العبسي
المغنية المحسوبة على اليمن وعلينا نحن بالذات نساء اليمن وبنات اليمن تقول حسب
صحيفة ( أخبار اليوم ) بالصفحة الأخيرة ليوم السبت الماضي إنها اعتذرت عن قبول
تكريم سفارتنا لها في القاهرة بحجة أن الوطن يعيش أوضاع سيئة وغير جيدة لذلك، كيف
لها أن تقبل بالتكريم والوطن بهذه الحالة ،، وهذا موقف سياسي ولا علاقة له بالغناء
وهي إساءة كبيرة للوطن أولا و
للسفارة ثانيا ، وكأن سفارتنا هناك قد أنهت كل أعمالها الأساسية التي من اجلها وجدت
ولم يبق معها سوى تكريم المغنية ( أروى ) بينما كان الأولى بها متابعة شؤون الطلاب
في القاهرة وحل مشاكلهم مع الجامعات المصرية وتقديم العون والمساعدة للمرضى الذين
يتم النصب والاحتيال عليهم من قبل بعض السماسرة والأطباء ، وكان بإمكانها تكريم
أوائل الطلبة اليمنيين المتفوقين والمبرزين في الجامعات المصرية ، حتى يشعروا بعمق
الانتماء لهذا الوطن العزيز لا تكريم مطربة مستهترة بقيم المجتمع اليمني وتقاليده
الأصيلة ، فهي تدعي أنها يمنية وتمثل المرأة والفتاة اليمنية بطريقة منافية لعفة
وحشمة وثقافة المرأة اليمنية الحقيقية ، فنحن النساء لا يشرفنا هذا التمثيل السيئ
للمرأة والفتاة اليمنية ، لأنها تمثل إساءة لمكانة وعقل وعفة وشرف المرأة اليمنية
المحافظة على تصرفاتها وقيمها وأخلاقها وسلوكها ، وهذا ليس موضوعي الآن ، لكن ما
صعقني ودفعني للكتابة لأول مرة في هذه الصحيفة هو إنني قرأت أمس الأحد في صحيفة
الجمهورية أن محافظ تعز قد وجه دعوة رسمية للمطربة ( أروى ) لحضور الاحتفال الذي
ستقيمه محافظة تعز !! فاستغربت من هذا التصرف ، يعني أن أول انجاز من الذي وعدنا به
المحافظ بتحقيقه هو هذا الانجاز الذي جاء في نهاية المقابلة معه ، وربما وجده
الأسهل والأقرب فابتدأ به ، ثم كيف توجه دعوة لواحدة تقول إنه لا يشرفها تسلم
التكريم من سفارة بلادها لأن وطنها يعاني من ظروف سياسية رديئة ثم تقبل بالمجيء إلى
الوطن ذاته الذي يعاني من هذه الظروف الرديئة !! فهل تغيرت الظروف أم تغير حجم (
المظروف ) والمبلغ المعروض عليها ؟؟ السفارة ستكرمها باحتفال وشهادة وبدون شيك يا
عيني فأهانت الوطن والسفارة لذلك التكريم البلوشي ، أما الدعوة الرسمية الموجهة
إليها من محافظ تعز سيصاحبها شيك بمبلغ مالي محترم وبالعملة الصعبة وبشروطها هي لا
بشروط المحافظة وبالمبلغ الذي تريده هي لا المحافظة وشامل كافة مصاريف إقامتها
وتنقلاتها ومكافأة نهاية الاحتفال ،، والسؤال الذي نريد توجيه للأخ محافظ تعز هو :
الم يكن الأولى الاهتمام بمستشفى الأطفال الوحيد في المحافظة المسمى ( النقطة
الرابع ) أو المستشفى السويدي ودعمه بالعملة المحلية بدلاً من استدعاء من أهانت
الوطن الذي تدعي أنها تنتسب إليه وتسيء له بتصرفاتها وأفعالها ثم يتم إحضارها
