د.
عبدالعزيز المقالح
عبدالعزيز المقالح
لم يكن الحديث عن استئناف المحادثات
غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني- في رأي المعلقين الجادين- سوى
محاولة جديدة لذر الرماد في العيون المغمضة على عدوان وشيك قد لا يقتصر هذه المرة
على غزة ولبنان، وإنما عليهما وعلى سوريا أيضاً.
وذلك ما يمكن فهمه من
وراء الادعاءات بنقل الصواريخ
البالستية من دمشق إلى حزب الله، وما يثار حول هذا الموضوع من ضجيج ليس داخل الكيان
فحسب، وإنما في الولايات المتحدة، الدولة الراعية لهذا الكيان، والتي تتجاهل
مصالحها الحقيقية ولم تدرك بعد ما يمثله وجود هذا الكيان الذي بات خطراً حقيقياً
ليس على العرب وحدهم وإنما على المحيط المجاور بأكمله، وهو ما تقوله الأحداث
المتلاحقة وتكشف عنه المؤشرات الواضحة.
والغريب أن تكون الجامعة العربية التي
تحتفظ بمخزون هائل من الملفات التي تثبت مراوغة العدو الصهيوني وتنصله من مواعيده
والتزاماته وسعيه المكشوف لكسب الوقت والاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين
واستكمال جدار الفصل العنصري، أقول إن من الغريب على الجامعة التي تمتلك كل هذه
الأدلة والإدانات أن تشارك في تضليل الرأي العام العربي والعالمي في الموافقة
مجدداً على الدخول في سراديب المحادثات التي تبدأ لتتوقف، وتتوقف لتبدأ، لا لشيء
إلاّ لكسب الوقت وتمكين العدو من إنجاز مهمته والإعداد لعدوانه الكبير تحت غطاء
المحادثات السرابية والمواعيد الأمريكية التي أثبتت منذ زمن طويل أنه لا قيمة لها
ولا معنى.
لقد صار واضحاً، بل أكثر من واضح أن حل القضية، التي طال أمدها، ووضع
حد للمأساة التي يتحملها الأشقاء الفلسطينيون من دون غيرهم لا تكون بتجديد لعبة
المحادثات والمفاوضات وإعطاء الغطاء الدولي لكيان يواصل زحفه على ما تبقى من
فلسطين، ويسعى جاهداً إلى تهجير من تبقى من الفلسطينيين.
وإذا كانت الجامعة
العربية قد تراجعت قبل أسابيع عن موافقتها على مواصلة المحادثات غير المباشرة
لأسباب ومستجدات محددة، فإن هذه الأسباب لا تزال قائمة ولم يحدث أي تغيير في موقف
الكيان وإصراره على هدم منازل الفلسطينيين في القدس، واستمراره في بناء المستوطنات،
وهو لا يزال يرفض كل المطالب بما فيها تلك التي تقترحها الدولة الراعية
لوجوده.
إن هذا التذبذب في مواقف السلطة من جهة، ومواقف الجامعة العربية من جهة
ثانية، هو ما يعطي للعدو الفرصة بعد الفرصة لمواصلة عدوانه، وهو ما يغذّي لديه
الإصرار على الاستمرار في الاستيطان والاستيلاء على القدس وما يطمح إليه من توسعات
في أراضي الضفة، بالإضافة إلى تطوير مشروعه الخبيث في التهجير القسري.
والأخطر
من كل ذلك أن تمديد زمن المحادثات غير المباشرة لأربعة أشهر يمكنه في مناخها
المترجرج من تحقيق هدفه الذي لم يعد خفياً في ضربة عدوانية تشعل الحريق الكبير في
المنطقة، وتضع الولايات المتحدة وحلفاءها في وضع لا يمكن تصور أبعاده الخطيرة ولا
آثاره في مستقبل المنطقة المهيأة للحريق.
العرب أونلاين
غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني- في رأي المعلقين الجادين- سوى
محاولة جديدة لذر الرماد في العيون المغمضة على عدوان وشيك قد لا يقتصر هذه المرة
على غزة ولبنان، وإنما عليهما وعلى سوريا أيضاً.
وذلك ما يمكن فهمه من
وراء الادعاءات بنقل الصواريخ
البالستية من دمشق إلى حزب الله، وما يثار حول هذا الموضوع من ضجيج ليس داخل الكيان
فحسب، وإنما في الولايات المتحدة، الدولة الراعية لهذا الكيان، والتي تتجاهل
مصالحها الحقيقية ولم تدرك بعد ما يمثله وجود هذا الكيان الذي بات خطراً حقيقياً
ليس على العرب وحدهم وإنما على المحيط المجاور بأكمله، وهو ما تقوله الأحداث
المتلاحقة وتكشف عنه المؤشرات الواضحة.
والغريب أن تكون الجامعة العربية التي
تحتفظ بمخزون هائل من الملفات التي تثبت مراوغة العدو الصهيوني وتنصله من مواعيده
والتزاماته وسعيه المكشوف لكسب الوقت والاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين
واستكمال جدار الفصل العنصري، أقول إن من الغريب على الجامعة التي تمتلك كل هذه
الأدلة والإدانات أن تشارك في تضليل الرأي العام العربي والعالمي في الموافقة
مجدداً على الدخول في سراديب المحادثات التي تبدأ لتتوقف، وتتوقف لتبدأ، لا لشيء
إلاّ لكسب الوقت وتمكين العدو من إنجاز مهمته والإعداد لعدوانه الكبير تحت غطاء
المحادثات السرابية والمواعيد الأمريكية التي أثبتت منذ زمن طويل أنه لا قيمة لها
ولا معنى.
لقد صار واضحاً، بل أكثر من واضح أن حل القضية، التي طال أمدها، ووضع
حد للمأساة التي يتحملها الأشقاء الفلسطينيون من دون غيرهم لا تكون بتجديد لعبة
المحادثات والمفاوضات وإعطاء الغطاء الدولي لكيان يواصل زحفه على ما تبقى من
فلسطين، ويسعى جاهداً إلى تهجير من تبقى من الفلسطينيين.
وإذا كانت الجامعة
العربية قد تراجعت قبل أسابيع عن موافقتها على مواصلة المحادثات غير المباشرة
لأسباب ومستجدات محددة، فإن هذه الأسباب لا تزال قائمة ولم يحدث أي تغيير في موقف
الكيان وإصراره على هدم منازل الفلسطينيين في القدس، واستمراره في بناء المستوطنات،
وهو لا يزال يرفض كل المطالب بما فيها تلك التي تقترحها الدولة الراعية
لوجوده.
إن هذا التذبذب في مواقف السلطة من جهة، ومواقف الجامعة العربية من جهة
ثانية، هو ما يعطي للعدو الفرصة بعد الفرصة لمواصلة عدوانه، وهو ما يغذّي لديه
الإصرار على الاستمرار في الاستيطان والاستيلاء على القدس وما يطمح إليه من توسعات
في أراضي الضفة، بالإضافة إلى تطوير مشروعه الخبيث في التهجير القسري.
والأخطر
من كل ذلك أن تمديد زمن المحادثات غير المباشرة لأربعة أشهر يمكنه في مناخها
المترجرج من تحقيق هدفه الذي لم يعد خفياً في ضربة عدوانية تشعل الحريق الكبير في
المنطقة، وتضع الولايات المتحدة وحلفاءها في وضع لا يمكن تصور أبعاده الخطيرة ولا
آثاره في مستقبل المنطقة المهيأة للحريق.
العرب أونلاين