علي محمد
الحزمي
الحزمي
في كل حضارة على وجه الأرض لابد أن
يكون الإنسان هو المرتكز الأساسي لهذه الحضارة، وفي كل تطور في كل العصور وفي شتى
مناحي الحياة يكون بالطبع من أجل خدمة الإنسان، والإنسان منذ خلقه الله عليها وصاغ
الكون وسخر الشمس والقمر وكل ما في هذا الكون الذي يمتد إلى ما لا نهاية، من أجل
خدمته فقال جل من قائل(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من
الطيبات)صدق الله العظيم، ولعل هذا
الكرم الرباني بتسخير كل ما في حياة الإنسان من أجل خدمته، ولكن حين يصل بنا الحال
إلى درجة أن نهمل الإنسان وهو أساس الحياة ومرتكزها فإن هذا و"الله أكبر" إجحاف في
حق الإنسانية جمعاء، وجلي لنا ما يعانيه هذا المخلوق الضعيف من معشر بني آدم
وبالأخص ممن هم يعيشون في اليمن، وأبرز مثال على ذلك هذه الأيام اجتياح حمى الضنك
لمحافظة عدن ووقوع ضحايا فارقتهم الحياة ومنهم من يعاني على فراش المرض، وما تم
القيام به لا يرقى لمستوى الجهد المطلوب من قيادة المحافظة والسلطة المحلية ومكتب
الصحة وكافة المرافق الحكومية والأهلية في مكافحة هذا الوباء الذي يسرق أرواحنا
بصمت، وإذا كان البعض يتحدث عن أهمية الإنسان عن البنيان ،فبسهولة سيجد المشاريع
العملاقة والتي تعتبر فخراً لنا جميعاً وهي مشاريع يتم تجهيزها من أجل الحدث
المنتظر (خليجي 20)، وهذا ما جعل الحكومة ترصد ميزانية ضخمة وبالمليارات من أجل
بناء بعض المرافق السكنية كالفنادق وإعادة تأهيل ملاعب كرة القدم من أجل الاستعداد
لخليجي 20 والذي لا تزال أخبار التأجيل هي التي تطغى على الحدث واليوم سيكون اجتماع
أمناء الاتحادات الخليجية للتقرير حسب ما سمعنا وقرأنا والحدث بكله لا يزال في علم
الغيب.
ومن ضمن المشاريع التي ستكون في عدن إعادة الإنارة وبالطبع سيكون معها
تغيير الرصيف كما جرت العادة - و قطع العادة عداوة - ومعها تعبيد الطرقات والكثير
الكثير من المشاريع التي لن تزول بزوال الحدث، بل ستبقى وسنكون نحن المستفيدين
أولاً وأخيراً، وإذا كان مشروع أطول علم وطني والذي ستبلغ تكلفته 40 مليون ريال
يمني، لهو فخر لكل يمني وحب الوطن من الإيمان، وهذا كله بالطبع لا يجعلنا إلا أكثر
فخراً واعتزازاً بالانتماء إلى هذا الوطن المعطاء،ولكن ليس على حساب الإنسان،
فالضحايا كل يوم في ازدياد والخوف من المستور أكثر من الظاهر، فكثيراً ما تجد في
بلادنا دوناً عن بلدان العالم حكمة "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب" ونزلة البرد شيء
طبيعي،وال(فكس)الصيني في أقرب بقالة، وهذا ما يتطلب من الجهات المعنية كثيراً من
الحملات التوعوية ونزول فرق ميدانية طبية ومخبرية للحد من انتشار هذا الوباء ومن ثم
وضع العلاج والحلول المناسبة، ومابين حمى الضنك ومشاريع الحدث المرتقب، إذا سألت
أحدهم عن الفرق سيجيبك بالطبع حياتنا أغلى من كل شيء، وما فائدة التطور في ظل
انتشار وباء قاتل كحمى الضنك والتي أصيبت هي الأخرى بعادة الظهور في كل موسم
والتنقل مابين محافظة وأخرى وكأن العادة فيها أضحت لا تحتاج إلى قطع، ولعل تخصيص
بعض الدعم للمرافق الصحية في محافظة عدن سيعمل على سرعة معالجة هذه المشكلة التي
تؤرق المواطنين ليل نهار، وفي حين تكون الإمكانيات محدودة فبالتأكيد لن نستطيع أن
نعالج المشكلة لا اليوم ولا غدا ولا حتى بعد أشهر - لا قدّر الله.
