د. عبد
العزيز المقالح
العزيز المقالح
لم يعد خافياً أن الدول المتقدمة
الكبرى لم تنجح في أن تقود العالم الثالث إلى حيث كان ينبغي أن يقاد، وأن تفتح
طريقه نحو المناخات الديمقراطية، وذلك لأن هذه الدول لم تكن مخلصة في مواقفها ولا
صادقة في ما تدعيه من رغبة في تطوير أنظمة الحكم التقليدية في العالم الثالث وإخراج
شعوبه من منطقة التخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكانت أطماعها وراء كل سعيها
الدؤوب للتواصل مع العالم الثالث وشعوبه التي لم تخرج من أزمة إلا لكي تقع في
أزمات.
لكن الدارس السياسي يستطيع
أن يثبت أن العالم الثالث نجح بامتياز في أن يقود الدول المتقدمة إلى ما يشبه
أوضاعه المتردية ديمقراطياً، فقد اهتزت صورة الديمقراطية كما تتباهى بها الدول
الكبرى وأصبحت قريبة من المحاولات الديمقراطية التي تدار في العالم الثالث، وصار في
الإمكان القول بأننا "في الهواء سواء"، وليس هناك أحد أحسن من أحد.
ويمكن القول
إن العالم بأكمله يوشك أن يودع الديمقراطيات الراسخة والمزاعم التي نسجها الخيال عن
هذه الديمقراطيات، والدليل على هذا ما حدث في أكبر دولتين ديمقراطيتين، هما
الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد كانت الانتخابات الأولى للرئيس الأمريكي السابق
جورج الصغير مليئة بالتلاعب وغير بعيدة من التزوير والتزييف.
كما أن ما حدث في
الأيام الماضية في بريطانيا يعد دليلاً أوضح وفضيحة غير مسبوقة للديمقراطية
الغربية، ليس في عدم نجاح أي حزب من الأحزاب التاريخية الكبيرة بالفوز الحاسم
والحصول على الأغلبية المطلقة، وإنما فيما تردد لأول مرة من شكاوى وادعاءات
بالتزوير واللعب بالنتائج في أكثر من دائرة انتخابية وفي خروج الشعب البريطاني
ينادي إلى الإسراع في إصلاح النظام الانتخابي المعمول به منذ عقود.
أليس في هذا
ما يكفي للتدليل على أن الديمقراطيات الغربية في طريقها إلى الأفول، وأن العالم
الثالث نجح في نقل تجربته؟، وصار في الإمكان القول إن العالمين يقتربان من بعضهما
تأكيداً لحقيقة أن العالم بات قرية واحدة، وإن ذلك هو الجزاء الحق لما ارتكبته
الدول الكبرى في حق العالم الثالث على مدى قرنين من الزمن، وما فرضته من احتلال
وحصار ومن القضاء على كل بادرة مضيئة تبزغ في ظلمات عالم الفقر والتخلف والنظم
العشوائية.
ومن نافلة القول إن الوطن العربي قد نال من هجمات الدول الكبرى
وعقوبتها ما جعله في حالة من الشلل السياسي والاقتصادي، وإن الانتقام له لن يأتي
على شكل حروب موهومة وإنما في نقل نموذجه السائد وإعادة الدول الكبرى في وقت قريب
إلى ما كان يسمى بالقرون الوسطى.
إن الخطر الذي يتهدد الدول الكبرى لم يعد
احتمالاً بل صار حقيقة واقعة، واستمرار هذه الدول في تجاهل هذه الحقيقة يقوض كل
إنجازاتها السياسية والاقتصادية ويعيد العالم الأول إلى عالم ثالث بكل ما يعنيه ذلك
من اضطرابات وانكسارات حادة على كل صعيد.
العرب أونلاين
الكبرى لم تنجح في أن تقود العالم الثالث إلى حيث كان ينبغي أن يقاد، وأن تفتح
طريقه نحو المناخات الديمقراطية، وذلك لأن هذه الدول لم تكن مخلصة في مواقفها ولا
صادقة في ما تدعيه من رغبة في تطوير أنظمة الحكم التقليدية في العالم الثالث وإخراج
شعوبه من منطقة التخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكانت أطماعها وراء كل سعيها
الدؤوب للتواصل مع العالم الثالث وشعوبه التي لم تخرج من أزمة إلا لكي تقع في
أزمات.
لكن الدارس السياسي يستطيع
أن يثبت أن العالم الثالث نجح بامتياز في أن يقود الدول المتقدمة إلى ما يشبه
أوضاعه المتردية ديمقراطياً، فقد اهتزت صورة الديمقراطية كما تتباهى بها الدول
الكبرى وأصبحت قريبة من المحاولات الديمقراطية التي تدار في العالم الثالث، وصار في
الإمكان القول بأننا "في الهواء سواء"، وليس هناك أحد أحسن من أحد.
ويمكن القول
إن العالم بأكمله يوشك أن يودع الديمقراطيات الراسخة والمزاعم التي نسجها الخيال عن
هذه الديمقراطيات، والدليل على هذا ما حدث في أكبر دولتين ديمقراطيتين، هما
الولايات المتحدة وبريطانيا، فقد كانت الانتخابات الأولى للرئيس الأمريكي السابق
جورج الصغير مليئة بالتلاعب وغير بعيدة من التزوير والتزييف.
كما أن ما حدث في
الأيام الماضية في بريطانيا يعد دليلاً أوضح وفضيحة غير مسبوقة للديمقراطية
الغربية، ليس في عدم نجاح أي حزب من الأحزاب التاريخية الكبيرة بالفوز الحاسم
والحصول على الأغلبية المطلقة، وإنما فيما تردد لأول مرة من شكاوى وادعاءات
بالتزوير واللعب بالنتائج في أكثر من دائرة انتخابية وفي خروج الشعب البريطاني
ينادي إلى الإسراع في إصلاح النظام الانتخابي المعمول به منذ عقود.
أليس في هذا
ما يكفي للتدليل على أن الديمقراطيات الغربية في طريقها إلى الأفول، وأن العالم
الثالث نجح في نقل تجربته؟، وصار في الإمكان القول إن العالمين يقتربان من بعضهما
تأكيداً لحقيقة أن العالم بات قرية واحدة، وإن ذلك هو الجزاء الحق لما ارتكبته
الدول الكبرى في حق العالم الثالث على مدى قرنين من الزمن، وما فرضته من احتلال
وحصار ومن القضاء على كل بادرة مضيئة تبزغ في ظلمات عالم الفقر والتخلف والنظم
العشوائية.
ومن نافلة القول إن الوطن العربي قد نال من هجمات الدول الكبرى
وعقوبتها ما جعله في حالة من الشلل السياسي والاقتصادي، وإن الانتقام له لن يأتي
على شكل حروب موهومة وإنما في نقل نموذجه السائد وإعادة الدول الكبرى في وقت قريب
إلى ما كان يسمى بالقرون الوسطى.
إن الخطر الذي يتهدد الدول الكبرى لم يعد
احتمالاً بل صار حقيقة واقعة، واستمرار هذه الدول في تجاهل هذه الحقيقة يقوض كل
إنجازاتها السياسية والاقتصادية ويعيد العالم الأول إلى عالم ثالث بكل ما يعنيه ذلك
من اضطرابات وانكسارات حادة على كل صعيد.
العرب أونلاين