وبالعملة الصعبة ؟؟ إن قلوبنا نحن الأمهات تتفطر دماً حين نسعف أطفالنا إلى مستشفى
الأطفال الوحيد في المحافظة ولا نجد العلاجات اللازمة فيه ونذهب لشرائها من
الصيدليات المجاورة بمبالغ لا تخطر على بال ولا تصدق أنها لأطفال كمية وقيمة ، الم
يكن أفضل لكم وأكرم توسيع هذا المستشفى وتأثيثه ودعمه بالعلاجات اللازمة والمكافآت
للمناوبين فيه وتحسين ظروفهم المعيشية المخجلة ليبذلوا جهودهم في سبيل إنقاذ
أطفالنا بدلاً من إعطائها لمن لا يستحق ؟؟ هذا المستشفى هو الوحيد منذ أكثر أربعين
سنة تقريباً وأني خلقت فيه وهو على حاله دون تطوير أو توسيع وهو الذي يستوعب على
مدار الساعة كل حالات الأطفال ليس واني استمع لأجوبة الأخ محافظ تعز قبل أسبوعين
وهو يرد على أسئلة مذيع ومذيعة قناة اليمن الفضائية ، تملكني الزهو إلى درجة الغرور
بالمشاريع التي ذكرها المحافظ والتي وعدنا بها وستكون من نصيب محافظة تعز بمناسبة
عيد الوحدة العشرين الذي سيقام احتفالاته في محافظتنا الغالية تعز ، وكم كان الموقف
محرجا لي ولبنات جنسي حين سألت المذيعة (علياء) المشاركة في الحوار إلى جانب زميلها
( خليل القاهري ) المحافظ هذا السؤال : ( هل ستوجهون الدعوة للفنانة ( أروى )
للحضور إلى تعز والمشاركة في الاحتفال ؟؟ أبو (مهند ) الذي كان بجانبي رمقني بنظرة
شعرت معها كأنه يريد أن يقول لي ، انتن معشر النساء بلا عقول كما ، كما يقول المثل
الشعبي ، الناس يتكلموا عن مشاريع وانجازات وحنا نسأل عن ( أروى ) "بتجي ولا ما
بتيجي" وبدلاً من أن يتجاهل المحافظ طلب مثل هذا خارج الموضوع والسياق، فاجأنا
بترحيبه بالفكرة واستعداده لتنفيذها، فوجدتها فرصة لأرد نفس النظرة لأبو( مهند )
على أساس واحدة بواحدة وانه كلنا بلا عقول وبنفس الطريقة للمدينة وحسب بل لمحافظة
تعز كلها بكل ضواحيها ومديرياتها ، أليس من المعيب في حقكم استدعاء من أهانت وطنها
وتناقل الخبر كل الصحف المصرية ثم يتم تكريمها على إساءتها ، أليس من الواجب عليكم
سحب، الدعوة ومطالبتها بالاعتذار من شعبها ووطنها وسفارتها أولاً ، ثم ما الذي
ستضيفه هذه المغنية للاحتفال وماذا قدمت للوطن أصلا غير النظرة الخاطئة عن بنات
ونساء اليمن ؟؟ ثم أليس الخطر من استدعائها أن تصبح قدوة لبناتنا في تصرفاتها
وأفعالها وتحررها واستهتارها بالقيم والأخلاق الإسلامية ؟؟ نرجو أن تصرفوا هذه
الأموال على ما يفيد وينفع المدينة والمحافظة ويبقى فيها ، وأن تنشئوا مستشفى أخرى
بجانب المستشفى الحالي وفي مكان آخر بعيداً عنه وتوسيعه وتأثيثه وتحديثه وتجهيز
المستشفى الحالي الصامد والذي يخدم وينقذ أطفالنا كل يوم على مدار الساعة هو
الباقية لنا ولوطننا وهو الذكرى الأنفع من احتفالنا بهذه المناسبة الغالية ، أما من
تسيء لوطنها وشعبها فلا خير فيها ويجب أن نقاطعها حتى تقدم اعتذارها لوطنها أولا ،
والله من وراء القصد.