;

مهجرو لجعاشن .. لا يزالون مهجرين!! 1229

2010-05-19 05:25:21

علي محمد
الحزمي


نعم لا يزالون مهجرين عن منازلهم
وبيوتهم وأقاربهم وترابهم وأوطانهم ، يهيمون على وجوههم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت
، حاولوا الاستجداء هنا والبكاء هنا والمناشدة هنا والجلوس هناك ، لم ننساهم ولن
ننساهم ولن تمر قضيتهم مرور الكرام ، فلماذا كل هذا التجاهل يا دولتنا ويا حكومتنا
ويا من له أذن تسمع وعين ترى..أطفال ورجال ونساء يفترشون أرصفة الشوارع

ويرفعون
لافتات
بالعربية ومرة بالأجنبية لعل أحد يسمع شكواهم ، ويدهنون وجوههم
بالأسود لعلهم يجدون معاملة تليق باللاجئين الصوماليين حتى في هذا الوطن ، هكذا هم
مهجرو الجعاشن والذين رفضوا الظلم والاستبداد وقالوا لم لا، نعم قالوا مقولة
الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم
أحرارا) حاولوا أن يعترضون فقط على استغلالهم من قبل شخص وشخوص ، من قبل لص ولصوص ،
من قبل مجموعة من العابثين والذين يحسبون أنهم فوق الناس وينسون أن الله فوق كل شيء
وأكبر من كل شيء .
تخيلوا فقط ماذا لو كانوا من يهود عمران أو يهود صعده أو أي
بقايا من بقايا اليهود على تراب وطننا وتم ترحيلهم من منطقتهم وجاؤا إلى صنعاء
وقاموا برفع لافتات تطالب بعودتهم إلى أراضيهم ، ألم تكن وقتها تقم الدنيا ولم تقعد
؟ ألم ترسل وقتها الوفود تلو الوفود من منظمات حقوق الإنسان والمفوضية الأوربية
ولجان الإنسان الأوربية واليونيسف ووكالات الأنباء العالمية، وحتى تدخل البنك
الدولي؟ لماذا أصبح اليمني رخيص في وطنه ؟ ولماذا لم تعد لليمني قيمة فوق ترابه ؟
ولماذا يتحاشى أصحاب القرار الخوض في هذه المسألة ؟ وهل لسعيد علاقة بمسعد تجعل
معشر السعداء لا يتدخلون في القضية لأنها تنطوي ضمن الإحراجات القبلية والتأثير
بالمراكز المرموقة وكراسي المناصب؟ لعل في قضية مهجرو الجعاشن الكثير من المآسي
والعديد من القضايا التي تتطلب سرعة النظر فيها ليس من قبل البرلمان الذي أقر تعين
لجنة أعتقد أنها لم تقم بعمل شيء سوى الاتصالات والتواصل عبر الهاتف من أجل إسقاط
الواجب وتقديم تقرير يظل حبيس الأدراج حتى يقضي الله في أمرهم أو يحن قلب الشيخ
وأتباعه فترأف بهم عدالة الأرض التي ولدوا وعاشوا وتربوا فيها !! أنه لمن المؤلم
حقاً وأنت ترى بعينك هؤلاء وكأنهم مجرد فئة استنكرتها الأرض ، أو كأنهم لا يقولون
لا اله إلا الله محمد رسول الله ، وكأنه لا قيمة لهم ولا مكان ، فإذا كانت النخوة
أحيانا تأخذنا إلى عمل حملات تبرع لمساعدة متضرري جونتانامو أو زلزال الهند ، أو
تأخذنا الرحمة من واجب الإنسانية أو القومية العربية أو واجب ديننا الحنيف بالوقوف
إلى جانب إخواننا في فلسطين أو كما كان في الشيشان أو في أي بقعة من بقاع الأرض ،
فحري بنا أن ننظر حال إخواننا في الدين والتراب واللغة والمصير والوطن ، هم إخواننا
نعم رضينا أم أبينا ، فهم ليسوا دخلاء ولا لاجئين ولا مشردين أكرمناهم وفتحنا لهم
الأبواب ، بل نحن من أوصدناها بوجوههم ولا أدري لماذا؟ فإذا كان أي شاعر أو صاحب
كلمة يستطيع الحصول على هذه المكانة المرموقة فهذه بشارة لكل شاعر كتب يوماً في
أصحاب السلطة ومدح يوماً شخصا من ذوي الحكم أن ينعم بالسلطة المطلقة مدى الحياة ،
فتخول له سلطته تشريد من يشاء وطرد من يشاء واستعباد من يشاء ، وحين يحس بأن الخطر
سيداهمه ما عليه سوى كتابة مقال أو قصيدة تشفع له عما اقترفت يداه ولن يكلمه أحد ،
وإذا كانت العلاقات الشخصية بين المسؤولين والمشائخ تصل إلى درجة أن تحسس المواطن
بالإذلال إلى أقصى درجة فلا كانت حياة ، فالحياة ما هي إلا كرامة وعزة وإنسانية ،
فماذا تبقى لنا نحن اليمنيون فوق أوطاننا وكرامتنا تهدر أمام أعيننا وأصبحت أمام
مرأى الكثير من العرب والعجم ، وما قيمة العيش ونحن لا نملك قيمة العيش ورغيف الخبر
، فلا معنى لحياة تحيا فيها مستعبداً وقد أكرمك الله عن سائر المخلوقات ، وما فائدة
من حياة لا تجد فيها أبسط قيم الإنسانية ؟ سيادة الرئيس الوالد الحنون أب كل يمني
ما عهدناك إلا ناصراً للمظلومين وما عرفناك إلا قائداً للحق ، وما سمعنا عنك إلا كل
خير ، فمن جاءك مظلوماً نصرته ومن رأيته ظالماً قمت بردعه ، ونحن لم نشكوا إليك من
زيادة الجرع وكثرة الخدع ، ولم نخرج لنطالب بوعودك وبرنامجك الانتخابي والذي تعهدت
فيه بالخير للوطن ، لم نقل إلا ..هؤلاء خرجوا من ديارهم وأصبحوا ينامون في الأرصفة
، وقد باتت أصواتهم في كل مكان ، وأصبح كل يمني يحس بالعار مما يحدث لهؤلاء ، ومن
أوهموك بأن المنجزات في كل مكان ، يستطيعون أن يقولون لك كلاماً أكثر، وما أكثر
أقوالهم عن أفعالهم ، فهل نرجو منك حلا لمشكلة مهجري الجعاشن؟؟ ولنصبر نحن حتى يقضي
الله في أمر الجميع ، فإن كتب الله لنا العيشة الكريمة ، فنحن أحق بها ، وإن أراد
الله لنا غير ذلك، فسوف ندعوه ليل نهار أن يرفع عنا المصائب والله أكبر من كل شيء ،
وهو المولى ونعم النصير .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-09-20 16:02:01

لا شماته!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد