فاروق الجفري
مدينة مانشستر التي تقع شمال إنجلترا يقال أن عاشق الفن يفضل البقاء فيها طوال حياته دون أن يمل، ففي هذه المدينة توجد مدرسة "شيتهام" للأطفال الموهوبين فنياً وتوجد أيضاً الكلية الملكية للفنون النظرية والتطبيقية، لقد تأسست هذه المدرسة عام 1930 للميلاد وهي تتوسع دوماً حتى أضحى باستطاعتنا القول أنها أكبر مدرسة للفنون في انجلترا وفي العالم ويلتحق بهذه المدرسة كل عام الأطفال الموهوبون في الفن من دول وقارات الدنيا الخمس وهي مع ذلك لا تضيق الخناق على أطفالها تدفع بهم قسراًَ إلى احتراف الفن ولكنها فقط تفتح لهم فرص التعليم وتترك الخيار لهم في النهاية ليختاروا مستقبلهم بأنفسهم، ومن خريجيا يوجد الأطباء والمهندسون والمحامون والمدرسون والأدباء وغيرهم ولكنهم يشتركون في صفة واحدة هي الموهبة الفنية وهي موهبة تبقى معهم أثناء الدراسة وتنمو معهم سواء كان مستقبلهم داخل قاعات الفنون أو خارجها، ولكن المعضلة الأساسية التي تواجه الأجانب هي ضخامة المصروفات والتي تبلغ عدة آلاف من الجنيهات الإسترلينية في العام الدراسي الواحد وتفخر المدرسة بأنها تفوز كل عام بواسطة أطفالها في مسابقات المواهب الفنية للأطفال التي تعقد في لندن سنوياً وخارج إنجلترا أيضاً وإذا كانت مدرسة "شيتهام" هي البداية الطبيعية لاكتشاف الموهبة وتطويعها فإن الكلية الملكية للفنون هي الامتداد الطبيعي لصقل هذه الموهبة وإخراجها في مجال الاحتراف، ويضم سجل هذه الكلية عشرات من أسماء نجوم الفن في العالم ممن ساعدتهم الموهبة وربما الحظ على تلقي تعليمهم فيها، كما تملك الكلية أوركسترا سيمفونية خاصة بها، وتقيم الكلية الحفلات الموسيقية الساهرة لأهالي مدينة مانشستر وأولياء الأمور شهرياً كما تقيم المعارض الفنية التي تحتوي على أجمل اللوحات الفنية من إبداع الطلبة والطالبات الدراسية فيها.