;

أسبوع المرور وشد الحزام 1145

2010-05-09 12:23:20

علي محمد الحزمي

هذا العام يبدو حلول أسبوع المرور مناسبا وفي وقته، مع العلم أن وقته يكون محددا مسبقا وكإجراء عربي نادر الحدوث لأنه يمثل أسبوع المرور العربي الموحد الذي يقام في الفترة من 4 إلى 10 مايو/ أيار الجاري وفيه تقوم وزارة الداخلية في كل قطر عربي بعمل الإجراءات اللازمة لسلامة حركة السير من خلال نشر التوعية المرورية وأساليب السلامة والإرشادات العامة لكل من يستخدم الطريق وتبذل جهودا مضاعفة من أجل الحد من حوادث السير ومتابعة سلامة المركبات وملكياتها وكذا التراخيص الممنوحة للعاملين على وسائل النقل،والعمل على التنسيق بين جميع وحدات الأمن من أجل إنجاح هذه الفعالية السنوية التي تحرص كل الدول على الالتزام بإقامتها في موعدها المحدد بإقامة ندوات وورش عمل وتدريب للإلمام بقوانين السير التي تحتاج إلى الكثير،ولعل هذا العام فيه من المآسي التي حدثت في بلادنا الكثير والكثير ولعل آخرها في الشهر الفائت وحالات الوفيات المرتفعة التي أودت بأسر بأكملها وما يبعث الرعب في القلوب هو عدد هذه الحوادث وفي وطننا الحبيب، فكان ارتفاع معدل وفيات وإصابات الحوادث المرورية كفيلة بأن نتوقف أمامها وأن يتوقف المعنيون أمامها حرصا على الأرواح التي تذهب في غمضة عين، ومن هنا تتضح أهمية هذا الحدث المتمثل في أسبوع المرور والذي يتطلب منا جميعا العمل على إنجاحه بشتى الوسائل العملية والعلمية والتوعوية، وإذا كان البعض من مرضى النفوس يعتبرها فرصة سنوية من أجل ابتزاز المواطنين والعمل على تغليب قانون الرشوة على قانون الضمير، فإننا نجد الكثير من أفراد المرور العاملين ليل نهار بل والدوريات المرابطة على مداخل المدن والطرق الطويلة هم الأكثر حرصا على حياة المواطنين والعمل على خدمة أوطانهم بضمير وولاء لا يحتاج إلى شهادة مني أو من غيري، فعملهم خير دليل على وطنيتهم وإنسانيتهم وباستثناء بعض الحالات التي قد لا تكون إلا حالات شاذة والمتمثلة في عمليات ابتزاز بحجة أن هذا السائق لا يحمل أوراق ملكية السيارة وكذا رخصة القيادة الخاصة به، إلا أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على المواطن نفسه، فالمواطن الفعلي يلتزم بالقانون ويحمل أوراقه السلمية التي لا تدع أي مجال لأي شخص يقوم بابتزازه، وإذ أن البعض يشتكي من تعسف بعض الأفراد في أخذ الأوراق معه فإنه لا يحق أبدا لجندي المرور أخذ أوراق أي مواطن وهذا ما كفله دستور الوحدة اليمنية وقانون المرور والذي لا يعطي جندي المرور أي حق في الصعود إلى مركبتك الخاصة في أي حال من الأحول ولا يستدعي الأمر أكثر من مجرد مخالفة، وفي حالات الاشتباه بأن هذه المركبة مسروقة أو غير مصرح بها فهذا من اختصاص دوريات الأمن وليس المرور، وإذا كان الكثير من المواطنين لا يعون حقيقة أن المرور لا يحق له أبدا ابتزاز أي مواطن بأي حال من الأحوال فإن ما يتوجب على وزارة الداخلية هو عمل دورات توعية لأفرادها من أمن ومرور وشرطة وغيرهم، في كيفية التعامل وكذا توضيح بعض نقاط القانون، والتي يجهلها الكثير من أفراد المرور والمواطنين، ولا داعي للخوض في غمار حق ابن هادي وابن علوان وغيره.

من يتمعن النظر في أرقام النشرة الدورية لوزارة الداخلية وإدارة المرور سيصاب بالذعر والخوف من عدد الحوادث ومن بشاعتها وهذا كله لا يزال يحتاج منا إلى العمل جنبا إلى جنب لنجاح هذه الفعالية -أسبوع المرور- وتكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية من أجل حقن الدماء التي تراق على الإسفلت كل يوم بل وكل ساعة، فالأسباب كثيرة ولكن الأسباب الشخصية هي الأكثر فهذا الشخص مستعجل وهو يدري بأن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، وهذا لا يريد أن يتأخر عن موعده وهو يدرك حقيقية أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، وهذا يتعذر بأن أبناؤه يقفون في باب المدرسة وهو يسمع منهم لا تسرع يا بابا نحن في انتظارك.

