محمد راوح الشيباني
في الوقت الذي تعاني فيه مستشفيات تعز الرئيسية وتحديدا ( الثورة والجمهورية ) من عدم توفر أدنى مستلزمات قسم الإسعاف والطوارئ لإسعاف المصابين في الحوادث المرورية وكذلك الجرحى بالحالات المختلفة الأسباب والحالات الاسعافية المرضية الطارئة، نشاهد هناك من يقتلع الجولات الرئيسية في المدخلين الشرقي والغربي للمدينة بأشجارها لعمل مجسمات بعشرات الملايين لا قيمة لها ولا داع. . يقتلعون أرصفة الشوارع وبلاطها ليستبدلوه بآخر دون حاجة لذلك في عملية إنفاق عبثي جنوني وصلت إلى درجة السفه والفجور ، عشرات ومئات الملايين من الريالات تهدر في غير أماكنها واحتياجها ، وينسبون أفعالهم غير المسئولة هذه إلى الفرح والاحتفاء بالعيد العشرين مايو "22" العظيم ، في الوقت الذي كان أولى وأوجب صرف هذه الملايين أو بعضا منها وتوجيهها إلى ما ينفع الناس ويخفف آلامهم وينقذ أرواحهم بتوفير مجرد الشاش والخيوط الجراحية والحقن الاسعافية الميدانية وأشعة الكشافات وإصلاح الأجهزة الطبية العاطلة أو استبدالها وتوفير بقية الأدوية الضرورية التي يحتاجها قسم الإسعاف والطوارئ والرقود والولادة في هذين المشفيين الهامين اللذين بقيا متاحين أمام الفقراء ومحدودي الدخل والحيلة. . إن الاحتفال بالأعياد الوطنية يجب أن يعود إلى ما كان عليه الحال في السبعينيات والثمانينات ، يوم كانت ذكرى أعيادنا الوطنية هي مناسبة كبرى لافتتاح ووضع حجر الأساس لأكبر قدر من المشاريع الإنتاجية والخدمية ، مشاريع منجزة تفتتح وأخرى مخططة يوضع لها حجر الأساس للافتتاح في العام القادم، هكذا كانت احتفالاتنا مشاريع حقيقية قبل أن تنحرف عن الطريق القويم وتصبح مجرد عروض ( فنتازيا ) لا قيمة لها ولا طائل منها ، فمنذ الاحتفال بالعيد العاشر للوحدة في العام 2000م ونحن ( نبترع ) ونبتدع في كل عيد جديد فنونا والوناً من العبث والسفه في الإنفاق ما يخجل كل عاقل غيور ، من تلك العروض العبثية التي نضحك بها العالم علينا حين يتساءلون : كيف نستجدي الآخرين طعاما ودواء ومعونات ومشاريع ونحن ننفق ما لم تنفقه ( ألمانيا ) في ذكرى إعادة توحيدها ولم تنفقه ( الصين ) بكل اقتصادها في أعيادها الوطنية. . أطفالنا يدرسون في مدارس هي اقرب للزرائب منها إلى المدارس ، لا شبابيك ولا أبواب ولا مراوح سقف للمدارس في المدن الساحلية حيث الرطوبة العالية ولا كهرباء من الأساس ولا دورات مياه صالحة للاستخدام حتى نعلم أبنائنا النظافة. . تعز يا هؤلاء تحتاج إلى التخلص من أسباب انتشار حمى الضنك بين أبنائها من خلال القضاء على الأسباب لا توفير العلاج وحسب. . تعز تحتاج إلى أدوية ومستلزمات وأثاث وتجهيزات جديدة لمشافيها لا دهان أرصفتها وشوارعها ، تعز تحتاج إلى ( 4 ) سيارات إطفاء حديثة وصالحة للعمل تتمركز في أربعة اتجاهات مختلفة في المدينة و تكون جاهزة عند الحاجة. . تعز تحتاج إلى أكثر من خمسين طقم عسكري جديد لتغطية العجز المهول في وسائل الضبط الأمني للمخلين بالأمن في عاصمة المحافظة ومديرياتها. . تعز تحتاج إلى بناء أكثر من ستة ( عنابر ) كبيرة جديدة تستوعب ذلك الكم الهائل من المسجونين في إصلاحية تعز المركزية المخصصة لعدد 300 سجين، بينما يتواجد بها اليوم أكثر من "1600" سجين وبدون فرز وفصل جنائي كلا على حسب جريمته وهو ما يضاعف عدد المجرمين والمنحرفين بالاحتكاك والمجالسة وتبادل الخبرات. . تعز تحتاج إلى زيادة عدد سيارات نقل القمامة والى أكثر من ( 1000 ) حاوية قمامة توزع لتجميع القمامة من الشوارع. . تعز تحتاج إلى أكثر من عشرين مدرسة جديدة لتخفيف الازدحام بين الطلبة داخل الفصول وتوزع حسب أماكن تجمع الكثافة السكانية. . تعز تحتاج إلى أربع مستشفيات جديدة على الأقل في اتجاهاتها الأربعة ، لاستقبال حالات الإسعاف والحوادث القادمة من أريافها والتي تشكل ضغطا هائلا على ( الثورة والجمهوري ) اللذين عجزا تماما عن تأدية واجبهما لا من قلة الكفاءات ولكن من عدم الإمكانات والتجهيزات. . تعز تحتاج إلى إعادة تأهيل وتشغيل مستشفيات الريف لتحد وتقلل من حالات الانتقال إلى المدن وإنقاذ أرواح الناس في الوقت المناسب. . تعز بحاجة إلى نقل سوقي اللحوم والأسمال من قلب شارعها الرئيسي ( التحرير ) إلى أماكن أخرى أكثر نظافة وتجنب الازدحام ، من خلال فتح أكثر من سوق للحوم والأسواق موزعة حسب التجمعات السكانية في المدينة. . تعز أيها القائمون على أمرها لا تحتاج إلى طلاء أرصفتها وشوارعها وترك مدارسها ومشافيها مدمرة وعارية وخاوية أشبه باللعنة الشاهدة على جهل بعض القائمين على أمرها وشؤونها. . وتعز لا تحتاج لأن تزيّن على عجل بينما تئن في داخلها من كل أنواع العلل والبلايا ونحن نكتفي ب( مكياج ) مستعجل خلال هذه الأيام ثم تعود إلى حالها كما كانت بائسة وهرمة وحالمة بالهموم والنكبات وكأن شيء لم يحدث. . ( 220 ) مليار يقال أنها قيمة مشاريع ستفتتح في هذه العيد وربما ننافس ( إب ) في عيدها السابع عشر الذي قالوا إنهم افتتحوا فيه أكثر من ( 437 ) مشروعاً. . حقيقة أنا لا اعلم هل هذا كان عدد مشاريع افتتحت أم المليارات التي ". . . . . "؟؟ لأنه لا وجود لهذا العدد ولا لعشر منه على ارض الواقع. . يبدو أن ( الكيف ) كان قد لعب بمن صاغ الخبر فتشابهت عليه ( البقر ) بين فتح". . . . . "وافتتاح المشاريع. . كل الدلائل حتى الآن تشير بقوة أننا في تعز سنكرر نفس الفضيحة التي حدثت في العام 2007 م في ( إب ) وأتمنى من أعماق قلبي أن يخيب القائمون على الأمر ظني بالعمل المتقن ليصدقوا هم وأكذب أنا. . فكذبي لا يكلف الوطن شيئا لكن كذبهم ثمنه مئات المليارات. . حتى الآن ما أشاهده هو تزيين سطحي و( كلفتة) بينما البدن من متقيح ومليء بالدمامل والصديد والأورام. . ويا وطني لك الله في القائمين على شؤونك ، وهكذا حين يسند الأمر إلى غير أهله ويتولى بعض الجهلاء مقاليد الأمور وشؤون العامة فيوردونهم المهالك والردى.
آخر السطور :
أول أمس السبت وصلت ( أخبار اليوم) العدد ( 2000 ) بالصلاة على النبي تهانينا القلبية للأخ الناشر صاحب الامتياز الأستاذ / سيف الحاضري والزملاء رئيس التحرير إبراهيم شوعي مجاهد ومدير التحرير / هاني احمد علي المحويتي المثابرين بكل تفاني وإبداع وكل الفنيين والمحررين الرائعين والعاملين المخلصين ، إدارةً وتحريراً ومطابع وموزعين وقراء بهذا الانجاز الرائع خلال أكثر من خمس سنوات مضيئة بالتعب والسهر والمعاناة حتى الفجر لتكون بيد القارئ الكريم مع أول إشراقه للصباح. . مزيداً من النجاح وعقبى لإيقاد الشمعة المئوية إن شاء الله. <