دغيش
أي دور في محو الأمية الثقافية؟ وهل تهتم مجالسنا المحلية بأي شأن من الشؤون
الثقافية حتى يكون لهم دور في محو الأمية الثقافية..؟ وقد يحسبني قائل آخر بأني
أفرط في تفاءلاتي إلى حدود بعيدة.
وآخر قد يقول ماذا يعني هذا "البندر"؟ لأقول
لهم جميعاً نعم إننا لم نلمس بتاتاً ولم نسمع أو نرى أية بوادر مبشرة ولا أي دور تقوم به تلك
المجالس المحلية..ولاسيما فيما يتعلق بأي شأن من شؤون الثقافة منذ إنشائها أي تلك "
المحلية" وإلى يومنا المشهود هذا..ولكن الأمل يجب الا ينضب ..فالأمل بحر
والإحباط والتشاؤم عقل أضيق من خرم الإبرة، فماذا لا نغترف من ذلك البحر الواسع
لنروي به ضمأ قلوب وعقول كل المتشائمين والمحبطين الذين لا يرون ولا يلقون للنور أي
"حسنة"..ونقول له ما رأيكم لو أنا نشعل شمعة بدلاً من اللعن الدائم للظلام والذي
يشبه إلى حد كبير ذلك الظلام الذي تجعلنا وزارة الكهرباء نلعنه كل يوم أكثر من خمس
مرات، ومع ذلك فإننا لن نيأس برغم قيامنا دائماً بإشعال الشموع.
..أود أن أتقدم
إلى الإخوة رؤساء المجالس المحلية في كل أنحاء جمهوريتنا الحبيبة والغالية بمقترح
وطلب، أتمنى مسبقاً أن ينال رضاهم واستحسانهم وإعجابهم..وأتمنى أيضاً وهذا مهم أن
ينال إعجاب الأخوة الأفاضل مدراء مكاتب الأخوة رؤساء المجالس المحلية أو
سكرتاريتهم..وذلك لاعتقادي بأن الأخوة رؤساء المجالس المحلية الأكارم قد لا
يستهويهم ذلك وليس لديهم وقت فراغ لقراءة صحيفة، لكثرة انشغالهم وكثرة أعمالهم كان
الله في عونهم.
المقترح أيها الأعزاء مدراء مكاتب الأخوة رؤساء المجالس المحلية
هو بسيط وقد يكون أبسط مما نتصوره وقد أكون معقداً للموضوع هو: عمل تعميم هام وعاجل
إلى كل الأخوة مدراء المديريات كل في محافظته بضرورة إيجاد مكان مناسب ولائق ليكون
مكتبة عامة نموذجية في كل مديرية...
وبصورة عاجلة ودون تأخير وليضع خطين تحت
نموذجية..
ونعني بنموذجية هو أن تكون هذه المكتبة المتحدث عنها في مكان ذو كثافة
سكانية عالية وأن تتمركز المديرية وأن تكون أيضاً متكونة مما لا يقل عن صالتين
ومكتب وحمامين وتوضع بكل صالة رفوف على الجدران وطالة بطول الصالة محاطة بالكرسي
وتملأ تلك الرفوف بكل ما لذ وطاب من الكتب بمختلف أنواعها وتخصصاتها هذا بالصالة
الأولى التي هي للرجال والصالة الأخرى من هذه المكتبة ستكون مخصصة بالتأكيد للنصف
الثاني من سكان هذه المديرية "للنساء" وتقوم على إدارة هذه الصالة الخاصة بالنساء
إحدى خريجات قسم المكتبات وكذلك الصالة أو القاعة وهذه هي التسمية الصحيحة الخاصة
بالرجال ويا حبذا لو تم تخصيص قاعة مصغرة لفلذات أكبادنا..
لتعويدهم على القراء
ولغرس حب الإطلاع والمعرفة والثقافة في قلوبهم وعقولهم منذ الصغر.
وكم هو رائع
بأن يأخذ رب الأسرة كل أفراد أسرته لقضاء يوم أو نصف يوم أو حتى ساعات في أحضان تلك
المكتبة لينهلوا من خيراتها ومعارفها وليغرفوا ما لذ لهم وطاب من أصناف
المعرفة..
ما رأيكم أيها الكرام..
أعتقد أن موضوعاً كهذا لم يكن من الصعب على
الأخوة في المجالس المحلية على الإطلاق.
وبعد أن يتم عمل كل ذلك تقوم السلطات
المحلية بالمديريات بتحرير رسالة تنويه إلى الأخوة بالهيئة العامة للكتاب..
للأخ
الدكتور/ فارس السقاف رئيس الهيئة العامة للكتاب..
" بعد الديباجة" نود إحاطتكم
علماً بأنا بمديرية ..
قمنا بتجهيز مكتبة عامة..
وتحمل اسم "المكتبة العامة
بمديرية...." ونتمنى منكم تزويدها بالكميات المتوفرة من الكتب لديكم....
مع
العلم بأن المكتبة ستكون تحت تبعية الهيئة وسيكون الأخ/ مدير فرع الهيئة العامة
للكتاب بالمحافظة على إطلاع كامل وبصورة مستمرة على كافة الإجراءات السابقة
واللاحقة لتأسيس المكتبة وستكون من مسؤوليته متابعة كل أحوال المكتبة وتوفير كافة
متطلباتها بالتعاون مع السلطات المحلية..
والتي بدورها ستقوم بمتابعة الجهات
الداعمة للمكتبة والتي ستقوم برفدها بالإصدارات الثقافية والعلمية والدينية
والسياسية والاجتماعية "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".
وأخيراً: لكم أيها السادة
أن تتصوروا مدى النهضة الثقافية التي ستحدث في كافة محافظات الجمهورية..
وبذلك
أعتقد بل وأجزم بأنا سنستطيع محو الأمية الثقافية واقتلاعها من جذورها وسيسود
مجتمعنا حب المعرفة والتي بدورها ستكون قادرة على تقليص الفجوة الظلامية من عقولنا
وقلوبنا..
وسنغدوا أكثر علماً وثقافة وأرق قلوباً وألين أفئدة وستعود بلادنا كما
كانت أرض الحكمة والإيمان.