فاروق الجفري
من الظواهر الملموسة والمشهودة وجود علاقة متفاعلة ومشتركة بين السمات والتعبيرات الحركية والإيقاعية والجمالية التي تعتبر من أهم العلامات المضيئة التي من خلالها يمكننا التعرف على تلك الملامح وتحديد أبعادها وتقنين أنواعها وتلاؤمها والعروض واللوحات الفنية الرياضية والتشكيلية شكلاً وموضوعاً، مما يوضح مدى الصلة التي تجمع بين الرياضة والفنون في إطار موحد في موضوعه وأسلوب أدائه، وليست هذه العلاقة الوثيقة الشاملة وليدة وقتنا المعاصر فحسب اللهم إلا بعض ما طرأ عليها من سمات التقنين والتنظيم وحسن الأداء والمصاحبات الموسيقية لضبط الإيقاع.
لقد سبق الإنسان الأول البدائي إلى القيام بالعروض الرياضية والموسيقية كما سجل الفنانون منذ هذه العصور السميقة لوحات تصويرية لا حصر لها تؤكد المزاوجة بين عناصر الحركات الرياضية مشبعة بروح الفن الأصيل، وهذا يقودنا إلى ضرورة الاهتمام بجيلنا المعاصر في بلادنا ابتداءً من أطفال الروضة والتعليم الأساسي والثانوي ومعاهد المعلمين العليا والجامعات على التتابع بممارسة هذه الفنون الرياضية والنمو فيها جزء رئيسي في محيط حياتهم وتكوينهم لمستقبل يسوده التذوق الجمالي والإحساس الفني، ولعل من حسن الحظ أننا نجد في كثير من فروع الرياضة توافر مظاهر الحركة والإيقاع والتكوينات وليس ثمة عذر أو مشكلة تواجهنا في طريق هذا النمو، فهناك الحصص الخاصة بالتربية الرياضية في المدارس وأيضاً المسابقات على الصعيد الفردي أو الجماعي، وإذا كنا في اليمن نفتقد الكثير من الإحساس بالجمال في مواقع متعددة للطبيعة الساحرة التي تمتاز بها اليمن بل وكثيراً ما نغمض أعيننا من الشعور بذلك كله على أن الإنسان اليمني مزود بالفطرة بالقيم والمعاني الجميلة ثم ربطها بالتعبير الحركي أي الرياضة مما يؤدي إلى إطراد النمو والمتعة والانشراح.