;

المؤسسات الدولية واللعب على الحبلين 983

2010-05-09 12:20:09

شكري عبدالغني الزعيتري

الجمعة الماضية بتاريخ 30 / ابريل 2010م تسلم نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي الأستاذ الأخ عبدالكريم الأرحبي جائزة (جيت جيل) لعام 2010م للأداء المتميز في مجال الخدمة العامة وذلك في احتفالية خاصة نظمها البنك الدولي بواشنطن (الولايات المتحدة الأمريكية) وبحضور حوالي (150) من كبار موظفيه...

وعليه يثار في الذهن عدة أسئلة أهمها سؤالان هما: الأول: ما هي نتائج هذا العمل المتميز في مجال الخدمة العامة إذ أنها لم تظهر لنا علي الأرض اليمنية حيث ويطوقها عدة أزمات حادة اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية وعلمية.. الخ. وأي نتائج أنتجها وحكومته إذ لم نشعر بها وغير ملموسة لنا وللسواد الأعظم من الشعب اليمني وفي الواقع المعاش كونه وقد تفشي فينا الفقر والمجاعة والبطالة ونشعر بفقدان الأمن والأمان حتى في الطرقات فأضحى حال الواقع المعاش اليوم للسواد الأعظم من اليمنيين معاناة وتعاسة وبؤس يفطر القلب ويعتصر سويداء الكبد ويجعل العيون بالدماء ولهذا فإن غالبية اليمنيين لا يرون سوى التردي في عمل الحكومة وأعضاءها.

حتى أن دول ومنظمات دولية مانحة صرحت في مؤتمر لندن الذي عقد في فبراير 2010م وبعده في مؤتمر الرياض المنعقد قبل شهرين بان الحكومة وعلي رأسها وزارة التخطيط والتعاون الدولي لم يحسنوا الإدارة مما جعل المانحين يخشون الاستخدام السيئ للمساعدات التي أقرت لليمن في مؤتمر لندن لعام 2006م والذي جعل غالبية المانحين يحجبون تسليم تلك المساعدات التي أقرت لليمن وكان مقدارها (خمسة مليار وبضع ملايين دولار) فما الذي جعل إدارة البنك الدولي في الأسبوع الماضي تكرم معالي / نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي الأستاذ الأخ / عبدالكريم الارحبي بجائزة (جيت جيل) لعام 2010م للأداء المتميز في مجال الخدمة العامة ؟ كما نسأل عن ماهية الحقيقة ووراء هذا التكريم ؟ ..

أما السؤال الثاني : ما هو البنك الدولي..؟ وما هي حقيقة أهدافه. ؟ ومن وراء سياساته واستراتيجياته المخططة تجاه دول العالم النامي ؟ ولمعرفة حقيقة الوجهين المتناقضين اللذان يحملهما البنك الدولي ومؤسساته التابعة الدولية ومن وراءها لابد لك عزيزي القارئ من ان تذهب للبحث عن الإجابة أولا علي هذه الأسئلة ليتضح لك ما قصدي من تسميتي لهذا المقال والذي حمل عنوان (مؤسسات دولية واللعب علي الحبلين) وأسهل طريق لحصولك علي هذه الإجابة عليك الاستعانة بالشبكة العنكبوتيه "الانترنت" وفقط ادخل موقع (جوجل) واكتب هذه الأسئلة في كل بحث س 1: ما هو البنك الدولي..؟ س2 : ما هي حقيقة أهدافه من كل معونة لدعم أو قرض يقدم لبلد نامي ؟ س3 : ومن وراء سياساته واستراتيجياته المخططة تجاه دول العالم النامي ؟ وستظهر لك الكثير من المواقع والمعلومات وبعدها تصفح ما شئت لاستخلاص الإجابات وحينها ستتضح لك (الحقيقة المرة) ..

وللتأكيد فيما اقصده حول عنوان اللعب الكائن من هذه المؤسسات الدولية أعطيك مثالين أولهما حادثة حدثت في الماضي القريب وهي : عندما كان الرئيس السابق جمال عبدالناصر يحكم جمهورية مصر وحيا يرزق وحين عزم علي بناء السد العالي طلب تمويل مالي من البنك الدولي وحين اشترط البنك الدولي شروطه الابتزازية التي كان فيها ابتزاز لجمهورية مصر واستقلالها واستقلالية قرارها ولشعب مصر وسيادته علي أرضه وفي كافة الجوانب : ابتزاز لتوجهات سياسية مصرية وابتزاز لمواقف مصرية ولصالح إسرائيل وابتزاز لإجراءات ولنظام اقتصادي مصري ولصالح الغرب و أمريكا وابتزاز عسكري وغير هذا .

وحين رفض الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ذلك الابتزاز رفض البنك الدولي تقديم التمويل لبناء السد العالي فذهب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلي البحث عن تمويل ذاتي كان من ضمنه تأميم شركة قناة السويس التي كانت مملوكة للانجليز والفرنسيين .

أما مثالي الآخر والحي أمامنا كيمنيين ومن الحاضر إذ أننا كنا ومازلنا دوما نرى إدارة البنك الدولي كثيرا ما تنتقد الحكومة اليمنية علي عجزها وفشلها في الأداء وإدارة شئون البلاد والعباد في تقاريرها الصادرة الاقتصادية والسياسية وغيرها خلال السنوات العشر الماضية.. وفي الجمعة الماضية فجأةً نرى البنك الدولي يكرم احد أشخاص الحكومة كشخصية رسمية وعضو في الحكومة اليمنية ولأحد أعضاء الحكومة من ظل ينتقد عملها وفشلها وعجزها وهي شخصية يمنية تتبو كرسي سلطة في اعلي هرم الحكم وبالحكومة وكنائب نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية واحد أعضائها وهو يتربع علي كرسي وزارة التخطيط والتعاون الدولي وزير التخطيط والتعاون الدولي وعليه فانه يظهر لنا بان البنك الدولي ومؤسساته يعزفون علي جميع الأوتار ويراقصون الشعب اليمني والحكومة (معا) لغرض الابتزاز لمواقف وإجراءات وتوجهات اقتصادية وسياسية وثقافية وعسكرية ولصالح الدول العظماء والأوروبية ومؤسساتهم الدولية التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب لشعوب البلدان النامية .. وهذا هو عادة وما هو مألوف من المؤسسات الدولية ويثبته تاريخها الحديث ومسيرتها التي تسلكها مع الدول النامية وهذا ما جعلني أطلق على مقال اليوم بعنوان (مؤسسات دولية واللعب على الحبلين).

s_hz208@hotmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد