القبيلي
أشكالها وأنواعها التي لا تعد ولا تحصى فالمفسدون يزداد عددهم يوما بعد يوم
والمفسدات تتكاثر صورها وأشكالها لحظه بعد لحظه وقديماً قيل :كفى المرء نبلاً أن
تعد معايبه وأقول اليوم : كفى الزمن سوءاً أن تعم مفاسده وحديثي هذا العدد عن
المفسد الأكثر شيوعاً في العالم والأقوى تأثيراً على الأنفس في كل زمان ومكان انه
المال ويعتبر المال من أوائل
المفسدين في عصرنا هذا " عصر المال" فكل شيء بالمال يباع ويشترى الأرواح والأنفس
والمبادئ والقيم الأوطان والأعراض والعواطف والمشاعر كل شيئ بثمن حتى العمى والظمأ
,,, فنحن في هذا الوطن ندفع فواتير المياه والكهرباء المقطوعة وحتى الموت في بلادي
له ثمن " كيس الدقيق الفاسد والدواء المنتهي واللقاح القاتل كلها نشتريها بالمال
"وإنا لله وإنا إليه راجعون".
أرواح الناس ليست لعبة: قلت له: خفف السرعة وأنت
تقود سيارتك وإلا فلن ينفعك الندم بعد أن تدوس عجلات سيارتك جسد إنسان رد مستهتراً
: وماذا في ذلك؟ ندفع الدية وانتهت الحكاية وكل هذا الاستهتار بأرواح البشر لأن
والد هذا المراهق يمتلك بعض الدولارات.
ثمن بخس: وفي ظل النظام العالمي الجديد
وفي زمن الانهزام العربي والتخاذل الإسلامي المشين أصبح المسلم سلعه رخيصة تباع
وتشترى فقد تعهدت أمريكا بدفع ألف دولار على كل مسلم اغتالته نيران قذائفها المدمرة
في غاراتها الوحشية على أفغانستان بالخطأ .
باعوها بلا دلال: حتى الأوطان لم
تسلم من البيع في هذا الزمان, ويعد العرب بائعي أوطان من الدرجة الأولى وبلا منافس
يحتكرون هذه التجارة لأسعارهم المغرية وجودة بضائعهم العالية" وطن بترول ,, وطن
موقع استراتيجي هام"وفي آخر الصفقات العربية باعوا العراق في حراج الأوطان العربية
مقابل 25 مليون دولار تسلمها مجموعة من كبار رجال الدولة العراقية الذين كشفوا
للأميركان خطة الدفاع عن بغداد ونسوا قول الشاعر العراقي: وحبيبي والله ما أبيعه لو
أعطوني كنوزك يا سليمانا.
إلى الجحيم : ومن اجل المال يبيع الآباء أبناءهم فكم
من فتاة باعها والدها لدنيا العذاب وترك أزهار عمرها تظمأ وتشرب سراب وهي مازالت
صبيه على درب المحبة شباب كم من فتاه ذبلت زهرة شبابها بين يدي عجوز فان قد نضبت
عواطفه وجفت أحاسيسه واجدب قلبه , قد عاش زمانه ,, ويريد أن يعيش بماله زمن غيره
والى الجحيم الفلوس اللِّي تبيع النفوس تزوج الشايب الفاني بأحلى عروس.
ويغير
النفوس: ومن المفسدات الأخلاقية التي تطرأ على بعض النفوس "الدنيئة فقط" تحت تأثير
المال تكبُر من تعتريه نعمة الغنى فجأة على من حوله فيصير يمشي على الأرض مرحا ينظر
إلى الناس بطرف عينه وتسوء معاملته وتفسد أخلاقه بمجرد امتلاء جيبه قال تعالى " كلا
إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى".
يظل حذاء: ومن سحر المال وفساده وإفساده
المتفشي انه يرفع الدنيء في أعين الناس تصبح له مكانة رفيعة ومقاماً رفيعاً زائفاً
فيتهيمن بدناءته على عزيز الأصل إن الدراهم كالمراهم تجبر العظم الكسير لو نالهن
ثعيلب في صبحه أمسى أميروينسى هذا الدنيء أن رفعته تلك مهما علت تظل رفعه ظاهريه
فقط كالقشرة وأن العزة الحقيقية هي عزة النفس وان لم يرافقها المال أما دناءة النفس
فلا يعزها مال ولا جاه ويظل صاحبها دنيئاً في نفسه عزيزاً بماله فقط ويكفي أن نعلم
أن الحذاء يظل حذاء ولو ملأته ذهباً وأن الذهب يظل ذهبا وإن كان على شكل حذاء
والعزاء كل العزاء لكل دول العالم الثالث.
ويفرق الأحباب: ومن المفاسد المؤلمة
والتي تنتج عن مساؤى المال أن البعض يتاجر بعواطفه أحيانا من أجل المال.
يقتل
الإبداع: يقول الأستاذ العقيبي: إن المشهد الثقافي في الوطن العربي يعيش أزمة
حقيقية لأن عينه نصفها على الورقة والنصف الآخر على البنك المركزي ومن هنا لا يمكن
أبداً أن يولد الإبداع من رحم مأجور.
إضاءة: يقول السباعي : من كان ماله آثر
عنده من حياته فهو أحمق ومن كان ماله اثر عنده من كرامته فهو حقير ومن كان ماله اثر
عنده من أمته فهو مجرم ومن كان ماله اثر عنده من عقيدته فهو من المؤلفة قلوبهم.