بندر محمد دغيش
الثقافة بمعناها الشامل والجامع.. وباعتبارها المسؤولة عن كل شيئ.. فهي لغة الحوار والتخاطب وهي وسيلة التواصل الأكثر فاعلية والأعمق في التأثير.. وهي احترام الذات والآخرين وهي احترام النظام وهي تطبيق القوانين.. وهي حب الحياة وحب الوطن والثقافة باعتبارها المسؤولة بصورة مباشرة وغير مباشرة عن رسم كامل تفاصيل حياتنا.. فالحفاظ على نظافة البيئة ثقافة، الالتزام بقواعد المرور ثقافة، صلة الأرحام آداب وثقافة.. طاعة الوالدين واجب وثقافة، النظافة مسؤولية وثقافة، تربية الأبناء أمانة وثقافة.. ولا غرابة إذ أن كل شيئ له صلة قرابة ومرتبط بصورة أساسية.. بغرس الثقافة.. أم أن هناك من يخالفني في ذلك.. أظن بأن الجميع سيوافقني في قولي.. والذي نفسه بغير جمال.. لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً.. والجمال هنا ليس إلا العلم والمعرفة..
أيها القارئ الكريم.. أنت ولا شك تمتلك من الذكاء ما يكفي لفهم الرابط المشترك ما بين الثقافة وبين كامل تفاصيل حياتك (قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون) وأصحاب العلم هنا ليسوا إلا أرباب وعشاق الثقافة والذين يؤمنون حق الإيمان بأن الثقافة هي ذلك النور الذي ينير في أعماق الفكر والعقل ليضيئ لصاحبه كل دروب الحب والخير والسلام والوئام.
والمثقف.. إنما هو ذلك الإنسان الذي لا غنى له عن الحب وعن الأخلاق.. فتلقاه محكماً لعقله المثقف في كل أمور دينه ودنياه ففي علاقته بزوجته تجده ذلك الزوج الرحيم المحترم العطوف المتفهم والمثالي فأما معاشرة بمعروف أو تسريح بإحسان فلا غلظة ولا تكبر ولا عجرفة.. وهكذا وفي كل شيئ تجده يؤتي كل شيئ حقه..
بدون مغالاة ولا تقصير.. وكذلك هو الحال حاله مع أطفاله وزملائه وجيرانه وكذلك علاقته مع خالقه يحرص على أن تكون على أحسن حال.
ومن هنا صار جلياً أمامنا الأهمية البالغة والضرورة الحتمية لأن تكون شخصية مثقفه. ولن تكون كذلك إلا إذا أعطيت عقلك حقه من الغذاء الذي ينبغي والمتمثل في قراءة الكتب والإكثار من ارتياد المكتبات العامة والقراءة المكثفة لكل ما يقع بين يديك من الكتب وفي كل المجالات.. العلمية والسياسية والدينية والفنية.. وكلها ثقافة.
أخي القارئ الكريم: أبدأ من اليوم وابحث عن أمهات الكتب الأدبية.. وأسأل ماذا يجب أن أقرأ وما هي الكتب الأكثر فائدة واحرص على أن تقتني لنفسك ما لذ وطاب من الكتب وليكن لديك مكتبة خاصة بك في غرفتك.. وحدد لك ولو ساعة واحدة في اليوم لتبحر فيها في عالم من الدهشة والروعة.. إقرأ دائما بحب وحرص على اكتساب جديد وفائدة مما تقرؤه.. وتأكد بأنه لا يخلو أي كتاب من فائدة والثقافة تؤتي ثمارها ولو بعد حين.
وتحدث وحاور زملاءك فيما قرأت وأخبرهم بما تستفيد من قراءتك.. فاجئهم دائما بكل جديد..
هذه نصائحي التي أحببت أن أسطرها لك ومع مرور الأيام سترى بأنني كنت لك خير ناصح..