;

المتسولون.. ساعدوهم على العمل لا الكسل 1238

2010-05-11 07:40:45

شهاب عبد
الجليل الحمادي


الرحمة
والتراحم ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين شيئ عظيم، لكن الأعظم منه هو سد باب
الحاجة لدى أولئك المحتاجين بمساعدتهم بإيجاد فرص عمل تدر عليهم ربحاً يكفيهم
ويقيهم سؤال الناس أعطوهم أو منعوهم، ثم إن المساعدة على كسب الرزق شيئ من القرض أو
السلفة المؤقتة تكون مقبولة عند أصحاب النفوس العفيفة الشريفة التي لا تقبل على
نفسها امتهان التسول الذين وصفهم الله تعالى بقوله "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
لا يسألون الناس إلحافاً" صدق الله العظيم. . من هذا المنطلق ومما لا حظناه من إتباع
أهل الخير في
اليمن لآلية خاطئة في توزيع
صدقاتهم بأن يقف البعض على باب الجامع عقب الصلاة ويوزع على المتسولين
ما جادت به نفسه والبعض يرمي مبلغاً في صندوق إحدى الجمعيات الخيرية وآخرون يقومون
بتوزيع مواد غذائية على المحتاجين ممن يعرفونهم أو مبالغ مالية وخصوصاً في شهر
رمضان المبارك وإذا كنا نرى أن تلك الآليات السالف ذكرها خاطئة فإننا يجب أن نذكر
سلبياتها وعلى النحو الآتي: إن آلية التوزيع على المتسولين تستهدف أولئك الذين
يمتهنون التسول حرفة أساسية وقد لا يقتنعون بما يسد رمقهم فيمارسون التسول بشكل
يومي.
كذلك فإن هذه الآلية لا تستهدف أو تعير انتباهاً لأصحاب النفوس
العفيفة.
وأيضاً عشوائية هذه الآلية لا تصل لأصحاب الحاجة أو قد تكون مجدية
للمتسولين الذين يتنقلون بتسولهم من جامع إلى آخر ومن شارعٍ إلى شارع ومن بيتٍ إلى
بيت وغير مجديه لغيرهم.
هذه الآليات تفك الباب على مصراعيه لاتساع حرفة التسول
بازدياد أعداد ممتهنيها، ولا تحض على الكسب للرزق بشرف وبكد وعمل، بل تساعد الكسالى
على الاستمرار في كسلهم ورقودهم.
كما أنها لا تساعد على إبراز قدرات الناس
والمساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي للأسر المستهدفة باعتبار إجمالي دخل الفرد من
هذه الشريحة صفر، كذلك فإن آليات توزيع الطعام والأموال تتعارض مع ما نادى إليه
ديننا الحنيف من حث على العمل ومكافحة التسول بقوله عليه الصلاة السلام لأحدهم
"إذهب واحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوماً". . .
ثم يقول إن المسألة تأتي نكتة
سوداء على جبين صاحبها. .
، وأقصد هنا القادرين على العمل فلا أريد أن يفهم كلامي
هذا أنني أعارض إخراج الزكاة وإطعام الطعام بالكلية بل أعني الكسالى الذي يتخذون من
الكسل وسؤال الناس وسيلة كسب رزق، كما أنني سبق وتناولت هذه المسألة في إحدى
المقالات السابقة على هذه الصحيفة الغراء بشيئ من الخصوص تحت عنوان" كلمة لا بد أن
تقال للجمعيات الخيرية" حيث استعرضت فيه دور الجمعيات الخيرية، ونظراً لأهمية هذا
الموضوع أردت أن أعيده بشيئ من التفصيل.
وحيث تناولت سلبيات الآلية المتبعة
عموماً في توزيع ما يجود به المحسنون والأيادي البيضاء وأصحاب الخير والبر فإننا لا
نطلب أكثر من توزيع تلك الصدقات أو إعادة توزيعها بشكل منظم وعلى النحو الآتي:
تجميع مبالغ المساعدات النقدية واحتوائها في صناديق على مستوى الحارات والقرى أو
جمعيات خيرية وتحديد المستهدفين ودراسة حالاتهم ووضع خطط للنهوض بحالتهم الاقتصادية
ومساعدتهم على تجاوز أزمتهم المادية وذلك بمشاريع صغيرة تضمن استغلالاً لقدراتهم
ودفعهم للعمل وتجنيبهم ذل السؤال، كما تضمن الحفاظ على رأس مال تلك الصناديق
والجمعيات، ولمزيد من التوضيح نضرب هذه الأمثلة: مثلاً اختيار شخص من بين
المستهدفين لديه حرفة النجارة مثلاً وينقصه توفير متطلبات الورشة والمواد الخام
فإذا ما منح قرضاً من صندوق أو جمعية والتزم بسداد تلك المبالغ بالتقسيط من مبيعات
ومنتجات الورشة.
كذلك إذا تم اختيار أسرة فقدت العائل وتم تزويد الأم بمكينة
خياطة وقماش وخيوط وتعليمها الخياطة وشراء المنتج منها والتسويق له. . إلخ.
المهم
أن نضمن سبل نجاح خطة تحسين أوضاع ذوي الحاجة بجعلهم يعتمدون على أنفسهم وتكرار
العملية لأكثر من مرة يؤدي إلى زيادة عدد المستفيدين من هذه البرامج مع الحفاظ على
رأس مال الصندوق أو الجمعية التي تبنت هذه البرامج.
بقي أن ننوه إلى أن
الاستمرارية في هذه الآلية الخاطئة يؤدي إلى شعور بعض الداعمين بالملل مع الوقت
وتقليص مبالغ دعمهم طبعاً في استمرار توزيع المبالغ نقداً أو بشكل مواد دعم
غذائي.
أما إذا لمسوا الفائدة التي أسلفنا ذكرها سواءًَ بالحفاظ على تلك الأموال
وإصلاح شأن أسر وإنتشالها من بوتقة الفقر وصولاً إلى دعم اقتصاد وطن عبر مثل هذه
المشاريع الصغيرة فإنهم بالتأكيد سيواصلون دعمهم وبنفس الوتيرة.
أما الفقراء
والمحتاجون فلسان حال العفيفين منهم يقول" ادعمني شهراً ولا تطعمني
دهراً". .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد