بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
إيران دولة عقائدية حالها كحال
الاتحاد السوفيتي السابق تماما !! والدول العقائدية تسعى إلى نشر فكرها وعقيدتها في
كل أنحاء العالم !! حتى لو كان هذا الفكر عاطل باطل !! وحتى لو كان شعبها يعاني من
الفقر والجوع فهي لا تبالي !! فالشعب السوفيتي كان يعاني من الفقر المدقع وحكومته
توزع المليارات هنا وهناك من أجل الفكر البلشفي الاشتراكي الشيوعي !! والدول
العقائدية تكثر من صنع الصواريخ
الضخمة والأسلحة المدمرة والمناورات الحربية والاستعراضات العسكرية وشعبها على
الحديدة !! والدول العقائدية تعرف كيف تدغدغ عواطف المسلمين بواسطة التهريج
الإعلامي !! والتهديد الكلامي !! الذي يجلجل بالويل والثبور على أمريكا
والإمبريالية !! أو إسرائيل والصهيونية !! لكن كل ذلك مجرد كلام في كلام والسلام !!
فأكثر من سبعين عاما تهديدات سوفيتية حنانة طنانة دون أن تنشب بين الطرفين معركة
مباشرة واحدة حتى انهار الاتحاد السوفيتي وتفكك عام 1991م !! وإيران لها ثلاثون
عاما تهدد أمريكا وترعد وتزبد والدنيا سلامات !! فلا الحرب نشبت ولا إيران سكتت !!
والدول العقائدية ترسل رجال الدعوة على هيئة مدرسين !! أو أطباء !! أو غير ذلك !!
وقد يكونون في بعض الأحيان من غير أبناء البلد المستهدف !! والدول العقائدية
سفاراتها غير سفارات دول العالم !! فإلى قصة انتقال الفكر الاثنى عشري من طهران إلى
مران !! وإلى معرفة دور السفارة الإيرانية في نشر الاثنى عشرية في اليمن وفي فتنة
صعدة : في البداية عصمت المصري الاثنى عشري !! المصريون أحسن وأفضل المعلمين الذين
درسوا في اليمن.
والمصريون متميزون جداً في تدريسهم وأصحاب خبرة كبيرة في
التعليم.
والشعب اليمني كان يألف كل مصري يفد إلى اليمن بحيث لا يشعر المصري إلا
أنه في بلده وبين إخوانه بل كان يقدر المعلم المصري أكثر من أي معلم آخر وقد
استحقوا ذلك عن جدارة والأيام قد أثبتت ذلك.
وقد أدركت إيران مكانة أهل مصر في
نفوس أهل اليمن والإيمان فأرسلت لهم المعلم المصري الاثنى عشري عصمت !!! فما هي قصة
عصمت ؟ وإلى أين ذهب ؟ وماذا عمل ؟ وغير ذلك من الحقائق المطوية والتي رواها بجدارة
واقتدار الصحفي المميز الأستاذ عمر العمقي والذي غامر بنفسه وتتبع قصة الأستاذ عصمت
وزار القرى التي عمل فيها والتقى بمن عاصر عصمت ثم نشر القصة كاملة في صحيفة
"الديار" العدد 136 بتاريخ 18/4/2010م فإلى التحقيق الهام والذي كشف اللثام عن
الكثير مما خفي : ( في ثمانيات القرن الماضي ، استقر السيد محمد عصمت - مصري
الجنسية - بين حنايا محافظة صعدة وبعدها بفترة وجيزة قام الفتى اليافع - حينها -
محمد بدر الدين الحوثي إلى تقديم ذلك الوافد لوالده "بدر الدين الحوثي" الذي اعتاد
على العيش متنقلاً بين نسائه الأربع المقيمات في مناطق مختلفة.
"محمد" الذي كان
يقيم مع والدته - الزوجة الأولى ل"بدر الدين الحوثي" وهي الوحيدة من نسائه التي لا
تزال على قيد الحياة - في قرية - آل الصيفي - الطلح - مديرية سحار - ارتبط بعلاقة
وثيقة مع ذلك الخطيب المفوه القادم من مصر الكنانة ، الذي تمكن من إنشاء أول نواة
للفكر الاثنا عشري في قرية "آل الصيفي" والتي تلاها تأسيس المنتدى في قرية "آل
مزروع".
مواعظه الدينية لم تنحصر على القريتين فقط ، بل اتسعت نحو العديد من
القرى ، عبر تلك الزيارات التي كان يقوم بها برفقة بدر الدين الحوثي.
وغالباً
كانت محاضراته تحظى بإقبال كبير ، نظراً لانتقاداته اللاذعة للسعودية والتي أدت
لاحقاً إلى انتظام تلك الجموع الغفيرة في التوافد لحضور درس الجمعة.
احتفالية
"نشور العيد" والذي اعتاد سكان صعدة على الاحتفال بها منذ مئات السنين ، استطاع هذا
الرجل تشييع مسماها المتعارف عليه لتغدو عقب ذلك ب "عيد الغدير".
ومع حلول
العام 1988م قام جهاز الأمن السياسي بإلقاء القبض عليه بسبب انتقاده الدائم
للسعودية. .
وتم ترحيله إلى "إيران" بعد تدخلات قادها "بدر الدين الحوثي" لكون
الرجل مطلوباً للسلطات المصرية.
وبعيد ذلك انتقل "بدر الدين" إلى طهران والتقى
ب "عصمت" والذي لا زال يقيم فيها ويقوم بتقديم برامج دينية إذاعية حتى
اللحظة.
على إثر ذلك اتخذ "محمد بدر الدين الحوثي" عهداً على نفسه بنشر أفكار
معلمه التي أستهوته تماماً.
وقام برفقة زملائه بالسير على خطاه عبر ما كان يعرف
حينها ب"اتحاد الشباب" والذي أسسه "محمد عصمت" في العام 1986م. .
عقب قيام
الوحدة المباركة قرر ابن الثانية والعشرين ربيعاً تجميد الاتحاد وتأسيس "منتدى
الشباب المؤمن" والذي تولى إدارة شؤونه إلى جوار "محمد بدر الدين" كل من "عبد
الكريم جدبان - علي أحمد الرازحي - صالح أحمد هبره - احمد محمد الهادي - محمد يحي
سالم عزان". . . "حسين الحوثي" والذي أقحم نفسه في حل الخلافات والنزاعات التي احتدمت
بين قيادات منتدى الشباب المؤمن والتي اشتد فتيل صراعها في العام 1999م ووصل مداها
إلى القصر الجمهوري ، وخلصت إلى توسيع إدارة المنتدى الذي أضيف إليه "حسين ويحي
الحوثي وعبد الله الرزامي". "الرزامي" والذي لا ينتمي إلى السلالة الهاشمية ، حاله
كحال رفيق دربه "حسين" والذي لم يكن يعر هذا المنتدى أي اهتمام يذكر. .
وجدا
نفسيهما يتحيزان ويتعصبان لتلك الأفكار التي كان يتبناها "محمد الحوثي" والتي كانت
لا تحظى بالقبول من "محمد يحي سالم عزان".
مع إطلالة العام 2000م يسدل الستار
على ذلك المنتدى بانشقاقه إلى تيارين أحدهما متشدد والأخر معتدل ، الأول يلتقي
تمويلاته من إيران فيما الآخر وجه الرئيس بصرف 400 ألف ريال شهرياً كدعم
لأنشطته.
. . .
ولإيمان "محمد الحوثي" بضرورة نشر تلك المعتقدات والأفكار التي
أتقن غرس بذورها الزعيم الاثنا عشري "محمد عصمت" تحاشى الاصطدام مع شقيقه المتحمس
نحو نشرها علانية من خلال تفعيله واستحداثه للعديد من الطقوس والتي من أهمها "شعار
البراءة" - الصرخة - والذي دعا أنصاره إلى ترديده بعد بضعة أشهر من توليه زعامة
التنظيم وتحديداً في 17 يناير 2002م. . .
قرية "آل الصيفي" والتي تشكلت فيها
النواة الأولى للفكر الاثنا عشري كما سبق ذكره في السطور الأولى. .
اندلعت منها
شرارة الحرب الأولى ، وبعد يومين شبت نيرانها في "مران" مسقط رأس زعيم التنظيم وذلك
في 18 يونيو 2004م.
) إذاً البداية كانت مع المعلم المصري الاثنى عشري "عصمت"
والحقيقة كشفها باقتدار الصحفي المميز الأستاذ عمر العمقي عندما ذهب بنفسه وجال في
تلك القرى والتقى بالناس والأهالي والذين سردوا له الحكاية وقصوا عليه الرواية فحكى
لنا كل ذلك بكل أمانة وروعة ودقة لكننا لن نكتفي بما سبق بل سنأتي بالاعترافات
المباشرة لبعض المتورطين مع السفارة الإيرانية ونروي لكم حقائق طالما حجبت عن الناس
!!!! هذه الاعترافات تكشف الدور المباشر والحقيقي لإيران في دعم الفتنة في
اليمن.
