بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
انبرى البعض ليرد على ما كتبت !! فالبعض رد بالسب والشتم واللعن !! والبعض خاض بجهله فيما لا يعلم !! والبعض كرر ما سبق أن رددت عليه في بحث سابق !!ومنها رسالة وصلتني يقول صاحبها بأن أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها لم تتزوج بعمر بن الخطاب رضي الله عنه !! فرأيت أن تكون لي معهم وقفات بقدر الإمكان !! ولما كنت قد سبق لي الرد على رافضي جلد خدعه الاثنى عشرية حول زواج أم كلثوم بعمر فجاء ليخدع غيره !! وكنت قد نشرت نصف البحث فقط في "الديار" لذلك فأنني هنا سأنشره كاملاً ليعلم المناظر الجديد أنه أضعف من سابقه !! ولكي نستفيد من أهم قضية تنسف كل عقائد الاثنى عشرية في الصحابة رضي الله عنهم. وها أنا أيضاً أكشف زيف سابقه في هذه المناظرة لعله يعتبر ويتخلى عن هذه الشنشنة المكذوبة !! - وعندما أذكر الاثنى عشرية فأنا لا أقصد العوام المساكين أبداً بل أقصد من كتب الكتب وراسل الصحف ليخدع الآخرين - وبالله التوفيق والسداد.
أقوال في الرافضة
لا يختلف اثنان ولا ينتطح كبشان على أن الرافضة هم أكذب الورى وكلام العلماء الأوائل الذين عرفوهم وخبروهم كثيرة جداً بل قد حكم عليهم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالفجر بسبب سبهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وها نحن ننقل بعض الأقوال بإيجاز ومنها قول :
1- علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
أثناء خلافة علي رضي الله عنه وجد من ينتقصهم لأول مرة وكان يزعم أن ذلك برضى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وعندما سمع ذلك أحد الأبرار دخل إلى الخليفة الرابع علي بن أبي طالب وحكا له ما يقوله الأشرار فجمع الناس للصلاة وصعد إلى المنبر وقال ما ذكره الإمام الزيدي يحي بن حمزة - رحمه الله تعالى - في كتابه "الرسالة الوازعة" ص125عن : ( سويد بن غفلة قال: مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر فدخلت على أمير المؤمنين فحكيت له ذلك وقلت له لولا أنهم يرون أنك تضمر لهم شيئا مثل الذي أعلنوه ما اجترؤوا على ذلك فقال علي عليه السلام أعوذ بالله أن أضمر لهما إلا الحسن والجميل أخوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصاحباه ووزيراه ثم نهض باكياً واتكأ على يدي وخرج وصعد المنبر وجلس وقال ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش بما أنا عنه متنزه والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لا يحبهما إلا مؤمن ولا يبغضهما إلا فاجر صحبا رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم على الصدق والوفاء وأطال عليه السلام في مدحهما وتهدد من عاد إلى الوقيعة فيهما).
2- العلامة محمد بن الحسن الديلمي
يقول السيد العلامة الزيدي محمد بن الحسن الديلمي ( ت : 711ه ) رحمه الله تعالى :( من طعن فيهم ممن سبهم وتسمى باسم الزيدية فقد أخطأ الخطأ العظيم ، وجاوز في أمره الصراط المستقيم ولعل ذلك منه لما سمع من خرافات الرافضة من الإمامية ، وغيرهم من الإسماعيلية ، ولا يغتر عاقل بذلك ، لأنه طعن في أصل الإسلام ، وتحصل بسببه قدح في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا انتهى الأمر إلى الحد الذي تذكره الإمامية وغيرهم ، وصححنا قولهم لم يبق من أخبار الصحابة ورواياتهم شيء بخروجهم عن الإسلام ، ويلزم إبطال الشريعة بالكلية ؛ لأنها مروية عن جميعهم ، منقولة من ضدهم ، وكيف وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من سب أصحابه ؟! وأما الهادي فإنه جلد من سب أبا بكر وعمر) ( الإيضاح لما خفا ص215 و 216 ).
