المجتمعية تسير على قدم وساق في الوطن العربي ككل، لأننا في البدء يخطئ من يظن أن
التنمية المجتمعية تسير على قدم وساق في الوطن العربي ككل، لأننا بالفعل لا ندرك
ماذا يعني الاهتمام بالإنسان ورعايته، لذلك نرى غالبية من يتصدرون الحديث عن
قضايا المجتمع وحقوق الإنسان وقضايا التنمية والمرأة والطفل وكل ما يرتبط بالشأن
العربي وعبر الفضائيات إما أن يكون متحاملاً على وطنه وأمته وشعبه وإلى أقصى حد
وإما أن يكون كالنعامة التي يصعب عليها نفض الغبار الذي علق بها.
صحيح أن
التنمية والاستقرار لا تتحقق بين عشية وضحاها، لكن من المستحسن أن يعترف العاجز
بعجزه والفاشل بفشله ويعلن أنه لم يعد بمقدوره فعل شيء ليترك الفرصة لآخر، وكما هو
الحال في بلدان الدنيا قاطبة، لكن هذا لا يعني أننا نشكك في قدرات أحد من الناس
حاشا وكلا ،لكن هناك من الناس من يحاول أن يتصيد الأخطاء فقط ولا يعنيه ماذا بعد ؟
ما هي الحلول ؟ ما هو الصح وأين يكمن الخلل؟. .
والحال ينطبق على كثير من الناس
وفي مختلف المجالات، في الصحة، في التربية، في السلطة المحلية، في الجامعات، في
البرلمان، في كل مكان من وطننا الكبير، سلطة ومعارضة مع أن التصنيف في أمر كهذا
مرفوض وغير مقبول إطلاقاً، لكن لأننا وأقولها وبكل أسف لا نفرق في هذا البلد متى
نختلف وكيف نختلف؟ ولماذا نختلف؟ وما هي القضايا التي ينبغي أن نختلف أو تتباين
الآراء حولها ؟! بالأمس الصدفة وحدها جمعتني بأحد المبتعثين من دول النمور، لا نريد
أن نسمي لكن سؤالي له كان ما هو انطباعك عن الطالب اليمني، فلم يتردد قائلا :
"اليمني مبدع ومتميز، فقط الحركة الزائدة أحيانا تفوت عليه الكثير من المعلومات"
يقصد عندما ينشغل الطالب بحديث جانبي أثناء الدرس أو محاولة العبث بالوقت واللهو في
أوقات الدرس. .
أخذنا الحديث إلى السلطة والمعارضة في تلك الدولة الإسلامية
الرائدة بتجربتها العلمية الفريدة وفوجئت بالرجل يقول لي "الوضع في بلادنا مختلف
تصور والحديث ما زال له أن رئيس الحكومة الذي وضع زعيم المعارضة في السجن في فترة
من الفترات عندما سأله البعض عن شخصية هذا المعارض المشاكس أجاب رئيس الحكومة :
الرجل يحب بلده ويمتلك من القدرات التي تؤهله للتغيير وهو صاحب
مشروع". .
وللأمانة أنا شخصياً فوجئت بمثل هذا الكلام لأننا في المنطقة ككل لم
نعتد على مثل هذه الصراحة والوضوح خصوصاً عندما يتحدث الحاكم عن المعارضة أو
المعارضة عن الحاكم، فالعلاقة عندما تكون مبنية على الشك والريبة والخوف والتوجس
بكل تأكيد تختل معها الموازين وتتبدل المفاهيم وتسقط كل القيم الإنسانية الجميلة
ويتحول الوطن إلى غابة موحشة يصعب العيش فيه، لكن في البلدان التي عرفت معنى
الديمقراطية قولاً وعملاً الأمر يبدو مختلفاً ولا وجود لتلك النتوءات والإسفافات في
القول والعمل، لذلك كان لهم هذا الزخم والنجاح الذي لا يضاهى وبقينا نحن نراوح في
ذات المكان، نتقدم للأمام خطوة ونتراجع للخلف خطوات والسبب حسب اعتقاد البعض حب
الوطن. .
أليس من الحب ما قتل ؟.