شهاب عبد الجليل الحمادي
لم يبقَ لنا سوى هذه الذكرى الجملية شمعة تضيئ سواد ليلنا وعتمته الحالكة هذه الذكرى التي طالما حلم بها الآباء والأجداد ذكرى وحدة وطن. نحتفل بها كلٌ على طريقته نتذكر مآسي الفرقة والتشطير والبعد عن الأهل فنبتهل إلى الله بالدعاء أن يحفظ وحدة اليمن.
هذه الوحدة المباركة التي جاءت بعد ليلٍ حالك من الفرقة والشتات وسالت من أجلها دماء شهداء فصارت أرواحهم تحلق في سماء هذه الأرض. وإنبجس نور الوحدة بياضه أشد من بياض الفجر. لكأنني أرى هذه اللوحة الرائعة الصادقة المعبرة في ألوان علم الوحدة لتغدو نشيداً رائعاً يملأ نفسي.. لأجل ذلك لا أرى أي تضحية إلا رخيصة أمام وطن كهذا أو لا أرى من يسعى في عكس طريق الوحدة إلا رخيصاً لا يستحق الذكر..
بالله عليكم جميعاً أن تدركوا مسؤولياتكم نحو هذا الوطن حكاماً ومحكومين حراكاً ومسؤولين ومعارضة. وتحملوا هذه المسؤولية بجدارة واقتدار فالوطن يستحق منا الكثير والكثير تضحيات وتنازلات وتقارب وتلاحم.. وإزالة كل ما من شأنه تكدير الصفو واستحالة كل فكر شيطاني مهما كان مصدره أن يعيدنا إلى ما قبل مايو العظيم.. لقد ولَّى عهد الوصاية على اليمن بعضه أو كله وذهبت كل دعوة إلى تفريق الشمل إلى مزبلة التاريخ وخلدِّت ذكرى كل دعوة إلى التلاحم والوحدة عبر العصور إن ما نسمعه اليوم من دعوات ونعرات بائسة أو يائسه من هنا أو هناك لا يجب أن يستمع إليها عاقل أو يرددها تحت أي ذريعة أو مبرر فالوطن للجميع وللجميع أن ينعم بنعمة الوحدة، يشكر الله عليها ويدعوه أن يحفظها في كل حين من تربص المتربصين وطمع الطامعين وحقد الحاقدين. كما أن الوحدة يجب أن تتجذر في نفوس وقلوب كل اليمنيين بتلمس خيراتها ليباركها الله.. ولن تتأتي هذه الخيرات ويلمس ثمارها كل يمني إلا بتحقق العدالة والتمنية فيظل دولة النظام والقانون.. القانون الذي يجب أن يصل إلى كل مريض طامع فيداويه ويمنع طمعه ونفسه الرخيصة. والذي يجب أن يصل إلى كل مظلوم فيعيد إليه حقه. القانون الذي يضمن لعجلة التنمية استمرار دورانها ولعجلة البناء استمرار بناء يمن الثاني والعشرين من ما يو العظيم.. ولا يجب أن تخرج مطالب البعض على القانون فهو الحل لكل ما نحن فيه وهو السبيل الوحيد للقضاء على سلبيات تراكمات الماضي وأطماع الحاضر.. كما يجب أن نسير في درب القافلة موحدين متوحدين وتمضي قافلة الوحدة قدماً بخطى الواثقين "فيد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار".<
alhammadishihab@yahoo.com