فهل تتخيلوا
أن يقام حدث خليجي20 في حينه إذا لم نعالج هذا الوباء ونقضي عليه ؟ وهل سيطمئن
الأشقاء من دول الجوار في المشاركة والحضور؟.
لم يعد هناك شيء يخفى، فالإعلام
يتناقل الخبر بسرعة الريح، وما يحدث في طرف الكرة الأرضية يصل إلى طرفها الآخر خلال
ساعات إن لم يكن دقائق، وعلاج المشاكل لا يكون أبداً في إخفائها عن الأعين، بل
يتطلب أن تطرح على طاولات الحكومة وتناقش في أقرب اجتماع، إن لم يكن اجتماعاً
استثنائياً، وتقوم وزارة الصحة بعمل ما يتوجب في النزول الميداني ودعم هذه المحافظة
بأسرع وقت ممكن، ولا ضير أن تستمر عجلة التطور في الدوران وأن تجرى عملية إكمال
المشاريع في وقتها من أجل الوصول إلى الجاهزية التامة لحدث انتظرناه طويلاً، وعملنا
كثيراً من أجل أن نكون جاهزين في الموعد، فلن يلومنا أحد وسنكسب ثقة الآخرين أيضاً
في أننا نهتم لحياة الإنسان قبل كل شيء، لذا مطلوب تكاتف كل الجهود وتعاون الجميع
من أجل القضاء على هذا الوباء والحفاظ على أرواحنا وجسدنا الواحد، ونحن كالجسد
الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وإن شاء الله لن
تكون حمى الضنك.
وقفة عتاب : للزميلة الأستاذة/ كروان الشرجبي كنا نأمل أن
تتناولي قضية ظهور حمى الضنك في ثغر اليمن الباسم في أعداد متتالية من أجل أن يصل
النداء، ولعل العتب يكون بين الإخوان بحكم وجودك في ساحة الحدث ومتابعة ما يجري عن
كثب وتناول المعوقات التي تعرقل سرعة القضاء على هذا الوباء،فجهودك رائعة وأنتي
تطرحين قضايا المواطنين من أجل علاجها،فمزيداً من الجهود وفقكم الله. .
والله من
وراء القصد.
يكون الإنسان هو المرتكز الأساسي لهذه الحضارة، وفي كل تطور في كل العصور وفي شتى
مناحي الحياة يكون بالطبع من أجل خدمة الإنسان، والإنسان منذ خلقه الله عليها وصاغ
الكون وسخر الشمس والقمر وكل ما في هذا الكون الذي يمتد إلى ما لا نهاية، من أجل
خدمته فقال جل من قائل(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من
الطيبات)صدق الله العظيم، ولعل هذا
الكرم الرباني بتسخير كل ما في حياة الإنسان من أجل خدمته، ولكن حين يصل بنا الحال
إلى درجة أن نهمل الإنسان وهو أساس الحياة ومرتكزها فإن هذا و"الله أكبر" إجحاف في
حق الإنسانية جمعاء، وجلي لنا ما يعانيه هذا المخلوق الضعيف من معشر بني آدم
وبالأخص ممن هم يعيشون في اليمن، وأبرز مثال على ذلك هذه الأيام اجتياح حمى الضنك
لمحافظة عدن ووقوع ضحايا فارقتهم الحياة ومنهم من يعاني على فراش المرض، وما تم
القيام به لا يرقى لمستوى الجهد المطلوب من قيادة المحافظة والسلطة المحلية ومكتب
الصحة وكافة المرافق الحكومية والأهلية في مكافحة هذا الوباء الذي يسرق أرواحنا
بصمت، وإذا كان البعض يتحدث عن أهمية الإنسان عن البنيان ،فبسهولة سيجد المشاريع
العملاقة والتي تعتبر فخراً لنا جميعاً وهي مشاريع يتم تجهيزها من أجل الحدث
المنتظر (خليجي 20)، وهذا ما جعل الحكومة ترصد ميزانية ضخمة وبالمليارات من أجل
بناء بعض المرافق السكنية كالفنادق وإعادة تأهيل ملاعب كرة القدم من أجل الاستعداد
لخليجي 20 والذي لا تزال أخبار التأجيل هي التي تطغى على الحدث واليوم سيكون اجتماع
أمناء الاتحادات الخليجية للتقرير حسب ما سمعنا وقرأنا والحدث بكله لا يزال في علم
الغيب.
