دغيش
والكبير..الإبداع في شتى أنواعه أو تقسيماته وتفرعاته..الإبداع في شتى مجالات
الحياة.
حياة إلا بإبداع..وأنه لا معنى للحياة من دونه..وليتفق معي في قولي هذا من
اتفق..لأنه قد يصح القول بأنه لا حياة لمن لا يبدع..والإبداع لا انحصار له ولا
حدود، فجميعاً
لو أردنا وتمعنا في معنى الإبداع باستطاعتنا أن نكون مبدعين..فقيمة كل إنسان
كما قيل فيما يحسنه..إذ أن قيمتك ليست بمقدار ما تملكه من أموال أو عقار كما هو
مفهوم في الأوساط الشعبية " كم معاك أنت تسوى" لا والذي نفسي بيده إنما هو ما أوردت
أولاً بأن قيمة كل إنسان بما يحسنه وبما هو باستطاعته القيام به ولعلنا جميعاً
باستطاعتنا عمل الكثير والكثير لو أننا فقط أعطينا أنفسنا وملكناها الثقة اللازمة
وآمنا حق الإيمان بأن كل مخلوق لن ينال أكثر مما هو مكتوب له، إذ أن ما علينا
جميعاً فعله فقط هو توظيف طاقاتنا وقدراتنا المكبوتة الخفية التي لم نحاول فقط
توظيفها..
وتراكمت عليها عوالق مثبطات نحن من أتى بها لنقضي بها على كامل
قدراتنا ومواهبنا التي هي ممنوحة وموهوبة لكل إنسان من مولانا عز وجل..
وإلا
فماذا يعني إبداع أناس كثر من حولنا ونبوغهم وعلو مكانتهم..
لا يعني هذا إلا أن
أولئك استطاعوا بطريقة أو بأخرى توظيف إمكانياتهم وأزاحوا من على عقولهم غبار
الإحباط واليأس وسعوا وشمروا سواعدهم وهتفوا بحيا على العمل..
وقالوا مرحبا
للحياة واخلصوا وتفانوا واجتهدوا وزرعوا البذرة..
التي هي بأي عمل وفي أي مجال
ولم يركنوا على أي بشر، إنما كان كامل ركونهم على الواحد الأحد جل في علاه فأنبت
بذرهم وطاب ما زرعوا وحصدوا ثمار جدهم واجتهادهم..
تسلحوا بالخير وصلحت نواياهم
وشحنوا قلوبهم وعقولهم بجراعات من العزيمة والثقة بالنفس..
وصار منهم مبدعون
حقيقيون وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى الإبداع..
وكلٌ فيما يحسن
عمله..
فالنجار أبدع والكهربائي أبدع والمهندس والرياضي والطبيب والكاتب والرسام
والشاعر والقاص..
لا تيأس ولا تستسلم وإن فشلت مرة ماذا يعني؟ إجعل من ذلك الفشل
درساً لك وتجربة تضيء بها طريقك إلى المستقبل..
وتأكد بأنه لا يأتي النجاح
الكامل والإبداع الحقيقي إلا بعد تجارب عديدة مع الفشل..
وتأكد بأنه لا يفشل من
لا يعمل..
لأنه في حقيقة الأمر فاشل بحد ذاته لأنه لم يحاول النجاح..
إذاً ما
عليك سوى التوكل على الله وانظر إلى ما أنت تميل إليه من الأعمال وأبحث عما لديك
وإن استغرق ذلك الأمر منك قليلاً أو كثيراً من التعب والجهد..
المهم أن لا تيأس
وأن لا يتسلل إلى قلبك الإحباط والوهن..
تأمل جيداً في كل ما قرأت وفي كل ما
طرحته عليك وابدأ من هذه اللحظة باستخراج مواهبك وقدراتك..
واستشير فيما عزمت
عليه من تراه بأنه أهل لاستشارتك ولا تتردد.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن
فساد الرأي أن تترددا ثق بأنك تستطيع عمل أشياء كثيرة..
وتغلب على ذلك الإحباط
الذي يسكنك، وضع نصب عينيك هدفاً كبيراً..
كأن تقول مثلاً لا بد لي من أن أكمل
دراستي الجامعية وفي ذلك التخصص الذي كنت أتمناه..
قد تقول ليس الأمر بهذه
السهولة..
أقول لك وليس أيضاً بالصعوبة التي تتصورها وتأكد بأن هنالك دائماً أول
مرة..
وبأنه من سار على الدرب الصحيح وصل وبأنه من جد وجد ومن زرع حصد..
ولا
تتمنى وحسب..
لأنه ما تنال المطالب بالتمني..
وإذا كنت تعاني من الأساس من
ضائقة مالية فابحث لك عن أي عمل ولا عيب في أي عمل ولا عيب إلا في الركون على
الآخرين..
اعمل وواصل تعليمك وتأكد بأنها ليست سوى سنوات قلائل وتبدأ بتحقيق
أحلامك..
وإن كان معدلك لا يدخلك الجامعة فأعد دراسة الثانوية أو التحق بأحد
المعاهد المهنية واختر التخصص الذي تميل إليه وتحبه..
ومع كل ذلك لا تنسى بأن
تؤهل من نفسك..
تثقف واطلع..
واقرأ في كل شيئ..ونمي مواهبك...
وأعمل وتاجر
واستغل كل لحظة بما يفيدك وبما يعود عليك بالمنفعة..
ولا تيأس فغيرك كثير كانوا
يحسبون بأنه ليس بإمكانهم عمل شيئ واليوم أصبح لهم شأن عظيم..
وصار يشار إليهم
بالبنان..
وما ذلك إلا لأنهم أرادوا لأنفسهم العزة ورفضوا عيش الذل ومهانة
الحاجة واستجداء الآخرين.
هيا والآن قم..
انهض..
لا تتردد..
قل
بإمكاني..
وليس فلان بأحسن مني..
باستطاعتي عمل أشياء كثيرة..
وقل أيضاً
لن أسمح للإحباط بأن يدمر حياتي ويحطم مستقبلي.
وبعد هذا كله هل آمنت
بنفسك؟.
هل ستبدأ في تغيير حياتك؟.
هيا ابدأ بتغيير حياتك..
الوقت يمر
والعمر يمضي وأنت لا تتحرك، كن مبدعاً..
كن مبدعاً..
كن
مبدعاً!!.