زياد أبو
شاويش
شاويش
ينتصف الشهر الخامس من كل عام ليعمل
في قلوبنا نزفاً وألماً حتى الثمالة، ونتذكر رحيل أهلنا القسري عن ديارهم في
فلسطين، فتلفنا الحسرة والغضب ولا تنتهي المناسبة الحزينة إلا ونجدد العزم والعهد
على العودة مهما كلفنا ذلك وأياً يكن الثمن.
الحديث عن واقعنا العربي والفلسطيني يطول، لكننا
نلخصه بأنه ليس جيداً أو مقبولاً، ولا يبشر بمستقبل واعد لجموع المنكوبين وحلمهم في
العودة.
إن استثنينا إرادة محور المقاومة وتصميمه على الصمود في وجه
العسف الأمريكي الصهيوني وتمسكه بثوابت الحق العربي في فلسطين وغيرها سنجد تراكماً
من السلبيات ومظاهر التساوق مع المخططات والرغبات الأمريكية أوصلت أصحاب النكبة إلى
مستنقع التفريط، بل والتسليم بالقسم الأكبر من وطنهم للعدو الإسرائيلي الذي ما زال
يمعن فيهم قتلاً وتشريداً في مقابل وعود وأوهام تزيد من قتامة المشهد الفلسطيني
المنقسم على نفسه بما يشبه النكبة في نقاط كثيرة.
إسرائيل بنيت بطريقة ذكية
ومتدرجة مستغلة كافة الطاقات التي توفرت للحركة الصهيونية على امتداد نصف قرن
وأنتجت نكبتنا الدامية ودولة نووية قادرة على مواجهة العرب مجتمعين، ورغم معرفتنا
بالأسباب التي أدت إلى نجاح المشروع الصهيوني إلا أننا لم نفلح في فهم كيفية
الاستفادة من دروس التجربة، أو حتى نؤسس لفهم عميق لهزيمتنا رغم كل
التضحيات.
الآن نقف على أعتاب الذكرى الثالثة والستين للنكبة بعد أن ودعنا
الذكرى الثانية والستين يوم السبت آملين أن يكون العام القادم نهاية أو بداية
النهاية لمأساة طالت أكثر مما يجب..
ولكن كيف يتم ذلك؟ لا توجد طلاسم في الإجابة
عن السؤال، وهي واضحة وضوح النكبة وتجلياتها المريرة، والكل يعرفها، غير أننا في
حاجة لقيادة تعي أنها تقود شعباً عظيماً قدم الكثير من دماء أبنائه ولا يزال
مستعداً لتقديم المزيد من أجل وضع نهاية للمأساة، قيادة تفهم أن العدو لن يتنازل في
عنوان العودة والقدس مهما كانت التنازلات الفلسطينية، وعليها أن تتصرف على هذا
الأساس أو تتنحى، قيادة تعي أهمية الوحدة الوطنية وتعمل لها بإخلاص، قيادة تمثل
قدوة للآخرين ونموذجاً يحتذى في كل شيء، قيادة تعرف تاريخ وطنها وشعبها
وتحترمه.
وفي المقابل أن يتقدم شعبنا عبر ممثليه كافة وعلى جميع المستويات
لتوضيح الرؤية الجامعة للشعب المنكوب وليس فقط القيم الجامعة، ممثلون يوصلون رأي
الأغلبية بأمانة وصدق ويقاتلون في سبيل تثبيت ذلك بقرارات المرجعية الوطنية والضغط
لوحدة وطنية تعزز دور هذه المرجعية بمشاركة الجميع فيها.
إن بقاء الحال على ما
هو عليه سيعني تمهيد الطريق لنكبة جديدة ربما نحتاج ألف سنة للخروج منها.
نغضب،
نتألم، نسأل، نلعن الزمن، نتحسر على ضياع الفرص، نستخرج العبر والدروس، لكن هذا
كله، وإن كان مهماً وضرورياً، لا يغني عن البدء في بلورة فهم دقيق ومنطقي لطبيعة
الصراع مع إسرائيل وما تمثل في المنطقة العربية، وبالتالي إعادة تأسيس وتركيب صورة
المعركة بشكل سليم لأن الصورة الآن مقلوبة وخيارات قيادتنا كذلك.
