نبيل مصطفى الدفعي
لا أحد يقدر أن ينكر أن الشباب هم المستقبل وعلى أكتافهم سيمضى الوطن إلى الأمام بأمان وتطور. فالشباب يضحون بلا حدود في الحروب. . وفي أوقات السلم هم الذين يعمرون الوطن وهم من شيد الحضارة اليمنية، هم من يعبدون طريقنا إلى المستقبل في كل مكان من الوطن، والمفترض أن شباب المجتمعات يعتبر ميزة لها، حيث من شأنه أن يدفع في شرايين المجتمع دماء جديدة وفي أوصاله طاقات متجددة وفي عقله الجمعي أفكاراً طازجة ومتدفقة وفي وجدانه جرأة تعينه على مواجهة التحديات والتغلب عليها وعبورها، ولكن الحال عندنا كما هو عند سوانا من المجتمعات المتخلفة على خلاف هذا وبل على نقيضه ولأسباب عديدة، ولعل من أبرزها هو أن حكومتنا وأولي الأمر فينا يتميزون بنظرة تعتبر الأجيال الجديدة عبئاًَ يتلخص في أفواه تطلب الطعام وليس في طاقات تجدد حيوية المجتمع وتضيف إليه وربما يجد أصحاب هذه النظرة مبرراً لهم في نظرات اقتصادية أخصائية شائعة في البلدان المتقدمة ولكن تلك النظرات الاقتصادية الإحصائية الشائعة هناك تتحدث في الحقيقة عن مجتمع فعال وشغال، أما عندنا. . فالأخطر من نظرية "الأفواه" والنظرة المعدية إلى المجتمع هو ما يكاد يكون نقيض نظرية معدل الإعالة، ورغم أن من ملامح المجتمع اليمني أنه مجتمع شباب فهو لا يكاد يكون فيه مكان إلا للشيوخ، حتى أنه ينظر إلى من تجاوز عمرهم الخمسين عاماً على أنهم "شباب" أما من هم دون هذا العمر فهم مجرد عيال فهل بوسع مجتمع هذه مقاييسه أن يتجراء على التجريب وأن تكون له شجاعة اقتحام مجالات عديدة.
هل يمكن أن يكون إلا مجتمعاً ينظر إلى الوراء يستمد إلهامه من الماضي ويتقدم نحوه. . . . !؟
وضع الرجل والمرأة في العالم:
تقرير ملخص أصدرته الأمم المتحدة حول وضع الرجل ووضع المرأة في العالم. التقرير أكد أن المرأة مضطهدة في كل العالم وأن هناك امرأة تموت كل دقيقة. . كما أن هناك امرأة تتعرض للضرب كل خمسة عشر ثانية، كان من الممكن أن يكذب الواحد نفسه نحن معشر الرجال ونصدق أن ما أورده التقرير يحمل بعض الحقيقة لولا التقرير الآخر الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية والتي أكدت فيه :
1 أن الرجل أكثر عرضة للموت من المرأة نتيجة لما يتعرض له في حياته العملية وشعوره بالمسؤولية والأعباء الملقاة على عاتقه، هذا إلى جانب الحروب العسكرية التي يخوضها الرجل والتي التهمت في القرن العشرين وحده ما يزيد على 90 مليون رجل.
2 إن المرأة قادرة بسهولة على التخلص من الإجهاد والتوتر والضغوط سواءً بالدموع أو البرود أو من خلال ما زودتها الطبيعة من قدرات وإمكانات خاصة. . على عكس الرجل الذي تتسم حياته دائماً بالتوتر والشد العصبي والجذب، وهي أشياء تنتهي غالباً بإصابة الرجال بمرض من الأمراض التي احتكرها الرجال.
لقد ثبت أن كل مائة فرد في العالم يصاب بمرض القلب يكون 95 منهم رجالاً وخمس نساء فقط ،وممن تجاوزت أعمارهن السبعين عاماً يعتبرونها قد رحلت في عز. . عز شبابها. والله من وراء القصد.