطون المطايا. . وحتى الساعة. . . الملايين ينتظرون مساكن لهم تنقذهم من
بطش الإيجارات وبطش الشارع. . والملايين ينتظرون أن يكفوا صغارهم بلقمة نظيفة. . بل
الملايين ينظرون إلى مدارس أبنائهم الخربة. . . ومناهجهم المعتمة. . . ومستشفياتهم
المغلقة. . . ولك الحمد يا مولاي إن صار من السلطة سلطة !! فقلتم : (((لا توجد إمكانات
في هذه البلاد أيش نسوي لكم!!!))). . . . . . . . إن الموارد هي صناعة من يصنعها، ومن يصنع
الموارد هم البشر. . لم يكن المال صانع البشر بل البشر صناع المال والثروة. . اصنعوا
البشر تصنعوا دولة. . إن كنتم لا تجدون في أنفسكم قدرة للبناء فدعوا المجال لغيركم،
ففي اليمن رجال قادرون على البناء. . . أما إن كان الأمر فقط رغبة في تكريس الفساد
وتثبيت الفساد. . . فاعذروا الشارع إن (أنَ ألماً. . وصار الألم صراخاً. . وصار الصراخ
شيئاً آخر لا نعلم مداه فالجوع كافر) الجوع كافر. . . دمتم بخير. . وربما للحديث
بقية. . توقيع : مواطن فاضي.
والفاضي يعمل قاضي.
سلام أديب - عضو رابطة الأدب
الإسلامي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد