علي محمد
الحزمي
الحزمي
غالبا ما يكون سائدا في أي مجتمع
الخلاف والاختلاف وكما يقال الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن أصبح الخلاف
يفسد الود كله في عصرنا هذا، فلا ندري من نلوم في حال التقصير ولا نعلم من هو
المسؤول عن الآم ومعاناة المواطن، حين تتكلم عن مشكلة ما فإنك إما أن تكون معارضاً
أو تصبح في لحظة معارضاً أو من أحد أبناء المعارضة، والسبب أنك قلت هناك مشكلة ما
في مكان ما في وطني، ولأني وطني وأحب
وطني أقول كل ما فيه مصلحة وطني وأتحدث عن معاناة وطني، فتتوالى الاتهامات من اكبر
شخص إلى أصغر شخص في الحكومة،وتصبح كما يقولون عديم الولاء وتنهال عليك الكلمات من
هنا وهناك، وكأنك أصبحت باختصار مجرد خائن!!! هكذا هو معيار الديمقراطية في بلادنا
فمثلا تجد رئيس الحكومة وهو المعني الأول بالتطور والنهضة ومعالجة الأمور الداخلية
للوطن يتحدث عن المعارضة ويقول أنهم مرتزقة، فهذا والله يدخل ضمن سلسلة تصريحاته
التي تتطلب سرعة تدخل رئيس الجمهورية القائد علي عبدالله صالح - حفظه الله ورعاه،
للحد من هذه التصريحات التي تشعل مزيدا من الأحقاد وتجعل الصالح يحس بأنه أصبح
شخصاً سيئاً إلا وطنيين إلا هم، فإلى متى ستظل هذه التصريحات الاستفزازية تصدر من
قبل أعلى هرم في حكومتنا التي تفننت في رسم الجرعة تلو الأخرى وفي زمن قياسي يكون
الأول من نوعه في حياتنا نحن اليمنيين، فمن تهديده لأعضاء هيئتي التدريس في جامعتي
صنعاء وعمران باستقدام مدرسين بنجلادشيين إلى تصريحاته التي سبقت الجرعة الأخيرة
بأيام قليلة بأن أسباب الفساد هي دعم المشتقات النفطية، وقبلها قامت حكومته الفاضلة
برفع الرسوم الجمركية على بعض السلع الغذائية والتي تم تصنيفها كمواد ترفيهية
وثانوية ومنها الزبادي والبطاطا وغيرها ضمن قائمة ال71صنفا، إلى تصريحاته الأخيرة
حول المعارضة في بلادنا وقوله بأنهم مجرد مرتزقة، فمن متى أصبح المواطن مرتزقا في
وطنه، وهل كل من قال للباطل كلمة حق أصبح مرتزقا، وهل كل من يحاول أن يصلح وضعا
سيئا يكون مرتزقا؟ في كل بلاد الدنيا هناك حزب حاكم ومعارضة هناك أسرة حاكمة
ومعارضون هناك وجهان للحكم كما هو الحال في الدنيا لكل شيء ضد، ليل نهار، خير شر،
صدق كذب، حكومة معارضة، ومن المستحيل أن تجد في العالم دولة حكومتها مئة بالمائة تم
انتخابها، ولابد أن يكون هناك معارضة، لابد أن تكون المعارضة هي المرآة التي تظهر
للآخرين صورتهم و(المؤمن مرآة لأخيه) فلا أحد يستطيع أن يعرف عيوبه إلا من الآخرين،
ولهذا الغرض كانت المعارضة في كل مكان في الدنيا، وللمعارضة أوجه عدة تتنوع بين
مقال وصوت واعتصام، ولكن لم يسبق لأحد أن قال أن المعارضة لا تشكل شيئاً في حياة أي
مجتمع، فإذا كنت وسط أشخاص كلهم يقولون بنعم ولا تعرف منهم اعتراضا فاعلم انك تعيش
وسط حاشية المجاملة والدجل والنفاق وكله تمام، والمعارضة لا تعني أنها ضد الوطن
بعكس ما يعتقد هؤلاء فبالعكس المعارضة هي التي تسلط الضوء على كل ما هو غير طبيعي
وإلا لعم الفساد وانتشر الشر في الأرض وامحى من الوجود شيء اسمه الخير.
أشيروا
عليّ أيها الناس )ألم يكن سيد الخلق وخير البشرية يقولها في كل أمر يهم أمر
المسلمين وهو يسأل صحابته رضوان الله عليهم، وما اختلاف العلماء إلا خير وما مقولة
عبدالله ابن مسعود '' لقد أحببت عمر حبا حتى لقد خفت الله من شدة حب عمر خفت الله
ولو أني أعلم أن كلبا يحبه عمر لأحببته ولوددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت''وهو
يروي أنه اختلف مع عمر ابن الخطاب وكان عمر يومها الخليفة في أكثر من مائة مسألة،
ولم يكن الاختلاف إلا خير دليل على صلاح الأمة، حين يكون الاختلاف والاحتكام إلى
ديننا الحنيف بقوله تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي (شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
اللَّهِ وَالرَّسُولِ) صدق الله العظيم.