السفارة الإيرانية ونشر الاثنى عشرية رُحل عصمت إلى طهران لكن إيران لم
تقنع ولن تهجع بل ستسارع في إرسال المزيد من الاثنى عشرية العرب إلى اليمن !!
والسفارة الإيرانية ليست كباقي سفارات العالم - كما أسلفت سابقاً - فهي سفارة
عقائدية تنشر العقيدة الاثنى عشرية وتوزع الأموال الغزيرة لنشر هذه العقيدة !! وفوق
هذا كله ستقوم بتجنيد شبكة واسعة من الجواسيس بكل ما تعنيه كلمة الجاسوسية !!! وقد
تحاشيت الكلام في هذا الموضوع سابقاً حتى وجدت الأدلة الثابتة التي لا تقبل الشك عن
دور السفارة الإيرانية في نشر الاثنى عشرية ودعم فتنة صعدة فإلى التفاصيل : القبض
على شبكة تجسس لإيران في أواخر عام 2009م حققت الأجهزة الأمنية اليمنية نجاحاً
باهراً بالقبض على شبكة تجسس لإيران هذه الشبكة اعترف أعضاؤها بما لا يخطر على بال
!! وقد أرسلوا إلى النيابة التي حققت معهم وثبتت اعترافاتهم وإليكم الأسماء والتهم
: ( في القضية رقم (16) لسنة 2010م ج. ج.
نيابة استئناف الجزائية المتخصصة بأمانة
العاصمة في القضية رقم 117 لسنة 2009م ج. ج.
النيابة الجزائية الابتدائية
المتخصصة بأمانة العاصمة تتهم النيابة العامة 1- معمر محمد أحمد صالح
العبدلي.
2- وليد محمد علي حمود شرف الدين.
3- عبد الله علي مطهر علي
الديلمي.
4- صادق عبد الرحمن أحمد الشرفي.
بأنهم خلال الفترة من عام 1994م
إلى 25/8/2009م بدائرة اختصاص النيابة والمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة :
أولاً : تخابروا مع دولة أجنبية بالاتصال غير المشروع مع من يعملون لمصلحة إيران
بأن تلقوا الدعم والتمويل والأدوات اللازمة لتنفيذ مشاريع فكرية وسياسية تخدم
المصالح الإيرانية الغير مشروعة في اليمن - سنذكر باقي قرار الاتهام كاملاً في
الحلقة الثانية -. . .
) وقد أحيلوا للمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة
لمحاكمتهم لكن ما أدهشني هي قائمة أدلة الإثبات ومنها اعترافات المتهمين حيث كشفت
للمغفلين الدور الإيراني الكبير في فتنة صعدة ونشر الاثنى عشرية وقبل نشر
الاعترافات يتبادر إلى الذهن سؤال هام وهو : لماذا تهتم إيران باليمن ؟ يحدثنا
الأستاذ علي أحمد الأكوع أحد مؤسسي رابطة الشيعة الاثنى عشرية في اليمن عن أسباب
اهتمام إيران باليمن فيقول في لقاء مع صحيفة "الجمهور" العدد 92 بتاريخ 13 فبراير
2010م أجراه الأستاذ المبدع جداً عبد الناصر المملوح : ( المملوح - ومتى كانت أول
زيارة لك إلى إيران؟ الأكوع - عام 95م وكنت في ضيافة الثورة الإسلامية
نفسها.
المملوح - بمن التقيت من مراجعهم الدينية؟ الأكوع - أنا جلست في طهران
ولكن في الزيارة الثانية عام 97م التقيت بعلي الكوراني صاحب كتاب (نظرية الظهور)
والسيد جواد الشهرستاني رئيس مؤسسة أهل البيت ، وقلنا لهم لماذا لا تدعمون اليمن
باعتبار أن "اليماني" سيخرج منها وليس من لبنان التي تدعمونها بلا حساب. .
قالوا
نحن ندعم اليمن.
المملوح - وهل قالوا لك من يدعمون بالضبط؟ الأكوع - الجماعة في
صعدة. .
كانوا مركزين على صعدة ومن زمان على أساس أن يهيئوا للمهدي ، معتبرين
الحوثي هو "اليماني" الذي سيأتي بعده بتسعة أشهر المهدي، واختلفت معهم في هذه
المسألة بالذات.
المملوح - مسألة أن الحوثي هو اليماني الداعي للمهدي؟ الأكوع -
نعم. .
وكان الكوراني قد وضع في كتابه (عصر الظهور) المخطط للمهدي المنتظر في
صعدة ورسم له الخطوات التي سيمشي فيها وعندما يدخل السعودية. .
وكأن المهدي عسكري
عنده. ).
المملوح - "مقاطعاً" على أي أساس اعتمد الكوراني؟ الأكوع - على الروايات
التي لديه والتي تقول أن اليماني با يخرج من خولان العالية.
المملوح - تقصد
خولان بن عامر بصعدة ؟ الأكوع - هم يقولون في الرواية خولان العالية ويعتبروا خولان
بن عامر هي خولان العالية، واعترضت على الكوراني وقلت له إحنا أهل البلاد
وأدرى. .
خولان العالية مش في صعدة. .
خولان العالية هي فوق صنعاء وترتفع عن
البحر الأحمر 3000 متر، أما خولان بن عامر حق صعدة هي فوق سطح البحر.
المملوح -
ماذا كان رده؟ الأكوع - قال لا. .
وأخبرني أنه سافر إلى خولان بن عامر صعدة
وأطلعوه على جبال مران العالية ، وانه التقى فيها ببدر الدين الحوثي وأطلعوه على
جبل الدخان في الحدود اليمنية السعودية والذي لا بد من السيطرة
عليه.
. . .
وعندما خرج الخميني باسم الثورة والتجهيز للإمام المهدي وسمى نفسه
الخرساني ، والآن علي خامنئي مرشد الثورة يسمي نفسه الخرساني الذي سوف يهيئ وفقاً
لرواياتهم لليماني في صعدة، الذي بدوره سوف يهيئ للمهدي ، ولهذا فالمرشد الأعلى
للثورة الإيرانية يمتلك سلطات واسعة ولا يخضع للانتخابات وما إلى ذلك.
وبالتالي
شرعية الحكومة الإيرانية متوقفة على انتصار الحوثي، وهذا الأمر بات يطرح هناك في
إيران من قبل الإصلاحيين الذين يحاججون حكومة أحمدي نجاد وخامنئي بأن الحوثي خاض 6
حروب ولم يحقق شيئاً من مخطط الكوراني. .
مخطط ظهور المهدي الذي يبني مرشد الثورة
شرعيته على أساس انه وكيل المهدي.
المملوح - أفهم من كلامك أن حركة التمرد
الحوثية. . . . . ؟ الأكوع - "مقاطعاً" حركة الحوثي قامت على ما جاء في كتاب علي
الكوراني "عصر الظهور". .
الحوثي هو ابن حزب الله الإيراني بأمر من إيران ودعم
منها، والكوراني هو واضع الخطة.
المملوح - على ماذا استندت في حكمك هذا؟ الأكوع
- يا أخي اقرأ كتاب الكوراني "عصر الظهور" ستجده يقول بأن "اليماني" المهيأ للمهدي
سيخرج من صعدة، وسوف يسيطر على جبل الدخان ويتولى أمر الجزيرة ومكة، وقد سمعتها
بأذني من علي الكوراني نفسه وأنا ضيف عنده في منزله في مدينة "قم".
. . .
حين
جاء الخميني ويدعون انه الخرساني وكيل المهدي المنتظر وأتى بشعار "الموت
لأمريكا. .
الموت لإسرائيل. . . . الخ". .
وهو الشعار الذي أخذ به الحوثي وعلى أساس
أنه "اليماني" والممهد للمهدي بحسب المخطط الذي وضعه الكوراني.
المملوح - دعنا
نعود إلى كتاب الكوراني الذي قلت انه نص على ضرورة السيطرة على جبل الدخان؟ الأكوع
- هو نص على ذلك ، على أساس أن على اليماني "الحوثي" الجزيرة ومكة ، وقد حاول
الحوثي تنفيذ ما جاء في كتاب الكوراني واقتحم جبل الدخان لكن أعلن مؤخرا انسحابه
منه. .
وأؤكد لك أن انسحابهم مش نتيجة ضعف ، ولكنهم وجدوا أن ما جاء في مخطط
الكوراني لم يتحقق منه شيء سوى كسار روس ونحن نصحناهم بالانسحاب).
