الصوفي
تنتشر لوحات زاهية الألوان تحمل عبارات الاحتفاء بعيدنا الوطني ال22من
مايو.
اللوحات وانتشار الأعلام في شوارع ومنازل وسيارات المدينة تعطي انطباعا
فرائحيا في المحافظة التي يفترض أنها أكثر مناطق البلاد وحدوية واهتماما بالاستقرار
تبعا لانتشار عمالتها، والحقيقة أن إليها إيضا ينتمي مشاركون في مختلف الفعاليات ضد
الحزب الحاكم وحتى ضد السلطة بل والوحدة.
هي محافظة الكتل الكبيرة في
مختلف الأحزاب والتوجهات، هل تتذكرون الانتخابات الرئاسية، لقد امتازت تعز أنها
كانت محافظة التعددية، وبالقدر الذي احتشد منها مناصرو مرشح اللقاء المشترك في أكبر
مهرجاناته، كان مهرجان مرشح المؤتمر من أكبر مهرجانته أيضا.
فرائحية المحافظة
باستضافتها الاحتفالات بعيد الوحدة، لاتقلل من منسوب استياء من الأوضاع العامة،
سواء في سياق الصراع السياسي أو الأوضاع المعيشية للناس من مختلف الأحزاب.
ومع
شهادات لمحافظها بالنشاط، وباهتمامه بمايتعلق بتحديث قدرات وأداء مؤسسات الخدمة
العامة، واتهامه بالشللية، وعنفه السياسي ضد المعارضة حيث يتصرف كمشائخ العدين مع
الرعية.
لكن الأهم أنه محافظ لايهتم بأي جذور اجتماعية في محافظة النشاط الأكثر
تحفزا على الساحة اليمنية، لعل خلفيته الأيدلوجية كقومي، ونحن نعرف استخفاف
القوميين والإسلاميين بالمسألة الاجتماعية كتنظير وان مثلوها كممارسة، أو خلفيته
الوظيفية في سلك النيابة أو الخدمة المدنية، لعلها بالاضافة لمشيخيته تجعل توجهاته
أكثر تطابقا لظروف محافظة عمران أو لنقل خصائص مديريات شرعب التي ينتمي لها، وهو
إذا لن تكون له بصمة عمقيقة كأول محافظ منتخب كما لو كان المحافظ من خلفية اجتماعية
أخرى كالحجرية مثلا، ولحسن حظه أن توفر له مبلغ مالي ضخم باسم هذه
الاحتفالات.
هو لايهتم بالشباب، لايؤمن بالتحديث الاجتماعي، لايهمه كثيرا
القطاعات العريضة من الناس. .
وهذا لاأقوله عدوانية ضد الصديق المحافظ الذي
لطالما رأيت مواجهاته بإعحاب في إصلاحات الخدمة المدنية ولكن فقط في الشق
الإداري.
اللوحات المنتشرة، وإن لم تكن طبعت بدراية أو إشراف المحافظ، فإنها
تتطابق وتوجهاته هذه. .
وللأسف لم تجد من ينصح لا المحافظ ولا التوجيه المعنوي
ولا هيئة التوعية أن الاحتفاء بعيد الوحدة سيكون أثمر إذا راعى الاختبارات القاسية
التي تعصف بالبلاد، مما يعني وجوب التعامل مع الخطاب العام بحساسية عالية تجعل منه
مناسبة لتخترق الدولة الحواجز السيئة التي تعترض مسيرة اليمن الواحد المستقر، وتوقف
التصاعد في التوتر السياسي، وتكسر حدة حلقات الخطاب المعارض، وتشد الناس لخصائص
ومميزات الوحدة ودولتها التي تختلف عن أي من الشطرين السابقين لها.
كان يمكن أن
يحدث ذلك بسهولة لو تحولت تعز الى لوحة للتنوع والتعدد. .
لوحة تعبر عن اليمن
الواحد لا الجمهورية العربية اليمنية او جمهورية اليمن الديمقراطية.
باختصار إن
الرئيس علي عبدالله صالح يتعرض لظلم كبير بهذه الطريقة إن لم يكن يعلم أما إن كان
يعلم فالمصيبة اعظم.
لا أحد معه في كل شوارع تعز. .
كلها محجوزة باسمه
وبشعارات سياسية لاتنتمي للتعددية، وليس للوحدة قيمة ان تحولت الى الغاء لكل ماعدا
هذا الواحد، سواء كان شخص الرئيس أو خطاب حزبه السياسي. .
مافي الشوارع الآن كان
من الممكن فهمه لو كنا في سباق انتخابي، أو مهرجان حزبي،، لكن المناسبة هي أكبر
مناسبات البلاد الموحد. .
ومن اهدافها مكافحة العصبويات التي تنتشر كالطفح الجلدي
الخبيث على طول البلاد وعرضه.
لذا كانت تعز ستخدم الوحدة أكثر إن أقرت للتنوع
فيها بالوحدوية، لو جاورت صورة بين كل ثلاث صور للرئيس لشخصية من تعز خدمت الدولة
الواحدة. .
الأمثل لو رأينا حتى المعارضين السياسيين الحاليين، وبعض جمل قالوها
كثيرا عن الوحدة ودولتها، لكن لابأس لو ضاقت رؤية حكومة المؤتمر واكتفت بمن لم
يعودوا معارضة لانتقالهم للدار الآخرة، فمن تعز عبدالفتاح اسماعيل، عبده محمد
المخلافي، وحتى عيسى محمد سيف، فقد عوقب يومها ولابأس الآن من النظر إليه باعتباره
ضحية ثقافة عصره المقرة للانقلاب.
وصولا الى مرجعيات المحافظة من النعمان احمد
ومحمد الى محمد علي عثمان، ومحمود عبدالحميد، والشرجبي، والقباطي.
آو حتى رموز
الوحدة نفسها. .
فالوحدة التي تشهد للرئيس على عبدالله صالح كأكبر انجازته، لم
تقم دون طرف آخر، ومن الأهمية أن نرى صورة التوقيع على العلم التي تجمع العليين،
وسيكون بعد ذلك معقولا لو أن لوحة أخرى كانت للرئيس صالح تهاجم تحول شريكه من
الوحدوية للانفصال والتشطير البغيض.
لكن لايهم ومحافظ تعز ليس من الذين يرون
اليمن الا كيمن ماقبل الوحدة من ناحية التعددية، فيمكن تفهم أن يكتفى بمشاركة كل
عشر صور للرئيس صورة لأحد رموز دولته من حزبه هو ودولته هو. .
بالاضافة الى من
لاينتمون لحزب ولا لقبيلة، فهناك عبدالعزيز عبدالغني، علي محمد سعيد مثلا، وقائمة
مزهرة من غير السياسيين من الشعراء والخطباء والاقتصاديين والفنانيين، ماذا سينقص
من هيبة الدولة لو أتيح لأيوب طارش أن يشارك بجملتين عن الوحدة في الاف اللوحات
المنشترة.
ياترى، لم لانرى قبولا راشدا خلاقا في مسائل هي في غاية البساطة ولكن
في غاية الأهمية أيضا. .
وكل عيد وأنت بخير ياوحدتنا التي كسرنا بك سطوة
الأحادية. .
ولا أراكم الله مكروها