عبدالعزيز النهاري
الذين يحرمون من الترقية والترفيع خلال مدة خدمتهم الممتدة هناك الكثير من الموظفين
الغلاباء الذين يحرمون من الترقية والترفيع خلال مدة خدمتهم الممتدة خمسة وثلاثين
عاماً، حتى ولو كانوا من أكثر المنضبطين في العمل وأشد إخلاصاً وتفانياً
ونزاهة ودراية ومعرفة، يقدس العمل و ينجز واجباته اليومية، أول الحاضرين في الدوام
وآخر المغادرين. . كل هذه الصفات والمزايا لم تشفع له وتساعده في الحصول على الترقية
والترفيع في الوظيفة جزاء إخلاصه وتفانيه وتقف إلى جانبه النصوص القانونية المنظمة
للعمل لكنها تخذله وتتركه يعاني ويتألم ويقدم التظلمات دون جدوى وهو يرى منهم من هو
أقل منه مستوى في التعليم والخدمة وعدم الانضباط حتى في الدوام وكثرة التمارض
والغياب يحصلون على الترقية والترفيع ليس فقط الذين التحقوا معه بالخدمة بل أولئك
الذين تدربوا وتعلموا العمل على يديه بعد شهور، فقد يصبحوا هم المسؤولون عليه، كل
ذلك نتيجة غياب المعايير ومنح الصلاحيات كاملة لمدراء عموم المرافق والذين بعضهم
للأسف يمارسون النعرات القاتلة والمدمرة مثل المناطقية والقروية والحزبية والمذهبية
والطائفية. .
ممارسة مثل هذه النعرات تركت العديد من ضحايا الوظيفة العامة الذين
حرموا من الترقية خلال مدة خدمتهم ويصبح الموظف ضحية وخاصة عندما يظل مدير عام على
رأس هذا المرفق أو ذلك لأكثر من خمسة عشر عاماً ومزيداً من هؤلاء الضحايا عندما
يحالون إلى التقاعد، لا نجد أحدهم من ينصفه ويرد له الاعتبار وللوظيفة العامة من
خلال فحص ملفه والوثائق الخاصة به وسلامتها " الغياب العقوبات الإدارية
الإجازات المرضية" وعلى ضوء تلك النتائج يمنحه ما يستحقه من الدرجة التي حرم
منها.