3- ابن تيمية ومالك والشافعي
يقول رحمه الله تعالى في "منهاج السنة" 8 / 319 : ( ولا ريب أن المفترين للكذب من شيوخ الرافضة كثيرون جداً. وغالب القوم ذوو هوى أو جهل ، فمن حدثهم بما يوافق هواهم صدقوه ولم يبحثوا عن صدقه وكذبه ، ومن حدثهم بما يخالف أهواءهم كذبوه ، ولم يبحثوا عن صدقه أو كذبه. ولهم نصيب وافر من قوله تعالى ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ ) الزمر 32 ويقول : ( وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب ) وقد أورد ابن تيمية في منهاج السنة أقوالاً عديدة للعلماء أكتفي منها بالآتي لضيق المساحة ( سئل مالك عن الرافضة فقال : لا تكلمهم ولا تروى عنهم فإنهم يكذبون. وقال الشافعي : لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة ) ومن عاشرهم أو قرأ كتبهم علم يقيناً أنهم أكذب الورى وأجهل من فوق الثرى !! وتذكر أخي القارئ دائماً الأقوال السابقة وأنت تقرأ كتاباً من كتبهم وكذلك وأنت تقرأ معي هذه المناظرة والرد على هذا الرافضي.
أم كلثوم بنت جرول وأم كلثوم بنت علي !!
نعود إلى الرافضي ونسوق أقواله حيث يقول في محاولة بائسة ويائسة : ( شبهة أم كلثوم بنت جرول الخزاعية - زوجة عمر قبل لإسلام - مع ما قيل عن أم كلثوم بنت علي وإمكان استغلال هذا التشابه الاسمي. . . . ) !! فأقول : كيف صدقت دون نقاش أو قيل وقال بأن أم كلثوم بنت جرول الخزاعية كانت زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه رغم أن المصادر التي ذكرتها أغلبها تاريخية وقلة من كتب الأنساب ؟!. ولم تصدق بأن أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها كانت زوجته ؟! رغم ذكرها في غالبية المصادر التاريخية وفي كتب الأنساب ؟ هذا أولاً.
2- ليست المسألة تشابه أسمي كما تحاول التشويش أنت وبأسلوب بعيد عن العلم وأهله فأم كلثوم بنت جرول تزوجها عمر قبل الإسلام كما أكدت أنت ذلك !! وأم كلثوم بنت علي تزوجها عمر رضي الله عنه في العام 17ه فيكون بين زواجه بالأولى والثانية أكثر من ثلاثين عاما على الأقل !!.
3- أم كلثوم بن جرول الخزاعية فرق بينها وبين عمر بن الخطاب الإسلام كما هو مذكور في كتب الأنساب ومنها على سبيل المثال كتاب " النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة " لأحد المتخصصين في المسألة الأستاذ علاء الدين المدرس حيث يذكر أبناء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزوجاته ويذكر في ص180 : ( أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعي وقد فرق الإسلام بين عمر وأم كلثوم بنت جرول ) وفي نفس الصفحة يذكر أم كلثوم بنت علي فيقول ذاكرا أبناء عمر من أم كلثوم : ( وزيد ورقية وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رغم أنفك وأنف كل من يكابر في ذلك.
4- من ذكر من النسابة زوجات عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يذكر زوجته أم كلثوم بنت جرول ويذكر أبناءها ومنهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب ويذكر كذلك زوجته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة رضي الله عنها ولم يقل أحد منهم بوجود شبهة اسمية كما زعمت وافتريت !!وإليك المزيد ليعلم كل مسلم أنكم أكذب الورى في الفقرة التالية :
تشابه اسمي وهذيان رافضي !!
