عفاف سالم
في هذه الأيام التي تشهد فيها المحافظة فعاليات أسبوع المرور نتوجه بالتحية لكل رجل مرور وعى شرف المهنة ونبل المهمة ولم ينجرف في تيار الرشوة لأنه يدرك تماماًَ أنه مؤتمن وأنه يؤدي واجبه فتحمل في صبر أشعة الشمس المحرقة وعمل بصمت وإخلاص، فأمثال هؤلاء يستحقون منا الشكر والتقدير ومن إدارتهم لفته تكريم كونهم يمتلكون ضمائر حية لا تقبل المساومة. وعلى العكس من هؤلاء ستجد من يسيل لعابة بمبلغ زهيد وتافه ستجده على استعداد تام لإدخال ضميره المزاد ولبيع ذمته والمتاجرة بما هو أكبر وهذا النوع إن لم يجد الحسيب والرقيب فعلى الدنيا السلام.
وبهذه المناسبة المرورية نجدها فرصة سانحة لإيصال مخاوف أولياء الأمور على فلذات أكبادهم إلى إدارة المرور باعتبارها الجهة المعنية كون المدارس تطل على الشوارع الرئيسية الأمر الذي تسبب في حوادث عدة كادت تودي بحياة التلاميذ لولا لطف الله نتيجة لتهور واندفاع سائقي السيارات ولعدم وجود المطبات التي بات وجودها ضرورة فمن شأنها أن تكبح جماح السائق المندفع فتجبره على التمهل والتريث للحفاظ على أرواح الصغار من تلاميذ مدارس عباس وخديجة و 22 مايو وبلال أثناء ذهابهم وإيابهم، وإذا ما اتجهنا إلى مجمع خولة للبنات لمسنا ما يشكله ذلك التقاطع من خطورة على حياة التلميذات. وما الحادث الذي تعرضت له إحدى التلميذات الأسبوع الماضي إلا نموذجاً نتيجة لازدحام الطريق بالمارة والسيارات وكذا الدراجات النارية في آن واحد وهذا ما يؤكد أهمية وجود المطبات.
كما نجدها فرصة لنقول لجميع السائقين اتقوا الله في أنفسكم وفي عباد الرحمن ففي التأني السلامة لكم ولغيركم وفي العجلة الندامة سخط الله إما بإزهاق نفسك أو من معك أو أمامك وكلها أنفس في ذمتك إن تسببت في أذيتها أو أجهزت عليها عن طريق الخطأ كما يدعي بعض السائقين عندما تقع الفأس في الرأس بهدف التملص من جريمته، ولا أعلم كيف يكون الخطأ والسائق يطير في الهواء ويدوس على العباد بملء إرادته.
الأدهى والأمر عندما لا يعترف السائق بجرمه ويخلف ضحيته غارقة في دمائها ويلوذ بالفرار ظناً منه أنها السبيل الأسلم للنجاة والتخلص من المساءلة فهل نسي عين الله التي لا تغفل وهل نسي الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وهل نسي الذي يمهل ولا يهمل هل نسي أن عليه حقاً أن أزهق نفسه وحقاً لأهله في السماح أو الدية وحقاً لله في صيامه شهرين متتالين جراء ما اقترفت يداه، إنها حقوق ثلاثة في ذمتك أخي السائق فالأحرى بك أن تتقي الله وتتمهل أثناء قيادتك لمركبتك حتى تتجنب ما لا يحمد عقباه.
تجدر الإشارة إلى ان إدارة المرور تعمل على تفعيل برنامجها وترجمته على الواقع نظرياً من خلال النزول إلى بعض المدارس وإلقاء المحاضرات التوعوية بقواعد السير.
وفي الأخير نأمل تفاعل مدير إدارة المرور العقيد/ صالح الدحامي من خلال عمل المطبات تجنباً للحوادث، أملنا أن تجد دعوتنا هذه الآذان الصاغية وأن نلمس الجدية والتفاعل اللازم حتى لا يكون البرنامج مجرد حبر على ورق.<