فلماذا كل هذا والوطن ليس بحاجة إلى
مزيد من الفرقة ودعوة الرئيس القائد دائما ما تكون في انتهاج الوسطية واختيار أوسط
الأمور فلا التشدد يفيد ولا اللامبالاة تفيد، وإذا كان رئيس الحكومة يلقي بتصريحاته
جزافا هنا وهناك فهو رئيس حكومة كل الشعب وليس الحزب الحاكم فقط وعليه أن يعي هذا
جيدا، فهو مسؤول أمام الله وأمام الخلق أجمعين عن كل ما يحدث من تبعات الجرع
المتتالية والتي تطل بها حكومته كل يوم جديد، فهم لا يقبلون النقد أبدا وكيف لنا أن
نتيقن بأنهم يعملون بوطنية وولاء، ولا يسمعون أحدا، باستثناء المادحين والمجاملين
فقط، فكيف برئيس حكومة يقول لفئة من الشعب أنهم مرتزقة، وماذا تعنى هذه الكلمة من
وجهة نظره؟ وهل لها معنى آخر؟ كي نحاول أن نبحث له عن مبررات هو ليس بحاجة إليها،
ولكن في الأخير سنظل نحن المستضعفين في الأرض نحتمل كل ما نتجرعه من إهمال معدومي
الضمير ومعدومي الولاء، ووجود بعض الأشخاص في ما يسمى بالحراك يقومون بالعمل على
الإضرار بمصالح وممتلكات الغير، فهذا لا يعني انتماءهم للمعارضة لأن المعارضة تعمل
وفق أطر واضحة للعيان وواضحة وضوح الشمس، لماذا في الظلام هل على وجهها لثام،
واستغربت يوما من الأيام من مقولة لكاتب غربي يقول فيها ''ليس كل مسلم إرهابي، ولكن
بالتأكيد كل إرهابي مسلم'' - لا وفقه الله ولا رحمه.
فإلى متى سنعي حقيقة الوضع
الذي نعيشه ونترك المهاترات ونتكاتف للعمل على رقي وطننا الذي هو بأمس الحاجة إلينا
وليس إلى الاختلاف الذي يفسد الود كله. . . وكفى.
الخلاف والاختلاف وكما يقال الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن أصبح الخلاف
يفسد الود كله في عصرنا هذا، فلا ندري من نلوم في حال التقصير ولا نعلم من هو
المسؤول عن الآم ومعاناة المواطن، حين تتكلم عن مشكلة ما فإنك إما أن تكون معارضاً
أو تصبح في لحظة معارضاً أو من أحد أبناء المعارضة، والسبب أنك قلت هناك مشكلة ما
في مكان ما في وطني، ولأني وطني وأحب
وطني أقول كل ما فيه مصلحة وطني وأتحدث عن معاناة وطني، فتتوالى الاتهامات من اكبر
شخص إلى أصغر شخص في الحكومة،وتصبح كما يقولون عديم الولاء وتنهال عليك الكلمات من
هنا وهناك، وكأنك أصبحت باختصار مجرد خائن!!! هكذا هو معيار الديمقراطية في بلادنا
فمثلا تجد رئيس الحكومة وهو المعني الأول بالتطور والنهضة ومعالجة الأمور الداخلية
للوطن يتحدث عن المعارضة ويقول أنهم مرتزقة، فهذا والله يدخل ضمن سلسلة تصريحاته
التي تتطلب سرعة تدخل رئيس الجمهورية القائد علي عبدالله صالح - حفظه الله ورعاه،
للحد من هذه التصريحات التي تشعل مزيدا من الأحقاد وتجعل الصالح يحس بأنه أصبح
شخصاً سيئاً إلا وطنيين إلا هم، فإلى متى ستظل هذه التصريحات الاستفزازية تصدر من
قبل أعلى هرم في حكومتنا التي تفننت في رسم الجرعة تلو الأخرى وفي زمن قياسي يكون
الأول من نوعه في حياتنا نحن اليمنيين، فمن تهديده لأعضاء هيئتي التدريس في جامعتي
صنعاء وعمران باستقدام مدرسين بنجلادشيين إلى تصريحاته التي سبقت الجرعة الأخيرة
بأيام قليلة بأن أسباب الفساد هي دعم المشتقات النفطية، وقبلها قامت حكومته الفاضلة
برفع الرسوم الجمركية على بعض السلع الغذائية والتي تم تصنيفها كمواد ترفيهية
وثانوية ومنها الزبادي والبطاطا وغيرها ضمن قائمة ال71صنفا، إلى تصريحاته الأخيرة
حول المعارضة في بلادنا وقوله بأنهم مجرد مرتزقة، فمن متى أصبح المواطن مرتزقا في