علم الرافضي بوجود أم كلثوم بنت جرول في كلامه السابق : ( شبهة اسم أم كلثوم بنت جرول الخزاعية - زوجة عمر قبل الإسلام - مع ما قيل عن أم كلثوم بنت علي ، وإمكان استغلال هذا التشابه الاسمي. . . . . ) !! ولا شك أن هذا الرافضي ما دام قد علم بأم كلثوم بنت جرول وعلم بأنها زوجة عمر قبل الإسلام فإنه قد أثبت على نفسه بأنه أكبر كذاب !! فكل المؤرخين الذين ذكروا زوجات عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقل أحد منهم بوجود تشابه اسمي !! أو رسمي !! ففي البداية والنهاية 4 / 83 للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ( وفيها - أي سنة 17ه - تزوج عمر بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها في ذي القعدة. ) وفي 4/144 من البداية والنهاية ذكر زوجاته وأبنائه وبناته (. . . . . . فخطبها - أي أم كلثوم - من علي فزوجه إياها فأصدقها عمر رضي الله عنه أربعين ألفاً فولدت له زيداً ورقية. . . . ) وفي نفس الصفحة : ( وأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأم كلثوم أخرى وهي مليكة بنت جرول. ) فهل رأيت أخي القارئ كيف لا يستحي هذا الرافضي من الكذب البواح وهل رأيت أخي القارئ كيف فرق المؤرخون بين الزوجتين بسهولة ؟! ويقول الرافضي ( إن أم كلثوم المُدعى الزواج بها ، فيها الكثير من الغموض : في أصل وجودها ؟ ومقدار عمرها ، ومن هم أزواجها ، وكيفية خطبة عمر لها ؟ ومن كان وليها الذي تولى تزويجها ؟ وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة ؟ وهل ولدت أم لا ؟ ومنهم أولادها ؟ وهل - حقا - أنها بنت علي أم ربيبته ؟ ولو كانت بنته ، فهل هي من فاطمة ، أو من غيرها أو من أم ولد ، أو من غيرها ؟. . . . . ) !! وهذا منه تطويل بغير طائل وكذب عند هذه الطائفة غير زائل !! وبما أنه قد ذكر لنا أم كلثوم بنت جرول فإني أؤكد للمرة الثانية أنه قد اطلع على ذلك في كتب التاريخ التي تحدثت عن نساء عمر بن الخطاب وإلا فمن أين علم بوجود زوجة لعمر اسمها أم كلثوم بنت جرول ؟! وهو يعلم كذلك أن أسئلته مجرد سفسطة وضحك على الذقون من هذا المفتون ففي " الكامل لابن الأثير 3/29" ذكر أسماء ولده ونسائه وفيه بوضوح جلي :(. . . . أم كلثوم بنت جرول الخزاعي وكان الإسلام فرق بينها وبين عمر. . . . . ثم تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصدقها أربعين ألفاً فولدت له رقية وزيداً. . . . . ) فمتى يترك هذا الرافضي الكذب ؟ ثم قد قدمنا في هذه الروايات الإجابات على سفسطته وتطويله بغير طائل - للقارئ الكريم - أما الرافضي فيعلم بها !! لأن الذي يعلم بأمر أم كلثوم بنت جرول فلا شك بأمر علمه بأم كلثوم بنت علي رضي الله عنها وحبل الكذب قصير يا رافضي !!.
أم كلثوم جنية !!