ومن ضمن المشاريع التي ستكون في عدن إعادة الإنارة وبالطبع سيكون معها
تغيير الرصيف كما جرت العادة - و قطع العادة عداوة - ومعها تعبيد الطرقات والكثير
الكثير من المشاريع التي لن تزول بزوال الحدث، بل ستبقى وسنكون نحن المستفيدين
أولاً وأخيراً، وإذا كان مشروع أطول علم وطني والذي ستبلغ تكلفته 40 مليون ريال
يمني، لهو فخر لكل يمني وحب الوطن من الإيمان، وهذا كله بالطبع لا يجعلنا إلا أكثر
فخراً واعتزازاً بالانتماء إلى هذا الوطن المعطاء،ولكن ليس على حساب الإنسان،
فالضحايا كل يوم في ازدياد والخوف من المستور أكثر من الظاهر، فكثيراً ما تجد في
بلادنا دوناً عن بلدان العالم حكمة "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب" ونزلة البرد شيء
طبيعي،وال(فكس)الصيني في أقرب بقالة، وهذا ما يتطلب من الجهات المعنية كثيراً من
الحملات التوعوية ونزول فرق ميدانية طبية ومخبرية للحد من انتشار هذا الوباء ومن ثم
وضع العلاج والحلول المناسبة، ومابين حمى الضنك ومشاريع الحدث المرتقب، إذا سألت
أحدهم عن الفرق سيجيبك بالطبع حياتنا أغلى من كل شيء، وما فائدة التطور في ظل
انتشار وباء قاتل كحمى الضنك والتي أصيبت هي الأخرى بعادة الظهور في كل موسم
والتنقل مابين محافظة وأخرى وكأن العادة فيها أضحت لا تحتاج إلى قطع، ولعل تخصيص
بعض الدعم للمرافق الصحية في محافظة عدن سيعمل على سرعة معالجة هذه المشكلة التي
تؤرق المواطنين ليل نهار، وفي حين تكون الإمكانيات محدودة فبالتأكيد لن نستطيع أن
نعالج المشكلة لا اليوم ولا غدا ولا حتى بعد أشهر - لا قدّر الله.
فهل تتخيلوا
أن يقام حدث خليجي20 في حينه إذا لم نعالج هذا الوباء ونقضي عليه ؟ وهل سيطمئن
الأشقاء من دول الجوار في المشاركة والحضور؟.
لم يعد هناك شيء يخفى، فالإعلام
يتناقل الخبر بسرعة الريح، وما يحدث في طرف الكرة الأرضية يصل إلى طرفها الآخر خلال
ساعات إن لم يكن دقائق، وعلاج المشاكل لا يكون أبداً في إخفائها عن الأعين، بل
يتطلب أن تطرح على طاولات الحكومة وتناقش في أقرب اجتماع، إن لم يكن اجتماعاً
استثنائياً، وتقوم وزارة الصحة بعمل ما يتوجب في النزول الميداني ودعم هذه المحافظة
بأسرع وقت ممكن، ولا ضير أن تستمر عجلة التطور في الدوران وأن تجرى عملية إكمال
المشاريع في وقتها من أجل الوصول إلى الجاهزية التامة لحدث انتظرناه طويلاً، وعملنا
كثيراً من أجل أن نكون جاهزين في الموعد، فلن يلومنا أحد وسنكسب ثقة الآخرين أيضاً
في أننا نهتم لحياة الإنسان قبل كل شيء، لذا مطلوب تكاتف كل الجهود وتعاون الجميع
من أجل القضاء على هذا الوباء والحفاظ على أرواحنا وجسدنا الواحد، ونحن كالجسد
الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وإن شاء الله لن
تكون حمى الضنك.
وقفة عتاب : للزميلة الأستاذة/ كروان الشرجبي كنا نأمل أن
تتناولي قضية ظهور حمى الضنك في ثغر اليمن الباسم في أعداد متتالية من أجل أن يصل
النداء، ولعل العتب يكون بين الإخوان بحكم وجودك في ساحة الحدث ومتابعة ما يجري عن
كثب وتناول المعوقات التي تعرقل سرعة القضاء على هذا الوباء،فجهودك رائعة وأنتي
تطرحين قضايا المواطنين من أجل علاجها،فمزيداً من الجهود وفقكم الله. .
والله من
وراء القصد.