شهاب عبدالجليل الحمادي
الأمطار المتتالية التي جاءت تحمل لنا البشرى بقدم الموسم حملت معها مجهراً أظهر سوء تخطيط شوارع العاصمة وسوء تصريف مياهها قلت أو كثرت. وإذا كانت هذه النعمة الكبيرة التي غدت أشبه بأنهار في شوارع العاصمة المدنية تسير إلى حيث قدر لها، تفتح مجالاً لتساؤلات عدة حول استغلالها الاستغلال الأمثل فإننا نرى أن نبدأ بتخفيف الأضرار قبل بحث سبل الاستغلال، الأمر بكل بساطة أيها السادة يدركه كل من يسكن حاضرة اليمن صنعاء التي غدت جل إن لم يكن كل شوارعها خارجة عن التغطية منذ عدة سنوات، حفر ومطبات وشق دائم وحفريات وكأن كل خدمة من الخدمات التي يجب أن تدفن أسفل هذه الطرقات تخص دولة أخرى، والسؤال هنا هو ما المانع من أن يعاد رصف وزفلتة تلك الشوارع والطرقات بعد إجراء الحفريات اللازمة مجتمعة، كأن تحفر أسفل هذه الشوارع أنفاقاً على جانبيها تضمن كل الخدمات طبعاً بالشكل الهندسي المقبول والمخطط لها لأعوام طويلة قادمة بحيث تضمن عدم الحفر بين الفينة والأخرى، لتستوعب كافة الخدمات، إضافة إلى ضمان تصريف أمثل لمياه الأمطار. وتضمن توفير المليارات من الريالات التي تذهب هباءً إلى جيوب المقاولين. .
أما إن كان الأمر يدخل ضمن خلق مقاولات جديدة لترزيق الغير من المال العام بمقاولات أشبه بوهمية فهذا كلام آخر. .
نريد أن نخرج من طور العشوائية في كل شيئ إلى طور التخطيط السليم وتنظيم أمور هذه المدينة لضمان سلامة سكانها وممتلكاتهم، كم أنه لا يجب الاستهانة بالمبالغ التي صرفت لمشاريع الخدمات العامة من مجاري وتصريف مياه الأمطار وهاتف وكهرباء. . إلخ، والتي وإن جمعت لكفت لبناء صنعاء أخرى، ورغم ما صرف إلا أننا لا زلنا في بداية الطريق وكأنك يا "أبوزيد ما غزيت" عجزنا حتى عن أن نقوم بما قام به بناة صنعاء القديمة من تدابير هندسية بسيطة لحماية المدينة من الأمطار وبقائها لليوم شاهد على ذلك. . هل تعي قيادات العاصمة الأمانة الملقاة على عاتقها. . ؟
"سؤال يطرح نفسه"
alhammadishihab@yahoo. com