حتى أشد الرافضة جنوناً لم ينكر وجود أم كلثوم بنت علي مثل صاحبنا الرافضي اليمني !! وغاية ما عنده أنه أخرج لنا قصة مضحكة تدل على خفة العقل والطيش الذي اشتهر به زعماء هذه الطائفة !! يقول العالم العامل والكامل الباذل صدر الحكماء ورئيس العلماء !!!! نعمة الله الجزائري - ت 1112 - في كتابه "الأنوار النعمانية" 1/83 : ( عن عمر بن أذينة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن الناس يحتجون علينا أن أمير المؤمنين عليه السلام زوج فلاناً ابنته أم كلثوم وكان عليه السلام متكياً فجلس وقال أتقبلون أن عليا عليه السلام أنكح فلانا ابنته إن قوماً يزعمون ذلك ما يهتدون إلى سواء السبيل ولا الرشاد ثم صفق بيده وقال سبحان الله ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقدر أن يحول بين وبينها كذبوا لم يكن ما قالوا إن فلانا خطب إلى علي عليه السلام بنته أم كلثوم فأبى فقال للعباس والله لأن لم يزوجني لأنزعن منك السقاية وزمزم فأتى العباس عليا عليه السلام فكلمه فأبى عليه فألح عليه العباس فلما رأى أمير المؤمنين عليه السلام مشقة كلام الرجل على العباس وأنه سيفعل معه ما قال أرسل إلى جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيفة بنت حريرية فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم بها وبعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده حتى أنه إستراب بها يوماً وقال ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم ثم أراد أن يظهر للناس فقتل فأخذت الميراث وانصرفت إلى نجران وأظهر أمير المؤمنين عليه السلام أم كلثوم ) !!!! وفي 1/371 يقول :( وأما أم كلثوم التي تزوجها عمر فقد مر تحقيق معنى ذلك التزويج ) !! هذا رئيس العلماء عندكم لم ينكر وجود أم كلثوم كما زعمت أنت !! وكل ما عنده هذه القصة عن الجنية اليهودية سحيفة بنت حريرية والتي تدل على علمه الغزير وفهمه منقطع النظير !! وقد فاته أن تلك القصة ستفتح بابا لا يغلق من السخف فلو فتحنا هذا الباب لقلنا إن المجلسي جني !! بل شيطان !! وقد يكون الرافضي الذي أناظره جنيا !! وقد أكون أنا جنياً !! وقد يكون رئيس تحرير "أخبار اليوم" جنيا !! بل إذا وجدنا مقتولاً قلنا قتله جني !! وإذا حصلت جريمة نسبنا فعلها إلى جني !! واسترحنا من المحاكم والبحث والنيابة وغيرها !! بل يمكن لكل إنسان أن ينسب ما يشاء إلى الجن !! فإذا قيل له هذا لا يصدق !! قال وكيف صدقتم أن الله بعث إلى عمر جنية اسمها "سحيفة بنت حريرة " تشبه أم كلثوم بنت علي ؟!! والعجيب أنه لم يسألهم أحد من أتباعهم كيف عرفتم باسم الجنية وبلادها ؟ ومن أخبركم بهذا السخف ؟ وإذا كان عليا رضي الله عنه يبغض عمرا رضي الله عنه فلماذا لم يطلب من هذه الجنية - التي دخلت بيته وتنكرت في هيئة زوجته - قتله ليستريح منه ؟ وصدق ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي قال فيكم : (. . . وغالب القوم ذوو هوى أو جهل ، فمن حدثهم بما يوافق هواهم صدقوه ولم يبحثوا عن صدقه وكذبه. . . ) وغداً نكمل باقي المناظرة إن شاء الله تعالى.
الصحابي ثعلبة بن حاطب المفترى عليه
أعتذر بشدة بسبب ذكر الصحابي الجليل ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه بين المنافقين في بحثي المنشور في صحيفة "أخبار اليوم" العدد 1992 فأنا أعلم بأن القصة المنسوبة إليه هي ضعيفة وموضوعة وبالتالي لم أذكرها وإنما ذكرت اسمه فقط هذا أولاً.
ثانياً أنا كتبت البحث على عجل كما ذكرت في مقدمة الحلقة الأولى فلم أتمكن من مراجعته ولم أنتبه إلى ورود اسمه رضي الله عنه.
ثالثاً : قد أحلت إلى المصدر الذي نقلت منه. وقد وردتني رسالة قيمة للأخ / أبي عبد الله الأثري نبهني إلى ضعف قصة ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه وأثبت بطلانها بالسند والمتن وإن شاء الله تعالى أتمكن من نشر تعقيبه وتصويبه كاملاً في أقرب فرصة فالكمال لله تعالى وحده.
writerw1@hotmail. com