في قلوبنا نزفاً وألماً حتى الثمالة، ونتذكر رحيل أهلنا القسري عن ديارهم في
فلسطين، فتلفنا الحسرة والغضب ولا تنتهي المناسبة الحزينة إلا ونجدد العزم والعهد
على العودة مهما كلفنا ذلك وأياً يكن الثمن.
الحديث عن واقعنا العربي والفلسطيني يطول، لكننا
نلخصه بأنه ليس جيداً أو مقبولاً، ولا يبشر بمستقبل واعد لجموع المنكوبين وحلمهم في
العودة.
إن استثنينا إرادة محور المقاومة وتصميمه على الصمود في وجه
العسف الأمريكي الصهيوني وتمسكه بثوابت الحق العربي في فلسطين وغيرها سنجد تراكماً
من السلبيات ومظاهر التساوق مع المخططات والرغبات الأمريكية أوصلت أصحاب النكبة إلى
مستنقع التفريط، بل والتسليم بالقسم الأكبر من وطنهم للعدو الإسرائيلي الذي ما زال
يمعن فيهم قتلاً وتشريداً في مقابل وعود وأوهام تزيد من قتامة المشهد الفلسطيني
المنقسم على نفسه بما يشبه النكبة في نقاط كثيرة.
إسرائيل بنيت بطريقة ذكية
ومتدرجة مستغلة كافة الطاقات التي توفرت للحركة الصهيونية على امتداد نصف قرن
وأنتجت نكبتنا الدامية ودولة نووية قادرة على مواجهة العرب مجتمعين، ورغم معرفتنا
بالأسباب التي أدت إلى نجاح المشروع الصهيوني إلا أننا لم نفلح في فهم كيفية
الاستفادة من دروس التجربة، أو حتى نؤسس لفهم عميق لهزيمتنا رغم كل
التضحيات.
الآن نقف على أعتاب الذكرى الثالثة والستين للنكبة بعد أن ودعنا
الذكرى الثانية والستين يوم السبت آملين أن يكون العام القادم نهاية أو بداية
النهاية لمأساة طالت أكثر مما يجب..
ولكن كيف يتم ذلك؟ لا توجد طلاسم في الإجابة
عن السؤال، وهي واضحة وضوح النكبة وتجلياتها المريرة، والكل يعرفها، غير أننا في
حاجة لقيادة تعي أنها تقود شعباً عظيماً قدم الكثير من دماء أبنائه ولا يزال
مستعداً لتقديم المزيد من أجل وضع نهاية للمأساة، قيادة تفهم أن العدو لن يتنازل في
عنوان العودة والقدس مهما كانت التنازلات الفلسطينية، وعليها أن تتصرف على هذا
الأساس أو تتنحى، قيادة تعي أهمية الوحدة الوطنية وتعمل لها بإخلاص، قيادة تمثل
قدوة للآخرين ونموذجاً يحتذى في كل شيء، قيادة تعرف تاريخ وطنها وشعبها
وتحترمه.
وفي المقابل أن يتقدم شعبنا عبر ممثليه كافة وعلى جميع المستويات
لتوضيح الرؤية الجامعة للشعب المنكوب وليس فقط القيم الجامعة، ممثلون يوصلون رأي
الأغلبية بأمانة وصدق ويقاتلون في سبيل تثبيت ذلك بقرارات المرجعية الوطنية والضغط
لوحدة وطنية تعزز دور هذه المرجعية بمشاركة الجميع فيها.
إن بقاء الحال على ما
هو عليه سيعني تمهيد الطريق لنكبة جديدة ربما نحتاج ألف سنة للخروج منها.
نغضب،
نتألم، نسأل، نلعن الزمن، نتحسر على ضياع الفرص، نستخرج العبر والدروس، لكن هذا
كله، وإن كان مهماً وضرورياً، لا يغني عن البدء في بلورة فهم دقيق ومنطقي لطبيعة
الصراع مع إسرائيل وما تمثل في المنطقة العربية، وبالتالي إعادة تأسيس وتركيب صورة
المعركة بشكل سليم لأن الصورة الآن مقلوبة وخيارات قيادتنا كذلك.