أحلام
القبيلي
القبيلي
قالوا زوراً وبهتاناً ..كذباً
وافتراءً "المعاناة تخلق الإبداع" وأظن قائلها أو الموصي لقائلها رئيس حكومة
عربي..قالوها ليضحكوا بها على عقولنا..قالوها لنستمرئ الألم ونتلذذ به، قالوها
لنرضى بالمعاناة مادامت ستخلق فينا الإبداع.
والمعاناة جهد سلبي تتعرض له النفس
الإنسانية ويلعب دوراً في توجهاتها المنشطية، والمعروف أن المعاني أقرب إلى الإحباط منه
للإبداع.
ومن البديهي والمنطقي أن الإبداع لا يستند إلى قوة أو معاناة،
فالشوك لا يثمر العنب كما أن الماء لا يخرج من رحم النار.
السر في الإبداع :
ستقولون بل تخلق الإبداع والدليل والأدلة كثيرة، ومنها "تشرشل" صاحب الخطب الرنانة
التي سجلها التاريخ كان "ألثغ" أي لا ينطق السين...
وروزفلت رئيس الولايات
المتحدة الأمريكية اشتهر بأنه من أشهر الرماة وأشهر المغامرين في عالم الصيد في
عصره وكان أعوراً، وأبو العلاء المعري رهين المحبسين كان أعمى، وطه حسين، وابن
خلدون الذي فقد أسرته فما أقعده هذا أن يكتب أعظم مؤلف في علم الاجتماع وغيرهم
كثير.
أقول لكم إن تلك الشخصيات المبدعة لم تكن المعاناة هي السبب الرئيسي في
إبداعهم، وإلا فالعالم مليء بذوي العاهات من العميان و"الطرشان" والمعاقين
والفاشلين في الدراسة..
فالإبداع في النفوس لا تولده سوى الإرادة والمشاعر ولا
يمكن للمشاعر أن تنبت في وادٍ غير ذي زرع.
ثم إن معاناة عن معاناة
تفرق..
مثلاً هناك فرق بين معاناة إنسان خلق "أكمه" لا يبصر وبين معاناة إنسان
خفت بريقه وخلاه أعمى ما استضاء طريقه.
فرق بين إنسان ولد معاقاً وبين إنسان شل
الظلم حريته.
تخنق ولا تخلق : والمعاناة هي سبب كل شر منذ بداية الخليقة وحتى
يومنا هذا..
فلما عانى هابيل من حب زوجة أخيه أقدم على قتله، ولما عانى إبليس
وشعر بالألم نتيجة حسده لآدم عليه السلام عصى الله عز وجل.
وما ولد الإرهاب إلا
من رحم الظلم والقهر والفقر، وما أبدع المظلوم إلا في الانتقال.
وها نحن في
الوطن العربي أكبر دليل حيث حياتنا تحاصرها المعاناة من جميع الجهات، وما خلقت فينا
معاناة احتلال فلسطين إلا أوبريت الحلم العربي..
وما خلقت فينا معاناة احتلال
العراق إلا البرتقالة، وما خلقت فينا معاناة ظلم وجور الأنظمة إلا الخيانة.
ثم
إن الألم والمعاناة حينما يفيضان ويبلغان مبلغاً كبيراً يصبح الضد هو الممارس، وكل
شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده.
مقبرة الإبداع : وإذا كانت مقولة المعاناة تخلق
الإبداع صحيحة فإننا في الوطن العربي لسنا بحاجة لأية معاناة لأننا مبدعون بالفطرة
ونخلق الإبداع من اللاشيء وفي كل شيء، لكن هذا الإبداع يخرج أحياناً مخنوقاً بحبل
الفساد السري، وأحياناً يصاب بكزاز الإهمال ويدفن الإبداع في مقابر جماعية تسمى
"وطناً".
وافتراءً "المعاناة تخلق الإبداع" وأظن قائلها أو الموصي لقائلها رئيس حكومة
عربي..قالوها ليضحكوا بها على عقولنا..قالوها لنستمرئ الألم ونتلذذ به، قالوها
لنرضى بالمعاناة مادامت ستخلق فينا الإبداع.
والمعاناة جهد سلبي تتعرض له النفس
الإنسانية ويلعب دوراً في توجهاتها المنشطية، والمعروف أن المعاني أقرب إلى الإحباط منه
للإبداع.
ومن البديهي والمنطقي أن الإبداع لا يستند إلى قوة أو معاناة،
فالشوك لا يثمر العنب كما أن الماء لا يخرج من رحم النار.
السر في الإبداع :
ستقولون بل تخلق الإبداع والدليل والأدلة كثيرة، ومنها "تشرشل" صاحب الخطب الرنانة
التي سجلها التاريخ كان "ألثغ" أي لا ينطق السين...
وروزفلت رئيس الولايات
المتحدة الأمريكية اشتهر بأنه من أشهر الرماة وأشهر المغامرين في عالم الصيد في
عصره وكان أعوراً، وأبو العلاء المعري رهين المحبسين كان أعمى، وطه حسين، وابن
خلدون الذي فقد أسرته فما أقعده هذا أن يكتب أعظم مؤلف في علم الاجتماع وغيرهم
كثير.
أقول لكم إن تلك الشخصيات المبدعة لم تكن المعاناة هي السبب الرئيسي في
إبداعهم، وإلا فالعالم مليء بذوي العاهات من العميان و"الطرشان" والمعاقين
والفاشلين في الدراسة..
فالإبداع في النفوس لا تولده سوى الإرادة والمشاعر ولا
يمكن للمشاعر أن تنبت في وادٍ غير ذي زرع.
ثم إن معاناة عن معاناة
تفرق..
مثلاً هناك فرق بين معاناة إنسان خلق "أكمه" لا يبصر وبين معاناة إنسان
خفت بريقه وخلاه أعمى ما استضاء طريقه.
فرق بين إنسان ولد معاقاً وبين إنسان شل
الظلم حريته.
تخنق ولا تخلق : والمعاناة هي سبب كل شر منذ بداية الخليقة وحتى
يومنا هذا..
فلما عانى هابيل من حب زوجة أخيه أقدم على قتله، ولما عانى إبليس
وشعر بالألم نتيجة حسده لآدم عليه السلام عصى الله عز وجل.
وما ولد الإرهاب إلا
من رحم الظلم والقهر والفقر، وما أبدع المظلوم إلا في الانتقال.
وها نحن في
الوطن العربي أكبر دليل حيث حياتنا تحاصرها المعاناة من جميع الجهات، وما خلقت فينا
معاناة احتلال فلسطين إلا أوبريت الحلم العربي..
وما خلقت فينا معاناة احتلال
العراق إلا البرتقالة، وما خلقت فينا معاناة ظلم وجور الأنظمة إلا الخيانة.
ثم
إن الألم والمعاناة حينما يفيضان ويبلغان مبلغاً كبيراً يصبح الضد هو الممارس، وكل
شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده.
مقبرة الإبداع : وإذا كانت مقولة المعاناة تخلق
الإبداع صحيحة فإننا في الوطن العربي لسنا بحاجة لأية معاناة لأننا مبدعون بالفطرة
ونخلق الإبداع من اللاشيء وفي كل شيء، لكن هذا الإبداع يخرج أحياناً مخنوقاً بحبل
الفساد السري، وأحياناً يصاب بكزاز الإهمال ويدفن الإبداع في مقابر جماعية تسمى
"وطناً".