الكويليت
التاريخية، إذ كل من لا يملك دماً يهودياً هو عدو بالتقادم، تجتمع بشخصيته ذكريات
الاضطهاد والمحرقة والعزلة، وجاء تراكم هذه العقد ليعلن أنه النموذج المهووس بكل ما
تعنيه عنصرية الإنسان الذي لا يزال يقف خارج التاريخ، ويطارد العالم بأسلوب
ساذج..
هذا الوزير يريد تقديم
دعاوى ومرافعات ضد المملكة لأنها طالبت المجتمع الدولي نزع الشرعية عن إسرائيل، وهي
مسألة نادى بها يهود من قلب إسرائيل وخارجها، ونذكره أن الأمم المتحدة خرجت بقرار
«أن الصهيونية أعلى مراحل العنصرية»، وإذا كانت القرارات تعطل بحكم أن الشرعية
الدولية منتهكة لصالح القوة، فنزع هذا القرار لاحقاً يأتي بنفس الغاية.
لكن
التاريخ لا تغيبه أي صيغة تلاحق أي دولة ظالمة، وإلا ما معنى أن تلاحق إسرائيل
جرائم النازية؟ والعالم يدين النازية والفاشية، وكل من ينتهك حقوق الإنسان،
وإسرائيل سبق أن لاحق العالم زعماءها الأوائل، ولا تزال التقارير الدولية عن
جرائمها في لبنان وفلسطين، وحروبها مع العرب وتصفيتها للعديد من خصومها، تؤكد أنها
نازية مبطنة، ولكن بحماية أوروبا وأمريكا..
أن يتحول المجرم المطارد إلى متهم،
ثم بريء، وينقل من هذه الحال إلى الادعاء على غيره، أمر ينتهك الشرعية والحقوق
الإنسانية، إلا أن هذه طبيعة إسرائيل حينما تريد تجييش قوتها في العالم ضد المملكة،
لمجرد أنها تعرض حقاً قانونياً للفلسطينيين! وهي بالفعل يشرفها أن تقدم إسرائيل
كمتهم تطارده باسم الحقوق المشروعة، ونحن لا نخفي أننا خط المقاومة الأول لكل
العالم الإسلامي والدول التي تقر الحقوق والقوانين للفلسطينيين.
تستطيع إسرائيل
أن تكسب جولات من خلال مؤيديها وصانعي القرار في أوروبا وأمريكا، وتستطيع أيضاً أن
تقلب الحقائق إلى عمل مزيف، لكن وعي العالم وتداخله، وما تكشفه مختلف الوسائل، هي
بذاتها وقائع لإدانات مستمرة، ويكفي أن تحويل الأرض الفلسطينية إلى سجن عام بهدف
التجويع وتكاثر الأمراض والإبادة الدائمة، هي شاهد يراه العالم بعيون مفتوحة كل
يوم..
الجيد في مرافعات ليبرمان ضد المملكة، أنه يقدم لها شهادة أنها مع الحق
القانوني الذي يزعجها ويقلقها، وبذلك فإن الوسائل التي نملكها، وكذلك كل من يحب
السلام، يمكنه فتح ملفات إسرائيل، ليس فقط لنزع الشرعية عنها، وإنما لملاحقتها من
خلال الوقائع المسجلة في الأمم المتحدة، وكل المحافل الدولية، لتطرح بعداً لعداء
دائم مع مجتمع كبير لم تعد تغيب عنه صورة أي حادثة، ويكفي أن ملف إسرائيل بعد
اعتداءات غزة سيبقى صورة لأبشع نموذج للاعتداء والعبث بالشرعية، وهي جريمة أفزعت
إسرائيل، وستكون المرافعات معها أكبر من خلال المملكة، وكل من يؤمن بالحق
وقانونيته..