علي منصور مقراط
لم يعد المجتمع في أبين وبعض المحافظات والمديريات الجنوبية والشرقية يستقبل نبأ عن جريمة قتل عمد للنفس التي حرم الله قتلها دون سبب أو ذنب وينتفض أي هذا المجتمع ويصاب بالصدمة والفاجعة ويدين ويستنكر ويتكلم بصوت عال ويصرخ بأعلى صوته ويقول لا لهذا المنكر ويقف ضد هذا العبث والعنف الوحشية والانتهاكات.. لم يعد الناس بهذا المستوى ليتصدوا للقتلة ويطاردوهم ويتعاونون مع أجهزة الضبط الأمني لكشف هويتهم بعد أن كثرت وانتشرت ظاهرة جرائم القتل بشكل جنوني خلال الفترة الأخيرة وصار من السهل على قيام شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية ارتكاب جريمة القتل أمام العامة نهاراً جهاراً ويلوذان بالفرار في نفس اللحظة وتقيد الجريمة ضد مجهول..
أن الذي نريد الوصول أليه أمام مشاهد القتل ضد مجهول هو قد يكون هناك فلتان أمني واضح وغياب هيبة الدولة والقانون واليقظة في وضع حد لما يجري في مناطق الموت.. لكن السؤال هنا يبرز بقوة عن أسباب سلبية المجتمع بعدم التحرك في التصدي للقتله والمجرمين الذي يسفكون الدماء ويزهقون الأرواح ويقطعون الطرقات ويختطفوا السيارات و.. إلخ والناس تتفرج لهم وكأن ما يحدث أمام أعينهم أحد الأفلام الهندية..
لقد افتقدنا دور ومبادرة المشائح والأعيان والوجاهات الإجتماعية في هذه المناطق ونستغرب لصمتهم .. هل الأرجح أنهم ينتظرون قيام الدولة ويرون أن ذلك من صميم واجباتها ونحن نقول صحيح.. لكن الآلية العسكرية الأجهزة الأمنية ناجحة وأن لم يكن المواطن متعاوناً معها..
أتألم إذا تناولت بدقة وحصافة الإعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في جعار وزنجبار وباتيس والمخزن والحصن والمحفد ولودر ومودية وأحور والحبيلين ويافع وحبيل حبر وطور الباحة وشبوة والضالع المسيمير وغيرها من المناطق الملتهبة في الجنوب التي ما زالت أبشع الجرائم تحدث فيها..
وعليه بجب أن تقف الدولة والمجتمع بحزم أمام هذا المسلسل التدميري للوحدة والمجتمع وأن يضبط القتلة ونعرف من الذي قتل العشرات في جعار وردفان والضالع ومن قتل العقيد/ عبدالله سالم امصبح بالمخزن بجعار عشية أمس القريب لا يهمنا إن كان هؤلاء في الحراك أو العصابات المسلحة أو القاعدة أو المأجورين أن تصل الدولة ومعهم المشائخ والمناضلين والشرفاء إلى موقع المتهم باغتيال فلان أو علان وتقديمه إلى العدالة وينشر ذلك بالفضائية والصحف ليعرف ضعفاء النفوس أن الدولة قوية ولا يستهان بها حتى وإن كانت رماداً وحتى لا تحدث جرائم قتل وتقيد ضد مجهول.