كروان الشرحبي
نهاية غير سارة لأم حملت وأنجبت وربت وتعبت وحملت يوماً بعد يوم بأن ترى ابنها يشتد ساعده ليدخل الجامعة فإذا به أمامها جثة هامدة بسبب جرعة زائدة.
هذا الحكاية المأساوية ليست حكاية أم واحدة فمثلها كثيرات ولكن الحاصل في بلادنا هو أن مثل هذه الأمور لا يتم التصريح بها والإفصاح عنها والتعريف لا أعلم لماذا؟
فهي تناقش وتحفظ ملفاتها وسط تعتيم إعلامي شديد.
علماً بأن تلك الأم التي راح ابنها ضحية لهذه الآفة اللعينة "المخدرات" أشارت إلى أن ابنها كان دائم التردد على منطقة البساتين عندما تعرف على مجموعة من الشباب، فقد كان ولدها محبوباً لدى الجميع وكان يتمتع بسمعة طيبة بين أصدقائه وأقاربه ولكن في الفترة بدأ يكثر من السؤال عن والده الذي لا يسأل عنه بعد أن انفصلت عنه وكان يردد لم يسأل عنه يوماً ولماذا لا ينفق عليه كباقي الآباء؟؟ وكانت دائماًَ تجيبه بأنه سيأتي اليوم الذي يسأل عنك ويحن إِليك!! ولكنه لم ينتظر فقد رحل بلا عودة ولم تكن تتوقع أن تخسر ابنها بهذه الطريقة المأساوية.
علماً بأنها في الأشهر الستة الماضية شعرت بأن أحواله قد تبدلت وأصبح وضعه في حالة يرثى لها وكلما سألته عن الأسباب كان يخبرها أنه يعاني من صداع شديد.
أصدقاء السوء الذين تعرف عليهم قادوه إلى تناول المخدرات فقد ضاع ولدها نتيجة لظروف اجتماعية تعيشها الأسرة ولأن أيضاً تلك الآفة المميتة أصبحت متوفرة وفي متناول الجميع. عندما أقول الجميع أقصد أن بإمكان أي شخص شراؤها فالواضح أن هناك مناطق بعيدة عن الرقابة الحقيقية أو هي بعيدة عن الأعين كأن تكون تلك الأحياء عشوائية وخصوصاً تلك التي يسكنها الأفارقة. فنحن لم نعرف أو نسمع عن المخدرات في مدينة عدن إلا عندما وطئت أقدامهم بلادنا.
فنحن لا نريد إلا الاهتمام ونشر البرامج التثقيفية والتوعوية في وسائل الإعلام عن الإدمان وخطورته. هل هذا كثير على الشباب؟!!