الاتحاد السوفيتي السابق تماما !! والدول العقائدية تسعى إلى نشر فكرها وعقيدتها في
كل أنحاء العالم !! حتى لو كان هذا الفكر عاطل باطل !! وحتى لو كان شعبها يعاني من
الفقر والجوع فهي لا تبالي !! فالشعب السوفيتي كان يعاني من الفقر المدقع وحكومته
توزع المليارات هنا وهناك من أجل الفكر البلشفي الاشتراكي الشيوعي !! والدول
العقائدية تكثر من صنع الصواريخ
الضخمة والأسلحة المدمرة والمناورات الحربية والاستعراضات العسكرية وشعبها على
الحديدة !! والدول العقائدية تعرف كيف تدغدغ عواطف المسلمين بواسطة التهريج
الإعلامي !! والتهديد الكلامي !! الذي يجلجل بالويل والثبور على أمريكا
والإمبريالية !! أو إسرائيل والصهيونية !! لكن كل ذلك مجرد كلام في كلام والسلام !!
فأكثر من سبعين عاما تهديدات سوفيتية حنانة طنانة دون أن تنشب بين الطرفين معركة
مباشرة واحدة حتى انهار الاتحاد السوفيتي وتفكك عام 1991م !! وإيران لها ثلاثون
عاما تهدد أمريكا وترعد وتزبد والدنيا سلامات !! فلا الحرب نشبت ولا إيران سكتت !!
والدول العقائدية ترسل رجال الدعوة على هيئة مدرسين !! أو أطباء !! أو غير ذلك !!
وقد يكونون في بعض الأحيان من غير أبناء البلد المستهدف !! والدول العقائدية
سفاراتها غير سفارات دول العالم !! فإلى قصة انتقال الفكر الاثنى عشري من طهران إلى
مران !! وإلى معرفة دور السفارة الإيرانية في نشر الاثنى عشرية في اليمن وفي فتنة
صعدة : في البداية عصمت المصري الاثنى عشري !! المصريون أحسن وأفضل المعلمين الذين
درسوا في اليمن.
والمصريون متميزون جداً في تدريسهم وأصحاب خبرة كبيرة في
التعليم.
والشعب اليمني كان يألف كل مصري يفد إلى اليمن بحيث لا يشعر المصري إلا
أنه في بلده وبين إخوانه بل كان يقدر المعلم المصري أكثر من أي معلم آخر وقد
استحقوا ذلك عن جدارة والأيام قد أثبتت ذلك.
وقد أدركت إيران مكانة أهل مصر في
نفوس أهل اليمن والإيمان فأرسلت لهم المعلم المصري الاثنى عشري عصمت !!! فما هي قصة
عصمت ؟ وإلى أين ذهب ؟ وماذا عمل ؟ وغير ذلك من الحقائق المطوية والتي رواها بجدارة
واقتدار الصحفي المميز الأستاذ عمر العمقي والذي غامر بنفسه وتتبع قصة الأستاذ عصمت
وزار القرى التي عمل فيها والتقى بمن عاصر عصمت ثم نشر القصة كاملة في صحيفة
"الديار" العدد 136 بتاريخ 18/4/2010م فإلى التحقيق الهام والذي كشف اللثام عن
الكثير مما خفي : ( في ثمانيات القرن الماضي ، استقر السيد محمد عصمت - مصري
الجنسية - بين حنايا محافظة صعدة وبعدها بفترة وجيزة قام الفتى اليافع - حينها -
محمد بدر الدين الحوثي إلى تقديم ذلك الوافد لوالده "بدر الدين الحوثي" الذي اعتاد
على العيش متنقلاً بين نسائه الأربع المقيمات في مناطق مختلفة.
"محمد" الذي كان
يقيم مع والدته - الزوجة الأولى ل"بدر الدين الحوثي" وهي الوحيدة من نسائه التي لا
تزال على قيد الحياة - في قرية - آل الصيفي - الطلح - مديرية سحار - ارتبط بعلاقة
وثيقة مع ذلك الخطيب المفوه القادم من مصر الكنانة ، الذي تمكن من إنشاء أول نواة
للفكر الاثنا عشري في قرية "آل الصيفي" والتي تلاها تأسيس المنتدى في قرية "آل
مزروع".
مواعظه الدينية لم تنحصر على القريتين فقط ، بل اتسعت نحو العديد من
القرى ، عبر تلك الزيارات التي كان يقوم بها برفقة بدر الدين الحوثي.
وغالباً
كانت محاضراته تحظى بإقبال كبير ، نظراً لانتقاداته اللاذعة للسعودية والتي أدت
لاحقاً إلى انتظام تلك الجموع الغفيرة في التوافد لحضور درس الجمعة.
احتفالية
"نشور العيد" والذي اعتاد سكان صعدة على الاحتفال بها منذ مئات السنين ، استطاع هذا
الرجل تشييع مسماها المتعارف عليه لتغدو عقب ذلك ب "عيد الغدير".
ومع حلول
العام 1988م قام جهاز الأمن السياسي بإلقاء القبض عليه بسبب انتقاده الدائم
للسعودية. .
وتم ترحيله إلى "إيران" بعد تدخلات قادها "بدر الدين الحوثي" لكون
الرجل مطلوباً للسلطات المصرية.
وبعيد ذلك انتقل "بدر الدين" إلى طهران والتقى
ب "عصمت" والذي لا زال يقيم فيها ويقوم بتقديم برامج دينية إذاعية حتى
اللحظة.
على إثر ذلك اتخذ "محمد بدر الدين الحوثي" عهداً على نفسه بنشر أفكار
معلمه التي أستهوته تماماً.
وقام برفقة زملائه بالسير على خطاه عبر ما كان يعرف
حينها ب"اتحاد الشباب" والذي أسسه "محمد عصمت" في العام 1986م. .
عقب قيام
الوحدة المباركة قرر ابن الثانية والعشرين ربيعاً تجميد الاتحاد وتأسيس "منتدى
الشباب المؤمن" والذي تولى إدارة شؤونه إلى جوار "محمد بدر الدين" كل من "عبد
الكريم جدبان - علي أحمد الرازحي - صالح أحمد هبره - احمد محمد الهادي - محمد يحي
سالم عزان". . . "حسين الحوثي" والذي أقحم نفسه في حل الخلافات والنزاعات التي احتدمت
بين قيادات منتدى الشباب المؤمن والتي اشتد فتيل صراعها في العام 1999م ووصل مداها
إلى القصر الجمهوري ، وخلصت إلى توسيع إدارة المنتدى الذي أضيف إليه "حسين ويحي
الحوثي وعبد الله الرزامي". "الرزامي" والذي لا ينتمي إلى السلالة الهاشمية ، حاله
كحال رفيق دربه "حسين" والذي لم يكن يعر هذا المنتدى أي اهتمام يذكر. .
وجدا
نفسيهما يتحيزان ويتعصبان لتلك الأفكار التي كان يتبناها "محمد الحوثي" والتي كانت
لا تحظى بالقبول من "محمد يحي سالم عزان".
مع إطلالة العام 2000م يسدل الستار
على ذلك المنتدى بانشقاقه إلى تيارين أحدهما متشدد والأخر معتدل ، الأول يلتقي
تمويلاته من إيران فيما الآخر وجه الرئيس بصرف 400 ألف ريال شهرياً كدعم
لأنشطته.
. . .
ولإيمان "محمد الحوثي" بضرورة نشر تلك المعتقدات والأفكار التي
أتقن غرس بذورها الزعيم الاثنا عشري "محمد عصمت" تحاشى الاصطدام مع شقيقه المتحمس
نحو نشرها علانية من خلال تفعيله واستحداثه للعديد من الطقوس والتي من أهمها "شعار
البراءة" - الصرخة - والذي دعا أنصاره إلى ترديده بعد بضعة أشهر من توليه زعامة
التنظيم وتحديداً في 17 يناير 2002م. . .
قرية "آل الصيفي" والتي تشكلت فيها
النواة الأولى للفكر الاثنا عشري كما سبق ذكره في السطور الأولى. .
اندلعت منها
شرارة الحرب الأولى ، وبعد يومين شبت نيرانها في "مران" مسقط رأس زعيم التنظيم وذلك
في 18 يونيو 2004م.
) إذاً البداية كانت مع المعلم المصري الاثنى عشري "عصمت"
والحقيقة كشفها باقتدار الصحفي المميز الأستاذ عمر العمقي عندما ذهب بنفسه وجال في
تلك القرى والتقى بالناس والأهالي والذين سردوا له الحكاية وقصوا عليه الرواية فحكى
لنا كل ذلك بكل أمانة وروعة ودقة لكننا لن نكتفي بما سبق بل سنأتي بالاعترافات
المباشرة لبعض المتورطين مع السفارة الإيرانية ونروي لكم حقائق طالما حجبت عن الناس
!!!! هذه الاعترافات تكشف الدور المباشر والحقيقي لإيران في دعم الفتنة في
اليمن.
السفارة الإيرانية ونشر الاثنى عشرية رُحل عصمت إلى طهران لكن إيران لم
تقنع ولن تهجع بل ستسارع في إرسال المزيد من الاثنى عشرية العرب إلى اليمن !!
والسفارة الإيرانية ليست كباقي سفارات العالم - كما أسلفت سابقاً - فهي سفارة
عقائدية تنشر العقيدة الاثنى عشرية وتوزع الأموال الغزيرة لنشر هذه العقيدة !! وفوق
هذا كله ستقوم بتجنيد شبكة واسعة من الجواسيس بكل ما تعنيه كلمة الجاسوسية !!! وقد
تحاشيت الكلام في هذا الموضوع سابقاً حتى وجدت الأدلة الثابتة التي لا تقبل الشك عن
دور السفارة الإيرانية في نشر الاثنى عشرية ودعم فتنة صعدة فإلى التفاصيل : القبض
على شبكة تجسس لإيران في أواخر عام 2009م حققت الأجهزة الأمنية اليمنية نجاحاً
باهراً بالقبض على شبكة تجسس لإيران هذه الشبكة اعترف أعضاؤها بما لا يخطر على بال
!! وقد أرسلوا إلى النيابة التي حققت معهم وثبتت اعترافاتهم وإليكم الأسماء والتهم
: ( في القضية رقم (16) لسنة 2010م ج. ج.
نيابة استئناف الجزائية المتخصصة بأمانة
العاصمة في القضية رقم 117 لسنة 2009م ج. ج.
النيابة الجزائية الابتدائية
المتخصصة بأمانة العاصمة تتهم النيابة العامة 1- معمر محمد أحمد صالح
العبدلي.
2- وليد محمد علي حمود شرف الدين.
3- عبد الله علي مطهر علي
الديلمي.
4- صادق عبد الرحمن أحمد الشرفي.
بأنهم خلال الفترة من عام 1994م
إلى 25/8/2009م بدائرة اختصاص النيابة والمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة :
أولاً : تخابروا مع دولة أجنبية بالاتصال غير المشروع مع من يعملون لمصلحة إيران
بأن تلقوا الدعم والتمويل والأدوات اللازمة لتنفيذ مشاريع فكرية وسياسية تخدم
المصالح الإيرانية الغير مشروعة في اليمن - سنذكر باقي قرار الاتهام كاملاً في
الحلقة الثانية -. . .
) وقد أحيلوا للمحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة
لمحاكمتهم لكن ما أدهشني هي قائمة أدلة الإثبات ومنها اعترافات المتهمين حيث كشفت
للمغفلين الدور الإيراني الكبير في فتنة صعدة ونشر الاثنى عشرية وقبل نشر
الاعترافات يتبادر إلى الذهن سؤال هام وهو : لماذا تهتم إيران باليمن ؟ يحدثنا
الأستاذ علي أحمد الأكوع أحد مؤسسي رابطة الشيعة الاثنى عشرية في اليمن عن أسباب
اهتمام إيران باليمن فيقول في لقاء مع صحيفة "الجمهور" العدد 92 بتاريخ 13 فبراير
2010م أجراه الأستاذ المبدع جداً عبد الناصر المملوح : ( المملوح - ومتى كانت أول
زيارة لك إلى إيران؟ الأكوع - عام 95م وكنت في ضيافة الثورة الإسلامية
نفسها.
المملوح - بمن التقيت من مراجعهم الدينية؟ الأكوع - أنا جلست في طهران
ولكن في الزيارة الثانية عام 97م التقيت بعلي الكوراني صاحب كتاب (نظرية الظهور)
والسيد جواد الشهرستاني رئيس مؤسسة أهل البيت ، وقلنا لهم لماذا لا تدعمون اليمن
باعتبار أن "اليماني" سيخرج منها وليس من لبنان التي تدعمونها بلا حساب. .
قالوا
نحن ندعم اليمن.
المملوح - وهل قالوا لك من يدعمون بالضبط؟ الأكوع - الجماعة في
صعدة. .
كانوا مركزين على صعدة ومن زمان على أساس أن يهيئوا للمهدي ، معتبرين
الحوثي هو "اليماني" الذي سيأتي بعده بتسعة أشهر المهدي، واختلفت معهم في هذه
المسألة بالذات.
المملوح - مسألة أن الحوثي هو اليماني الداعي للمهدي؟ الأكوع -
نعم. .
وكان الكوراني قد وضع في كتابه (عصر الظهور) المخطط للمهدي المنتظر في
صعدة ورسم له الخطوات التي سيمشي فيها وعندما يدخل السعودية. .
وكأن المهدي عسكري
عنده. ).
المملوح - "مقاطعاً" على أي أساس اعتمد الكوراني؟ الأكوع - على الروايات
التي لديه والتي تقول أن اليماني با يخرج من خولان العالية.
المملوح - تقصد
خولان بن عامر بصعدة ؟ الأكوع - هم يقولون في الرواية خولان العالية ويعتبروا خولان
بن عامر هي خولان العالية، واعترضت على الكوراني وقلت له إحنا أهل البلاد
وأدرى. .
خولان العالية مش في صعدة. .
خولان العالية هي فوق صنعاء وترتفع عن
البحر الأحمر 3000 متر، أما خولان بن عامر حق صعدة هي فوق سطح البحر.
المملوح -
ماذا كان رده؟ الأكوع - قال لا. .
وأخبرني أنه سافر إلى خولان بن عامر صعدة
وأطلعوه على جبال مران العالية ، وانه التقى فيها ببدر الدين الحوثي وأطلعوه على
جبل الدخان في الحدود اليمنية السعودية والذي لا بد من السيطرة
عليه.
. . .
وعندما خرج الخميني باسم الثورة والتجهيز للإمام المهدي وسمى نفسه
الخرساني ، والآن علي خامنئي مرشد الثورة يسمي نفسه الخرساني الذي سوف يهيئ وفقاً
لرواياتهم لليماني في صعدة، الذي بدوره سوف يهيئ للمهدي ، ولهذا فالمرشد الأعلى
للثورة الإيرانية يمتلك سلطات واسعة ولا يخضع للانتخابات وما إلى ذلك.
وبالتالي
شرعية الحكومة الإيرانية متوقفة على انتصار الحوثي، وهذا الأمر بات يطرح هناك في
إيران من قبل الإصلاحيين الذين يحاججون حكومة أحمدي نجاد وخامنئي بأن الحوثي خاض 6
حروب ولم يحقق شيئاً من مخطط الكوراني. .
مخطط ظهور المهدي الذي يبني مرشد الثورة
شرعيته على أساس انه وكيل المهدي.
المملوح - أفهم من كلامك أن حركة التمرد
الحوثية. . . . . ؟ الأكوع - "مقاطعاً" حركة الحوثي قامت على ما جاء في كتاب علي
الكوراني "عصر الظهور". .
الحوثي هو ابن حزب الله الإيراني بأمر من إيران ودعم
منها، والكوراني هو واضع الخطة.
المملوح - على ماذا استندت في حكمك هذا؟ الأكوع
- يا أخي اقرأ كتاب الكوراني "عصر الظهور" ستجده يقول بأن "اليماني" المهيأ للمهدي
سيخرج من صعدة، وسوف يسيطر على جبل الدخان ويتولى أمر الجزيرة ومكة، وقد سمعتها
بأذني من علي الكوراني نفسه وأنا ضيف عنده في منزله في مدينة "قم".
. . .
حين
جاء الخميني ويدعون انه الخرساني وكيل المهدي المنتظر وأتى بشعار "الموت
لأمريكا. .
الموت لإسرائيل. . . . الخ". .
وهو الشعار الذي أخذ به الحوثي وعلى أساس
أنه "اليماني" والممهد للمهدي بحسب المخطط الذي وضعه الكوراني.
المملوح - دعنا
نعود إلى كتاب الكوراني الذي قلت انه نص على ضرورة السيطرة على جبل الدخان؟ الأكوع
- هو نص على ذلك ، على أساس أن على اليماني "الحوثي" الجزيرة ومكة ، وقد حاول
الحوثي تنفيذ ما جاء في كتاب الكوراني واقتحم جبل الدخان لكن أعلن مؤخرا انسحابه
منه. .
وأؤكد لك أن انسحابهم مش نتيجة ضعف ، ولكنهم وجدوا أن ما جاء في مخطط
الكوراني لم يتحقق منه شيء سوى كسار روس ونحن نصحناهم بالانسحاب).