وطنه، وهل كل من قال للباطل كلمة حق أصبح مرتزقا، وهل كل من يحاول أن يصلح وضعا
سيئا يكون مرتزقا؟ في كل بلاد الدنيا هناك حزب حاكم ومعارضة هناك أسرة حاكمة
ومعارضون هناك وجهان للحكم كما هو الحال في الدنيا لكل شيء ضد، ليل نهار، خير شر،
صدق كذب، حكومة معارضة، ومن المستحيل أن تجد في العالم دولة حكومتها مئة بالمائة تم
انتخابها، ولابد أن يكون هناك معارضة، لابد أن تكون المعارضة هي المرآة التي تظهر
للآخرين صورتهم و(المؤمن مرآة لأخيه) فلا أحد يستطيع أن يعرف عيوبه إلا من الآخرين،
ولهذا الغرض كانت المعارضة في كل مكان في الدنيا، وللمعارضة أوجه عدة تتنوع بين
مقال وصوت واعتصام، ولكن لم يسبق لأحد أن قال أن المعارضة لا تشكل شيئاً في حياة أي
مجتمع، فإذا كنت وسط أشخاص كلهم يقولون بنعم ولا تعرف منهم اعتراضا فاعلم انك تعيش
وسط حاشية المجاملة والدجل والنفاق وكله تمام، والمعارضة لا تعني أنها ضد الوطن
بعكس ما يعتقد هؤلاء فبالعكس المعارضة هي التي تسلط الضوء على كل ما هو غير طبيعي
وإلا لعم الفساد وانتشر الشر في الأرض وامحى من الوجود شيء اسمه الخير.
أشيروا
عليّ أيها الناس )ألم يكن سيد الخلق وخير البشرية يقولها في كل أمر يهم أمر
المسلمين وهو يسأل صحابته رضوان الله عليهم، وما اختلاف العلماء إلا خير وما مقولة
عبدالله ابن مسعود '' لقد أحببت عمر حبا حتى لقد خفت الله من شدة حب عمر خفت الله
ولو أني أعلم أن كلبا يحبه عمر لأحببته ولوددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت''وهو
يروي أنه اختلف مع عمر ابن الخطاب وكان عمر يومها الخليفة في أكثر من مائة مسألة،
ولم يكن الاختلاف إلا خير دليل على صلاح الأمة، حين يكون الاختلاف والاحتكام إلى
ديننا الحنيف بقوله تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي (شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
اللَّهِ وَالرَّسُولِ) صدق الله العظيم.
فلماذا كل هذا والوطن ليس بحاجة إلى
مزيد من الفرقة ودعوة الرئيس القائد دائما ما تكون في انتهاج الوسطية واختيار أوسط
الأمور فلا التشدد يفيد ولا اللامبالاة تفيد، وإذا كان رئيس الحكومة يلقي بتصريحاته
جزافا هنا وهناك فهو رئيس حكومة كل الشعب وليس الحزب الحاكم فقط وعليه أن يعي هذا
جيدا، فهو مسؤول أمام الله وأمام الخلق أجمعين عن كل ما يحدث من تبعات الجرع
المتتالية والتي تطل بها حكومته كل يوم جديد، فهم لا يقبلون النقد أبدا وكيف لنا أن
نتيقن بأنهم يعملون بوطنية وولاء، ولا يسمعون أحدا، باستثناء المادحين والمجاملين
فقط، فكيف برئيس حكومة يقول لفئة من الشعب أنهم مرتزقة، وماذا تعنى هذه الكلمة من
وجهة نظره؟ وهل لها معنى آخر؟ كي نحاول أن نبحث له عن مبررات هو ليس بحاجة إليها،
ولكن في الأخير سنظل نحن المستضعفين في الأرض نحتمل كل ما نتجرعه من إهمال معدومي
الضمير ومعدومي الولاء، ووجود بعض الأشخاص في ما يسمى بالحراك يقومون بالعمل على
الإضرار بمصالح وممتلكات الغير، فهذا لا يعني انتماءهم للمعارضة لأن المعارضة تعمل
وفق أطر واضحة للعيان وواضحة وضوح الشمس، لماذا في الظلام هل على وجهها لثام،
واستغربت يوما من الأيام من مقولة لكاتب غربي يقول فيها ''ليس كل مسلم إرهابي، ولكن
بالتأكيد كل إرهابي مسلم'' - لا وفقه الله ولا رحمه.
فإلى متى سنعي حقيقة الوضع
الذي نعيشه ونترك المهاترات ونتكاتف للعمل على رقي وطننا الذي هو بأمس الحاجة إلينا
وليس إلى الاختلاف الذي يفسد الود كله. . . وكفى.