أحلام القبيلي
ضاقت النفوس وتدهورت الأحوال وساءت, وباتت المعيشة في ظل الغلاء الفاحش لا تطاق والكل يحلم بزيادة الرواتب والأجور، إضرابات وتظاهرات واعتصامات واحتجاجات من أجل إطلاق الكادر ومساواة أجور الأطباء وأساتذة الجامعات وغيرهم بأجور نظرائهم الأجانب العاملين في البلاد وأنا مع هذه المطالب لأني أرى أن صلاح الأمور لن يكون إلا بزيادة الرواتب والأجور وإن لم يكن لي فيها ناقة ولا جمل " ولا حتى دجاجة أو رأس غنم".
ضوابط ومعايير:
أنا مع الزيادة لكن لابد أن تخضع الرواتب والأجور والمكافآت والزيادة لمقاييس ومعايير ثابتة وعادله منها وأهمها: أن تتناسب الرواتب والزيادة مع تكاليف المعيشة، أن يكون الأجر على قدر العمل والجهد المبذول وهل من العدل والانصاف أن يتقاضى الجندي الذي يعرض روحه للخطر ويترك أهله ليعيش في المعسكر الأشهر الطوال مبلغ لا يفي بإيجار المسكن وفاتورتي الماء المقطوع والكهرباء المطفأة.
ما يجيبها إلا نوابها:
في حين كان ومازال الجميع يحلم بزيادة الأجور استطاع نواب الشعب تحقيق الحلم لكنهم حققوا أحلامهم ولم يحققوا من أحلام الشعب شيئاَ فقد منحوا أنفسهم الحق في الحصول على راتب وزير حتى بعد خروجهم من المجلس رغم أن بعضهم لا يستحقون مرتباتهم وهم في الوظيفة فكيف بعد خروجهم من المجلس؟ لأنهم دائما مع المادة كما وردت.. وهكذا النواب وإلا فلا.
اعتقاد خاطئ:
هناك اعتقاد خاطئ مفاده أن العاملين في مهنة الصحافة يعيشون حياة براقة وينعمون بنفوذ عريض وسلطه قويه ولكن الحقيقة هي أنه في معظم بلدان العالم يعمل الصحافيون بأجور أقل من غيرهم من المهنيين وفي ظروف عمل أسوأ كذلك إن هناك شعوراً عاماً بأن الناس يقدمون للصحافيين خدمة جليلة بالسماح لهم بالعمل في مهنة الصحافة ففيها يتعرف الشخص على الكثيرين ويشتهر ويبني لنفسه اسماً وهي أشياء كافية لكي يقبل أجراً أقل" مقتطف من تقرير لمنظمة العمل الدولية".
إضاءة:
يقول صلى الله عليه وسلم " أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" وفي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة,,, منهم رجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يوفه أجره" وللعلم فقط العامل في بلادنا لا يعطى أجره إلا بعد أن يجف عرقه وريقه وأحياناً دمه ويخلوه من كثرة الديون أعمى لا يرى طريقه.