العديني
القائمة على حرية الأسواق يُدوي في كوكب الأرض وبسرعة خاطفة الذي كان من المؤمل
عليه ان يبشر بشيئ جديد يفيد العالم ويجعله أسرة واحدة.
إن التطور والتقدم
العلمي قد لا يرى شيئاً يحذر ولا معنى ينكر في شمال الكرة الأرضية عكس جنوبه دول
العالم الثالث الذي حل به العديد من التحديات المعاصرة من تخلف وجهل وتفشي الأمراض
وكثافة البطالة
وغيرها وليدة الآثار الناجمة عن مفهوم العولمة الاقتصادية، فمعناها غير
مرغوب لدى الكثير وقد يفهم البعض هذا المعنى سطحياً ولا يعلم حركتها الجامحة وأن
لها آثار واقعة ومتوقعة وأن ليس منها إلا عنوان ظاهره فيه الرحمة وباطنه الشر
والنقمة على جميع شعوب العالم الفقيرة.
إنها تقودنا إلى الكارثة، فهي قد تؤدي
إلى انقسام كوكب الأرض إلى شمال غني وجنوب فقير وأن من خصائصها فرض قوانين وأساليب
اقتصادية تنمي اقتصادية الدول المتقدمة على حساب الشعوب الأخرى والمنتصر فيها أصحاب
رؤوس الأموال.
إن من آثارها الهيمنة والطغيان والتدخل في شعوب الدول الفقيرة أو
حتى على مستوى الأفراد "تدخل القوى على الضعيف" وما هي إلا وسيلة من وسائل
الاستعمار الغير مباشر والعديدة وسائله وما هي إلا لافتة لاستعمار جديد ووسيلة من
وسائل الابتزاز والقهر والظلم لكل من يخرج عن الطاعة " أو لم يكرر كلمة "سيدي"
لأولئك المتزعمين الذين انفردوا بالسلطة..
فأين حقوقنا؟ وأين العالمية من عولمة
حرية السوق الذي يسعى الغرب من خلالها إلى أن يكون العالم الثالث سوقاً لمنتجات
مصانعهم وإيجاد عملية الربح السريع دون إنتاج؟ هل هناك من ينظم طريقة العيش بطرق
عادلة ومنصفة؟ أين منظمة التجارة العالمية وأين دورها وهل ستحل المشكلة؟ أم هل ستظل
طموحاتنا غائبة غافلة عن عولمة الاستغلال والإذلال ليس للفقر فحسب ولكن لأخطاء
فادحة قادمة لا نفوق إلا وقد حلت بنا؟!.