فاروق
الجفري
الجفري
ثمة ظاهرة تبرز في الحياة
الاجتماعية العربية وفي مظاهرها الفنية والأدبية على وجه الخصوص ثمة ظاهرة تبرز في الحياة الاجتماعية العربية وفي
مظاهرها الفنية والأدبية على وجه الخصوص وهي ظاهرة الإنبهار بالحدث أو "التلقي
والترديد" من دون أن تكون لنا شخصية فاعلة بمعنى أنها تفعل الحدث وتبدعه، وهذا من
جملة المعوقات التي تحول دون تقدمنا في جميع المجالات ومنها الفن فما من ظاهرة أو
تقليعة جديدة في الفن تظهر في أوروبا أو أمريكا حتى نجد أنفسنا نحن العرب معجبين
بها لا عن دراية أو فهم ناضج لتلك الظاهرة بل لأنها من إنتاج العصر وويل لمن لا
يساير العصر، فكل شيء يأتي إلينا جاهزاً لا يكلفنا الحصول عليه جهداً عقلياً أو
جسمياً وليس أمامنا إلا أن نضع عليه بعض التعديلات الطفيفة التي تعطيه نكهة عربية
وبذلك فقدنا روح المبادرة عندما خلت ساحتنا العربية من روح التحدي، وإذا كان الشاعر
الساخر "سلم الخاسر" قد جهز لكل حادثة مقالاً فهو بذلك قد سجل موقفاً لكل أولئك
الشعراء الذين يكتبون والفنانين الذين يرسمون بلا شعور صادق وبدون إحساس عميق بقيمة
الحدث الذين بدونهما يكون العمل الفني أو الأدبي مجرد ترديد.إن الرسم والشعر
والموسيقى انفعال وجداني يولد تلقائياً كالولادة لا يخرج بطلب أو أمر والعقيدة
واللوحة الفنية والقطعة الموسيقية هي التي تكتب أو ترسم أو تعزف نفسها وتفرض وجودها
على الشاعر أو الرسام أو الموسيقى لأنها نتيجة معاناة لا يستطيع الشاعر أو الرسام
أو الموسيقي أن يبتكرها لأن وجدانه يفيض بها.لقد سأل أحد الأشخاص الرسام "ليوناردو
دافنشي": هل صحيح أن أحد الأغنياء في النمسا قد طلب إليك أن ترسم له لوحة فنية على
غرار لوحة "الموناليزا" التي رسمتها؟ فقال "ليوناردو دافنشي": هل سبق لك أن سمعت عن
أمر يصدر إلى امرأة حامل بأن تلد طفلاً ذكياً لون شعره أحمر؟، فقال الآخر: انه شيء
من صنع الله، فرد عليه دافنشي: واللوحة الفنية طفل لا أحد يعرف حتى صاحبها متى ترسم
أو كيف سيكون مولودها"
الاجتماعية العربية وفي مظاهرها الفنية والأدبية على وجه الخصوص ثمة ظاهرة تبرز في الحياة الاجتماعية العربية وفي
مظاهرها الفنية والأدبية على وجه الخصوص وهي ظاهرة الإنبهار بالحدث أو "التلقي
والترديد" من دون أن تكون لنا شخصية فاعلة بمعنى أنها تفعل الحدث وتبدعه، وهذا من
جملة المعوقات التي تحول دون تقدمنا في جميع المجالات ومنها الفن فما من ظاهرة أو
تقليعة جديدة في الفن تظهر في أوروبا أو أمريكا حتى نجد أنفسنا نحن العرب معجبين
بها لا عن دراية أو فهم ناضج لتلك الظاهرة بل لأنها من إنتاج العصر وويل لمن لا
يساير العصر، فكل شيء يأتي إلينا جاهزاً لا يكلفنا الحصول عليه جهداً عقلياً أو
جسمياً وليس أمامنا إلا أن نضع عليه بعض التعديلات الطفيفة التي تعطيه نكهة عربية
وبذلك فقدنا روح المبادرة عندما خلت ساحتنا العربية من روح التحدي، وإذا كان الشاعر
الساخر "سلم الخاسر" قد جهز لكل حادثة مقالاً فهو بذلك قد سجل موقفاً لكل أولئك
الشعراء الذين يكتبون والفنانين الذين يرسمون بلا شعور صادق وبدون إحساس عميق بقيمة
الحدث الذين بدونهما يكون العمل الفني أو الأدبي مجرد ترديد.إن الرسم والشعر
والموسيقى انفعال وجداني يولد تلقائياً كالولادة لا يخرج بطلب أو أمر والعقيدة
واللوحة الفنية والقطعة الموسيقية هي التي تكتب أو ترسم أو تعزف نفسها وتفرض وجودها
على الشاعر أو الرسام أو الموسيقى لأنها نتيجة معاناة لا يستطيع الشاعر أو الرسام
أو الموسيقي أن يبتكرها لأن وجدانه يفيض بها.لقد سأل أحد الأشخاص الرسام "ليوناردو
دافنشي": هل صحيح أن أحد الأغنياء في النمسا قد طلب إليك أن ترسم له لوحة فنية على
غرار لوحة "الموناليزا" التي رسمتها؟ فقال "ليوناردو دافنشي": هل سبق لك أن سمعت عن
أمر يصدر إلى امرأة حامل بأن تلد طفلاً ذكياً لون شعره أحمر؟، فقال الآخر: انه شيء
من صنع الله، فرد عليه دافنشي: واللوحة الفنية طفل لا أحد يعرف حتى صاحبها متى ترسم
أو كيف سيكون مولودها"