أحلام
القبيلي
القبيلي
يروى أن واصا باشا احد الولاة
العثمانيين جاء إلى لبنان خلال الانتداب التركي فاكتسب له أنصاراً حقق لهم المنافع
وأجرى عليهم الخيرات ووالاه فريق من الانتهازيين والمذعورين, واستطاع نسبياً أن يفك
بعض الشيء حصار مقاطعة التزم بها اللبنانيون بوجه المغتصب المحتل وكان يذهب مرة في
الأسبوع إلى لقاءات شعبية، فيسير في موكب وحراسة ويدخل قاعة الاجتماعات
الكبيرة التي يجلس فيها الناس على
الأرض فيتأهب الجميع إلا واحداً كان يمد دائماً رجليه وهو جالس على الأرض، بينما
يتربع الآخرون، وتكررت اللقاءات وتكرر جلوس الرجل ومد رجليه على البساط الذي يتسع
لعشرات المواطنين الذين يجيبون على أسئلة الوالي ويتبادلون وإياه الرأي، وأغاض هذا
التصرف واصا باشا الذي شعر بالعداء الذي يكنه له هذا الرجل فاستعدى عليه الشفاعة
فلم تنجح وسلط عليه التخويف فلم يرتدع , وأوفد إليه أحد جماعته يحمل كيساً مملوءاً
بالذهب قدمه إليه وقال انه من سيدنا الوالي..
فسأله الرجل: وماذا يريد مولانا
لقاء هذه الهبة؟فقال الرسول: أبداً لا شيء فرد الكيس وهو يقول: أعد هذا المال إلى
واصا باشا وأبلغه أن من يمد يده لا يستطيع أن يمد رجله وأنا أريد أن أمد دائماً
رجلي..هل فهمت؟ .
ازدهار ولا وجود للحرية: عرفت الأوطان العربية نهضات صحفية
متميزة وأثرت تأثيراً بالغاً في حياتها السياسية ولا يمكن أن يستقيم الوضع في أي
بلد ما لم تكن الصحافة - وهي المرأة الصادقة لهذا الوطن - متمتعة
بالحرية..
يقولون هناك نهضة صحفية هناك رواج صحفي ،الرواج شيء وازدهار الصناعة
الصحافية شيء آخر والحرية الحقيقية للصحافة أصبحت معدومة تماماً في هذه الأيام وليس
هناك صحيفة حرة كاملة الحرية وأنا لا أرى للمستقبل أي ضوء ولا أرى أملاً يطمئن
الإنسان الحر أو الكاتب الحر على المستقبل الآتي، فحالياً ليس هناك أي أمر يدعو
للاطمئنان على الحرية..
لافتة: أنا لا اكتب الأشعار فالأشعار تكتبني أريد الصمت
كي أحيا ولكن الذي ألقاه ينطقني ولا ألقى سوى حزن ً على حزن ٍ أأكتب أنني حيٌ على
كفني ااكتب أنني حرٌ وحتى الحرف يرسف بالعبودية لقد شيعت فاتنةً تسمى في بلاد العرب
تخريباً وإرهاباً لكن اسمها في الأصل حرية.
أحمد مطر
العثمانيين جاء إلى لبنان خلال الانتداب التركي فاكتسب له أنصاراً حقق لهم المنافع
وأجرى عليهم الخيرات ووالاه فريق من الانتهازيين والمذعورين, واستطاع نسبياً أن يفك
بعض الشيء حصار مقاطعة التزم بها اللبنانيون بوجه المغتصب المحتل وكان يذهب مرة في
الأسبوع إلى لقاءات شعبية، فيسير في موكب وحراسة ويدخل قاعة الاجتماعات
الكبيرة التي يجلس فيها الناس على
الأرض فيتأهب الجميع إلا واحداً كان يمد دائماً رجليه وهو جالس على الأرض، بينما
يتربع الآخرون، وتكررت اللقاءات وتكرر جلوس الرجل ومد رجليه على البساط الذي يتسع
لعشرات المواطنين الذين يجيبون على أسئلة الوالي ويتبادلون وإياه الرأي، وأغاض هذا
التصرف واصا باشا الذي شعر بالعداء الذي يكنه له هذا الرجل فاستعدى عليه الشفاعة
فلم تنجح وسلط عليه التخويف فلم يرتدع , وأوفد إليه أحد جماعته يحمل كيساً مملوءاً
بالذهب قدمه إليه وقال انه من سيدنا الوالي..
فسأله الرجل: وماذا يريد مولانا
لقاء هذه الهبة؟فقال الرسول: أبداً لا شيء فرد الكيس وهو يقول: أعد هذا المال إلى
واصا باشا وأبلغه أن من يمد يده لا يستطيع أن يمد رجله وأنا أريد أن أمد دائماً
رجلي..هل فهمت؟ .
ازدهار ولا وجود للحرية: عرفت الأوطان العربية نهضات صحفية
متميزة وأثرت تأثيراً بالغاً في حياتها السياسية ولا يمكن أن يستقيم الوضع في أي
بلد ما لم تكن الصحافة - وهي المرأة الصادقة لهذا الوطن - متمتعة
بالحرية..
يقولون هناك نهضة صحفية هناك رواج صحفي ،الرواج شيء وازدهار الصناعة
الصحافية شيء آخر والحرية الحقيقية للصحافة أصبحت معدومة تماماً في هذه الأيام وليس
هناك صحيفة حرة كاملة الحرية وأنا لا أرى للمستقبل أي ضوء ولا أرى أملاً يطمئن
الإنسان الحر أو الكاتب الحر على المستقبل الآتي، فحالياً ليس هناك أي أمر يدعو
للاطمئنان على الحرية..
لافتة: أنا لا اكتب الأشعار فالأشعار تكتبني أريد الصمت
كي أحيا ولكن الذي ألقاه ينطقني ولا ألقى سوى حزن ً على حزن ٍ أأكتب أنني حيٌ على
كفني ااكتب أنني حرٌ وحتى الحرف يرسف بالعبودية لقد شيعت فاتنةً تسمى في بلاد العرب
تخريباً وإرهاباً لكن اسمها في الأصل حرية.
أحمد مطر