كثيرة هي الشعارات الرنانة التي نسمعها في كل مكان عن الالتزام بالسلامة العامة في المركبة والطريق ولعل حزام الأمان آخر ما كان من قبل إدارة المرور قبل أشهر من أسبوع المرور السنوي من خلال إلزام السائقين بالحزام الخاص بهم لما فيه أمان لهم ومن يستقلون مركباتهم وبالمقابل لم يكن حزام المرور فقط هو موضوع هذه الأيام فحزام الحكومة التي دشنت جرعتين متتاليتين خلال شهرين متتابعين قد يكون مطلباً أساسياً لكل مواطن من خلال ربط بطنه بدلا من الصراخ جائعا، ولعل حزام الجوع مشروع سيطرح قريبا للمواطنين في قائمة ما تقدمه لنا الحكومة الرشيدة من أساليب وجرعات وتلاعب في الأسعار والنتائج في كلا الحالتين الضحايا من الشعب.

إذا سألت عن سائق بيجو في خط طويل عن أسباب الحوادث سيقول لك بأن السبب هو الطريق وعدم الاهتمام ببعض المنحنيات كثيرة الحوادث ولم يسمع احد شكواهم ومطالبهم بإصلاحها وهكذا تتكرر الحوادث، وإذا سألت احد رجال المرور والداخلية فسيرجع السبب إلى السائقين الذين لا يلتزمون بقواعد السير، وحين تسأل المواطن فهو يجد السبب في هذا كله فالطرقات فيها الكثير من العيوب وتحتاج إلى التوسعة في بعض المناطق وكذا تحويل مسارها في مناطق أخرى، والسائقون تجد في بعضهم الجشع في التفكير بعمل مشوارين بدلا عن مشوار ويقود المواطنين الذين يستقلون سيارته إلى الهلاك بسبب السرعة وهي ليست أي سرعة وإنما السرعة الجنونية.

في المدن أطفال الميسورين يقودون سيارات ابائهم حتى في حضرتهم وتجد الأب يركب إلى جوار طفله الذي يقود السيارة وهو يتباهي بأنه لم يعد يحتاج إلى سائق، والمستضعفون في الأرض نحن الشعب فقط الضحايا فهنا حادث دهس وهنا حادث صدام وهنا انقلاب وهنا انحراف قاطرة وهنا سقوط حاوية من قاطرة والحوادث كثيرة ومتعددة،فهل نبدأ من الأعلى إلى الأسفل بالتوعية أم من الأسفل إلى الأعلى بين طبقات الشعب أم نقوم بالتوعية العامة ومن سمع سمع ومن لم يسمع لن يلومنَّ إلا نفسه، والضحية إنسان وليس كنبه لأن الكنبة أو الحديقة التي بالرصيف تكون تكلفتها أكثر ولا تحتاج إلى ثور أو ثلاثة بنادق من اجل (وصلة) المجني عليهم ليسامحوا بدم الضحية..ولعل الحديث عن أسبوع المرور يطول إلى مالا نهاية فالضحايا في الشوارع وثلاجات المستشفيات مليئة والجناة لازالوا يقودون سياراتهم بجنون السرعة والقانون السائد طبعا (ثلثين بثلث)هو القاعدة المرورية الأولى قبل أن يكون الشارع للمارة أولا، فلنشد على أيدي الأبطال من قادة وزارة الداخلية ورجال المرور من أجل مضاعفة جهودهم لخدمة الوطن وحفاظا على أرواح إخوانهم وأبنائهم المواطنين،ومابين حزام المرور وحزام الحكومة سنتقبل الحزامين في آن واحد وسننتظر الغد لعله يكون أجمل وتذكروا قول المصطفى (إن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم أمريء مسلم)- صدق رسول الله.

مباركة:

"أخبار اليوم" وهي تطفئ شمعة الألفية الثانية وتدخل اليوم في بداية الألفية الثالثة دليل واضح على سمو ونبل رسالتها الوطنية الهادفة إلى تبنِّي هموم المواطن وقضايا الوطن، فتحية تقدير وإجلال لكل العاملين فيها بداية بصاحب الامتياز ورئيس التحرير ومدير التحرير وكل العاملين فيها، وبالأخص الجنود المجهولين الذين يسهرون الليالي من أجل أن تبقى أخبار اليوم شامخة بشموخ أبنائها وحاضرة في القلوب، لأنها في كل صباح أصبحت كالوجبات الأساسية لنا فهنيئا لنا هذا الصرح السامي وهنيئا لكل من ينتسبون إليه وكل عام و"أخبار اليوم" تطالعنا في كل يوم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد