;

الأطفال.. ضحايا البضائع التالفة بالحديدة 1245

2010-05-15 03:21:05

حسين محمد
طنم


لم أكن أتوقع بأنه سيأتي يوم لأكتب
عن ظاهرة سيئة، عن الأطفال الذين يعانون من الفقر والجهل، والمشاركة بطرح قضية من
زاوية في وسيلة من وسائل الإعلام المقروءة والتي بدورها تساهم في رفع المعرفة
والتوعية للمجتمع في آن واحد. .
حتى ولو كانت الصحف وحدها تغطي الجزء اليسير

مما تبثه
القنوات والإذاعات المحلية والعالمية فإن من واجبنا أن نعمل على توصيل المعلومة
الصحيحة إلى أصحاب القرارات للعمل بها. .

وأنا أكتب سطوراً مثل هذه يحيرني
إحساسي المتكدر من أين أبدأ لأشرح لكم مدى الانحطاط الذي آلت إليه الأوضاع في
بلادنا ومدى الحب الذي يعطيه العملاء والتجار في دخول البضائع الغير سليمة والصالحة
للاستهلاك، بيد أن صدمة كبيرة نجدها في نفوسنا عندما نسمع بأنه دخلت بضائع غير
صالحة إلى البلد وقد يعرف عنها أصحابها بأنها تالفة وتتلف بعد فحصها ويتبين منها
بأنها فعلاً تالفة وغير صالحه للاستهلاك الآدمي ويتم تجهيز الإجراءات لإتلافها في
اليمن وتدفع رسوم الإتلاف ويحضر المندوبون من المختصين والجنود وبعد ذلك ماذا يحدث
بربكم، بعد أن يغادروا ؟؟. .
قد يتردد إلى الأذهان بأن تلك البضاعة تتلف في حفرة
ولا أحد قد يخرجها أو يستخدمها من البشر، بل يعمدون إلى الحفر، يأخذها الأولاد و
الكبار والذين يأتون بشكل يومي من أطراف المدينة والذين شغلهم الشاغل يومياً في
مقلب النفايات جمع المخلفات والمواد الغذائية التالفة والعمل على تدويرها
والاستفادة منها إما بالأكل أو الجمع لها حسب خاماتها من معلبات حديد وبلاستيك
وكراتين وبيعها لمحلات التصدير بأسعار زهيدة، وتعجبت منهم عندما قالوا أكلنا الدجاج
التالف ولم يكن تالفاً وطبخناه في البيوت كبسة وأكلناه ولم يحصل لنا شيء، ويا عجباً
منهم. .
ومن يا ترى يحتمل العمل في مكان كهذا بين الأوساخ والحريق والميكروبات
والأمراض التي قد تتسبب في وفاة أحدهم أو الإصابة بمرض خطير لا سمح الله
؟؟. . .
وعلى ذمة التجار المخلصين. .
في جلب هذه البضائع الفاسدة لأجل إتلافها
في المقلب الواقع في أرض تهامة الحبيبة المعطاء بكل ما لديها من خير ومساحات زراعية
واسعة من خضار وفواكه كي تجازى بمثل ذاك العبث وتلويث أرضها الخصبة وتدميرها إلى
الأبد. .
فبدلاً من الإصرار على إعادة تصديرها إلى بلد المنشأ يتم التساهل في
إتلافها في بلدنا الحبيبة التي لو أدركتم مدى البغض الذي ينظر به إلينا تلك الدول
المتحضرة في عملية الموافقة بإتلافها في أرضنا بأننا لسنا نخاف عليها من التلف
والانعدام في استخدامها لأغراض الزراعة أو السكن مستقبلاً. .
في الواقع كنت أحس
بأسف كثير على حالي لرؤيتهم وهم يجمعون تلك النفايات والتي قد يأكلون منها البضائع
التالفة والغير صالحة للإستهلاك، كوني واحداً من ملايين المواطنين، عاجزاً عن الأخذ
بيدهم من هول تلك المأساة الواقعين فيها، ولكني قدمت إليهم النصيحة لعلهم يعقلون،
رغم قناعتهم بما يفعلونه في ذلك المشهد اليومي. . .
والذي قد أدت بهم ظروف الجهل
والفقر في ذلك المكان للعمل وكسب عيشهم بدلاً من ارتكاب الجريمة حد
قولهم. .
بالرغم وجود أطفال كثر في الحديدة يعملون في أماكن قد تهدد مستقبلهم
كسوق القات حيث يجمعون أوراق القات المتناثرة من المفارش وبيعها والبعض الآخر ممن
يعملون في سوق الاصطياد لجمع الثلج من القوارب القادمة من البحر لكسب مبلغ قليل
جداً لأجل قوت ذويهم اليومي، ولكن العمل في مقلب النفايات يعتبر أكبر تحدٍ، فيما
لازال هؤلاء الأولاد يتجاهلون عاقبته يوماً ما، وقد يصابون بأمراض ، وأملي كبير من
الحكومة التطرق لبحث أمر و تسوير المقلب بسياج يمنع دخول هؤلاء الأولاد والبنات
ووضع حراسة دائمة له، وتسهيل مستثمر ليعمل مشروع تدوير النفايات بدلاً عن الأطفال،
وأشكر جهود منظمة اليونيسيف "والسي إتش أف وسيف ذا تشيل درن" وغيرهم على ما يبذلونه
من جهود فاعلة لأجل الأطفال في بلدي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد